ما قصة المشاكل العقلية التي طالت قوات أمريكية قاتلت في سورية؟
بينما كانت القوات الأميركية تنفذ هجومًا سريًا بين عامي 2016 و2017 في سوريا، كان لديها استراتيجية غير تقليدية.
تقتضي تفاصيل الخطة وضع عدد قليل من الجنود الأميركيين على الأرض، ثم جعلهم يقصفون العدو بشكل هائل بواسطة المدافع، ولكن الخطة تسببت في خسائر كبيرة للقوات التي قامت بإطلاق النار، خلافًا للتوقعات.
كشف التقرير أن العديد من الجنود الأميركيين الذين أطلقوا عددًا كبيرًا من القذائف أصيبوا بمشاكل عقلية وجسدية مدمرة. وواجه الجيش الأميركي صعوبة في فهم أسباب هذه المشاكل.
على سبيل المثال، بعد عودته من مهمة سرية في سوريا، شهد “خافيير أورتيز”، جندي في البحرية البالغ من العمر 21 عامًا، ظهور شبح فتاة ميتة في منزله وكانت شاحبة ومغطاة بالغبار، كما لو أن انفجارا أصابها، وكانت عيناها تحدقان به بوهج داكن وثقيل كالزيت.، وكان يعتقد أنها انتقمت منهم.
وبعد أيام قليلة في الثكنات غير البعيدة، دق جندي آخر من مشاة البحرية يبلغ من العمر 22 عاماً، ويُدعى أوستن باول، باب جاره جاهشاً بالبكاء، وتلعثم قائلاً: “هناك شيء ما في غرفتي! هناك شيء ما في غرفتي!”.. “أسمع شيئا في غرفتي”.
في حين قام جاره برادي زيبوي، البالغ من العمر 20 عاماً، بتفتيش الغرفة لكنه لم يعثر على شيء.
أما العريف زيبوي ، فقد كشف أنه واجه مشكلات أيضا، فذات يوم انحنى ليربط حذاءه، فشعر بانهيار مفاجئ من المشاعر الغامرة والغريبة لدرجة أنه لم يكن لديه كلمات لوصفها.
تظهر التقارير أن العديد من هؤلاء الجنود عادوا إلى الولايات المتحدة وهم يعانون من الكوابيس، ونوبات الذعر، والاكتئاب، وحتى الهلوسات في بعض الحالات.
هؤلاء الجنود، الذين كانوا يعتبرون يومًا ما موثوقين، وجدوا أنفسهم يعانون من تحولات نفسية وجسدية غير متوقعة.
والبعض منهم يعيش الآن بلا مأوى، فيما مات عدد كبير منهم بسبب الانتحار، أو حاولوا ذلك، ومن بينهم تومي مكدانيل الذي كان جزءًا من طاقم سلاح مشاة البحرية وأطلق 7188 طلقة في بضعة أشهر.
إلا أنه في عام 2021، وبعد سنوات من المعاناة من الصداع والاكتئاب، توفي منتحرا.
تحذيرات التقرير تشير إلى أن إطلاق عدد كبير من القذائف يمكن أن يؤدي إلى تشليل قدرة الطواقم على القيام بمهامهم. ويتساءل التقرير عن السبب في عدم توقع القيادة العسكرية للتأثيرات الضارة على جنودها، حيث تم تشخيص العديد منهم بإصابات دماغية مؤلمة، وفي بعض الحالات، اضطرابات ما بعد الصدمة.
يُشير التقرير إلى أن تحليل المبادئ التوجيهية العسكرية التي اعتبرت أن إطلاق الآلاف من الطلقات آمن، أظهر خطأ في الفهم، حيث كانت انفجارات المدفع قوية بما يكفي لتسبب إصابات خطيرة لأفراد الطاقم الذين أطلقوا النار.
العربية
إضافة تعليق جديد