التحالف الأطلسي : نعم لضرب العمق الروسي
ضرب أعضاء “حلف شمال الأطلسي” عرض الحائط بـ”خطوط حمر” وضعوها بأنفسهم، آذنين، بتصعيد قد تنذر بكارثة تتهدّد العالم بأسره، عبر تأييد أغلبهم نقل الحرب إلى داخل روسيا، بسماحهم لحليفتهم الأوكرانية باستخدام العتاد الغربي لهذه الغاية.
عبر تزايد مخاطر التصعيد على تلك الجبهة، واقترابها من احتكاك روسي – أطلسي مباشر، قلّل الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، من شأن التهديدات الروسية، على رغم تلويح موسكو المتجدّد باللجوء إلى السلاح النووي التكتيكي فيما لو مضى التحالف المناهض لها بخططه ضربَ عمقها.
برلين أعلنت أنها أجازت لكييف استخدام أسلحة زوّدتها بها، لاستهداف روسيا، بعد كشْف مسؤولين أميركيين أن واشنطن رفعت جزئيّاً قيوداً مماثلة، ما يسمح لأوكرانيا بـ”الدفاع عن منطقة خاركيف”.
شدّد ستولتنبرغ، أنه “يحقّ لأوكرانيا الدفاع عن نفسها، ولدينا الحقّ في مساعدتها” وكان مسؤولون أميركيون قد أعلنوا، أول أمس، أن الرئيس جو بايدن أذِن للجيش الأوكراني بشنّ ضربات (محدودة) داخل الأراضي الروسية، باستخدام أسلحة أميركية الصنع.
إلى ما قبل يوم الخميس، ظلّ موقف بايدن قاطعاً برفض السماح للقوات الأوكرانية باستخدام أسلحة أميركية الصنع خارج نطاق حدود أوكرانيا، حتى لو أقدم الروس على استهداف الجيش الأوكراني من داخل الأراضي الروسية، علماً أن الرئيس الأميركي اعتبر، في تصريحات سابقة، أن أيّ تجاوز لهذا “الخطّ الأحمر” ينذر بإمكان “نشوب حرب عالمية ثالثة” وهو ما يسعى دائماً إلى تجنّبه.
انتقلت الكرة الآن إلى الملعب الروسي، إذ إن طبيعة استجابة موسكو لهذا المستوى الجديد من التحدّي يحتمل أن تؤدي إلى تحوّل نوعي في ماهية الصراع، بما في ذلك تزايد فرص إقدام روسيا على استخدام أسلحة نووية تكتيكية، وفق ما لوّح به ديمتري ميدفيديف.
تتقدَّم القوات الروسية، منذ بعض الوقت، في اتجاه خاركيف، فيما يحذّر خبراء عسكريون من أن هجوماً روسيّاً يجري الإعداد له للسيطرة على خاركيف أو سومي (90 ميلاً شماليّ غربيّ خاركيف)، قد يصل بالجيش الأوكراني في الجبهة الشمالية إلى نقطة الانهيار.
يبدو أن موسكو استشعرت الضغوط على بايدن، واستبقت تغيير السياسة الأخير بإجراء تدريبات وإعادة تموضع لقطاعات الجيش الروسي الموكلة بالأسلحة النووية التكتيكية، في ما بدا بمثابة إشارة إلى واشنطن للعزوف عن فكرة استهداف الأراضي الروسية.
الأخبار اللبنانية
إضافة تعليق جديد