ما مدى احتمال أن يمتد الصراع في القطاع إلى سورية؟
تطرق عن موقع ” FIKIRTURU “ التركي إلى احتمالية امتداد الصراع إلى سوريا ، إذ سلط الضوء على عدة نقاط ، منها أنه من الضروري التأكيد على نقطة مهمة، أنه ليس لدى “الحكومة السورية” النية ولا القدرة على المشاركة أو التورط في صراع في فلسطين، حتى انها تدرك أنها إذا دخلت في مثل هذا الصراع قد تنقلب عليها السهام فجأة،
ففي الوقت الذي وضع فيه العالم الغربي مشروع تغيير النظام في سورية على الرف، فإن آخر ما تريده الحكومة السورية هو أن تكون في مرمى النيران فجأة.
لا أعتقد أن روسيا تريد أن ينتقل الصراع إلى سورية ايضاً، فلطالما كانت الأمور تسير إلى حد كبير بالطريقة التي أرادتها روسيا، فلماذا ستريد فجأة البدء بعملية محفوفة بالمخاطر؟ أولاً، يجب ان ترغب إيران بذلك بشكل جدي، قد أكون مخطئاً، ولكنني لا أعتقد أن إيران سوف تنخرط في صراع مباشر مع اسرائيل والولايات المتحدة، حتى انه لدي شكوك قوية حول مدى رغبتها في إشراك الفصائل الأقرب إليها في هذا الصراع.
إذا تأثرت سورية بشكل كبير بالنزاع في غزة، فإن الطريق لذلك يمر بحزب الله، فطالما لم يفتح حزب الله جبهة واسعة النطاق في شمال “إسرائيل” سيبقى التأثير على سورية بالحد الأدنى من الصراع على المدى القصير، وإذا شن حزب الله هجوماً برياً على “إسرائيل” من جنوب لبنان أو أطلق هجوماً صاروخياً بحجم ومدة لا يمكن لإسرائيل أن تتحملهما، فإن هذا الوضع سيكون له بالتأكيد تداعيات على سورية.
ثانياً، يتعين على إسرائيل أن ترد على هجوم حزب الله بهجوم مضاد أو بدعم من حليف قوي، لقد تعلمت إسرائيل الكثير من حرب عام 2006، فبعد أن وجدت نفسها في موقف صعب امام حزب الله في ذلك الوقت، تم تشكيل اللجان وإجراء دراسات، ولهذا السبب لا أعتقد أن إسرائيل ستحاول فتح جبهة ثانية ما لم يدخل حزب الله الحدود الإسرائيلية ويبدأ في الاستيلاء على البلدات والقرى، بل على العكس من ذلك هناك احتمال أقوى بأن تتم محاولة تقليص القدرة الهجومية لحزب الله بدعم من حلفاء إسرائيل، وخاصة الولايات المتحدة الامريكية، وبصريح العبارة إذا قام حزب الله بضرب إسرائيل بقوة فإن البحرية الأمريكية ستضرب حزب الله أيضاً.
ويتابع كاتب المقال العامل الأخير الذي يمكن أن ينقل الصراع إلى سورية، هو قيام الفصائل الموالية لإيران بشن هجوم مباشر وقوي على الولايات المتحدة الامريكية، ويمكن أن تزعج الصواريخ والطائرات بدون طيار الانتحارية التي أطلقت خلال أسبوعين الولايات المتحدة الامريكية، لكنها لا يمكن أن تهدد وجودها في سورية.
وإذا وصل الأمر إلى قيام تلك الفصائل الموالية لإيران في سورية بشن عملية لإخراج الولايات المتحدة من المنطقة، فإن العراق سيتأثر بشكل أسوأ، بمعنى آخر في هذه الحالة لن تقتصر منطقة الصراع على سورية، بل ستصل إلى العراق أيضاً.
ويقول الكاتب لنفترض، أن إيران دخلت في صراع مع الولايات المتحدة الامريكية أو الغرب عبر إسرائيل، باستخدام جميع الشبكات التي نسجتها لسنوات في الشرق الأوسط.
ولا تزال روسيا تخوض صراعاً صعباً في أوكرانيا، وعلى الرغم من أن “الجيش السوري” في وضع أفضل من حيث القوة البشرية مقارنة بالماضي إلا أنه لا يزال غير قادر على السيطرة على البلاد بمفرده، ويسيطر مع الفصائل الحليفة على المنطقة الممتدة من شرق دمشق إلى دير الزور ومناطق تمتد من جنوب الرقة إلى حلب، فاذا هم حاولوا استهداف إسرائيل من خلال شن حرب ضدها عبر لبنان، فقد يصبحون هدفاً مباشراً للولايات المتحدة الامريكية ويفقدوا سيطرتهم في هذ المناطق.
بينما يعتمد الوجود الإيراني في سورية بشكل كبير على مصادر اجنبية للقوى البشرية، أي أن معظم المقاتلين في المجموعات القتالية يأتون من أماكن مثل العراق، واليمن ، فقد تواجه إيران صعوبة كبيرة في تعويض خسائرها هنا وقد يحتاج لوقت طويل لتعويضه.
فإذا تمت إضافة إغلاق قنوات القوى البشرية الإيرانية إلى حرب روسيا المحاصرة فستبدأ أجراس الخطر تدق مرة أخرى بالنسبة لدمشق.
بالطبع، دمشق هنا صفة رمزية، الحلقة الضعيفة في السلسلة هي حلب، لم تفقد مجموعات المعارضة السورية أبداً أملها في استعادة حلب، إذا واجهت هجوماً مضاداً في حلب وهي تقول إنها ستفتح جبهة ضد إسرائيل، فعندئذٍ سيحدث تغيير جدي في سورية.
وتريد تركيا أن ينتهي الصراع في أسرع وقت ممكن، وهي تعارض بشدة انتشار النزاع في المنطقة، فاحد اهم الاسباب لذلك هو التجارب التاريخية، حيث إن كل صراع اندلع في الشرق الأوسط خلال العشرين سنة الماضية جلب معه ميلاً إلى الانتشار، وقد أدى هذا إلى خطر تغير حدود الدول.
وفي الوقت الراهن، الأولوية هي التوصل إلى حل في فلسطين؛ وإضفاء الطابع الإقليمي على الصراع سوف يؤدي لخلق مشاكل جديدة بدلاً من الحل.
إذا امتدّت الحرب إلى سورية، يمكن أن نعود إلى الأوقات التي كانت سائدة عام 2014، ولهذا السبب فإن تكلفة امتداد الصراع إلى سورية تدفع جميع الجهات الفاعلة العقلانية إلى كبح جماحه.
ولكننا جميعاً نفكر في نفس السؤال، ماذا لو لم تكن الدول عقلانية كما نعتقد؟
إضافة تعليق جديد