استكمال طعنة القيصر الأمريكي في الجسد السوري
سوف يتأخر الإعمار في سورية إلى أمد غير معلوم، ولن يتمكن النازحون السوريون في دول الجوار من العودة، ولن تتمكن الأجيال الجديدة من السوريين من بناء أعشاشها وتكوين أسر جديدة، وسوف يستمر تدفق نازحي الداخل والخارج نحو الدول المشاركة في عقوبة الشعب السوري بجريرة معاقبة السلطة؛ فكل حركة سيئة أو جيدة سوف ترتد نحو مطلقها وهي ستصل مهما امتد الزمن كما تقول قوانين الفيزياء .. فقد شكل قانون قيصر (الذي حذرنا من تداعياته قبل صدوره وتم اتهامنا بالتهويل) شكل نصف طعنة في الجسد السوري، والآن يستكمل القانون كامل طعنته بموافقة مجلس النواب الأمريكي على مناهضة التطبيع مع سورية، حيث يمنع حكومات العالم ومؤسساته من التعامل معنا لنتحول إلى دولة وشعب يحصل على حياته تهريبا، وسوف يصبح لدينا مختصون في تهريب كل شيء، وسوف يطورون أعمالهم في الداخل ويمدون شبكاتهم إلى خارج سورية، ولن يكون العالم آمنا بعقوبته لشعب تم تخريب أمانه خلال عقد من التوحش، حيث بات المرتزقة السوريون يحاربون مع كل الأطراف في العالم، من ليبيا حتى أوكرانيا، وكذا مروجوا المخدرات، وحتى الأطباء والمهندسون والعمال باتوا مرتزقة في نظر الدول المضيفة، من مصر حتى العراق ، بحيث بات الجينوم السوري الغاضب منتشرا في كل أنحاء العالم ليزيده قلقا على قلق ..
إذا ما العمل ؟! فالجزء الأول من القانون أضعف الشعب في مقابل مراكمة قوة السلطات حتى باتت حياته مقدرة على بطاقة ذكية في تقليص خدماتها شهرا عن شهر؛ ومع استكمال طعنة قيصر سوف ينتهي ذكاءها ويموت السوري جوعا وبردا وقهرا، ولن تكفي مراكز الحجز للأعداد المتزايدة من المتسولين والنشالين والمجرمين والفاسدين .. فالصورة قاتمة ونصف الحل بيد السلطات السورية الذي كنا قد طرحنا فكرته على الرئيس خميس قبل خمس سنوات وتحدث عنه في إحدى تصريحاته الإعلانية ثم لم يتعب نفسه بطلب دراسة عن تفاصيل الخطة ..
فيا حضرات السادة الركاب: اربطوا الأحزمة فسوف نهبط في الجحيم من دون خطة مسبقة ..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد