مراكز مرخصة لتجميد البويضات
نجح العلم منذ سنوات قليلة في أن يأتي بحل مثالي يحفظ للإناث فرصة الأمومة في حال التأخر بالزواج عبر تقنية «تجميد البويضات» التي سرعان ما أصبحت خياراً متاحاً للنساء عالمياً وبدأت تأخذ مدى أوسع مؤخراً لدى العازبات وهو الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً.
رئيس الجمعية السورية للمولدين والنسائيين الدكتور مروان الحلبي أكد على زيادة معدل إقبال الآنسات والسيدات على إجراء تجميد البويضات هذا العام في سورية وخاصة بعد إصدار وزارة الصحة قراراً تنظيمياً يسمح للمراكز المرخصة أصولاً بإجراء تجميد البويضات في ظل ضوابط معينة.
ولفت إلى أنه يوجد في دمشق حالياً 3 مراكز مرخصة تقوم بهذا الإجراء، إضافة إلى زيادة الوعي بثقافة التجميد لدى الآنسات وانتشار الوعي بحفظ البويضات مجتمعياً.
وأوضح الحلبي استطبابات هذا الإجراء الذي بُدئ به بالنسبة للشابات في الآونة الأخيرة مع زيادة انتشار الأورام والسرطان عند الشابات وحتى في مرحلة الطفولة قبل سن المراهقة، معتبراً أنه من حسن طالع البشرية أنه مع ازدياد نسبة انتشار الأورام زادت نسبة الشفاء منها، موضحاً أن المعالجة الكيماوية أو الشعاعية لمرضى السرطان أو أمراض الدم تقضي على البويضات ما يؤدي إلى قصور مبيض مبكر فتحرم المريضة من الخصوبة لذلك تم اللجوء إلى تجميد البويضات للحفاظ على فرصة الإنجاب بعد الشفاء والإنجاب بعد الزواج كأول استطباب.
وبيّن أنه في بعض حالات الأمراض المناعية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة الحمامية تتم المعالجة بأدوية لها صفة المعالجة الكيماوية تقريباً ما يؤدي إلى نقص في مخزون المبيض بالتالي إياس مبكر، إضافة إلى حالة قصور المبيض المترقي الذي يزداد مع التقدم بالعمر وله أسباب ربعها وراثي بسبب العوامل الوراثية كزواج الأقارب في المجتمعات المغلقة ما يؤدي إلى نفاد مبكر للبيوض وإياس قبل سن الأربعين وربما الثلاثين أحياناً ما يزيد نسبة الحاجة إلى تجميد البويضات، أو في بعض حالات التعرض لعمليات جراحية عارضة أو حالات بطانة الرحم الهاجرة «الإندومتريوز» وهي حالة تؤدي إلى استهلاك سريع للبيوض.
وتابع: في حالات الإخصاب خارج الجسم والزوج لم يتمكن من الحضور أو تعذر الحصول على نطاف سليمة منه إذ يتم تجميد البويضات ريثما يتم الحصول على نطاف سليمة من الزوج لاحقاً.
وأضاف: أخيراً السبب الاجتماعي وهو التأخر في سن الزواج الذي عادة ما يدفع الفتاة لأن تقبل الزواج من أي شخص في سبيل تحقيق حلم الامومة ليأتي هذا الإجراء كحل مثالي لهذه الحالة ويتيح الفرصة لهن أن يخترن شريك حياتهن بعناية وأمان.
وأوضح خطوات هذا الإجراء إذ يتم تحريض الإباضة لأكثر من مرة ليتم قطف أكبر عدد من البويضات لزيادة فرصة الإنجاب في المستقبل، مشيراً إلى أن المشكلة الأساسية بالنسبة للعازبات كانت أنهن باكرات غير متزوجات فتم استخدام البزل عبر المستقيم تحت مظلة من الصادات وتعقيم معين، وهناك طريقة أخرى عبر تنظير البطن إلا أن الأسهل عبر المستقيم، وإذا كانت متزوجة فيتم عبر السبيل التناسلي الأنثوي بالأمواج فوق الصوتية.
وبعد الحصول على البويضات يتم عزلها في مختبر كأي مريضة تقوم بإجراء الإخصاب المساعد وتجمد في الآزوت السائل بدرجة حرارة -185 وتحفظ من 5 حتى 10 سنوات على الأقل وتبقى أكثر أحياناً، ونوه إلى أن الآزوت لا يحتاج للكهرباء بذلك لا يتأثر بانقطاع التيار الكهربائي ولم يحدث أي نقص من مادة الآزوت السائل في مراكز الإخصاب خلال الـ15 عاماً الماضية.
ونوه بتطور تقنيات التجميد بشكل كبير ما جعل نسبة عيوشية البويضات تكاد تتجاوز الـ90 بالمئة وأما نسبة الحمل فتعتمد على وضع السيدة وزوجها لاحقاً، علماً أن السيدة تستطيع الاستفادة من البويضات حتى بعد سن اليأس حيث يتم تحضير بطانة الرحم وإعادة الأجنة، وعالمياً تمت ولادة من بيوض مجمدة لأكثر من 20 عاماً إذ تبقى البويضات محفوظة ما دامت على قيد الحياة، واعتبر أن تكاليف هذا الإجراء بسيطة نسبياً كأي إخصاب خارج الجسم أو طفل أنبوب مثلاً
الوطن
إضافة تعليق جديد