غيفارا العربي

28-09-2024

غيفارا العربي

كان يجب أن يكون هناك يهوذا لكي يصل المسيح إلى صليبه وتنتشر تعاليمه بين الناس، وكذا تسبب راعي الغنم  الواشي بخلود غيفارا، وكان من المتوقع أن يُقتل "غيفارا العرب" الذي أذل إسرائيل خلال ربع قرن من الكفاح، ولكن هل ينتهي الصراع وخلف الحق يقف شعب مطالب ؟
سمعنا بالأمس تصريحا من سفير إيران بلبنان حول تغيير قواعد اللعبة، ذلك أن الفرس هم من اخترعوا الشطرنج وبرعوا فيه قديما، لولا أن الإسرائيلي المجرم والذكي أيضا ألغى اللعبة وقلب الرقعة وقام بقتل الخصوم، فماذا بعد ؟!
كان على الإيرانيين أن يتجاوزا تقنيات لعبة الشطرنج التي تعتمد الذكاء البشري بعد ظهور الذكاء الإصطناعي، وإذا استمروا في نهجهم وسياستهم المراوغة فسوف يخسروا جمهور المؤيدين لهم.. وإذا لم يسبقوا نتنياهوا ويتغدوه قبل أن يتعشاهم فحكمتهم القديمة لن تكون نافعة لهم في العالم الجديد، حيث التكنولوجيا تغلب الآلهة الرعوية والزراعية، بينما الإله الجديد يحكم الوجود عبر شبكاته الإفتراضية، فمن قتل الفيل ثم الوزير بعدما هاجم القلعة فإنما يبتغي الشاه ، ولن يوفر نتنياهو الفرصة في ضرب الغرب بالشرق وإضعاف الجميع لكي يسود إله بني إسرائيل.
أما بالنسبة لحزب الله بعدما فقد زعيمه صاحب الكاريزما الآسرة، الذي كان يصدقه الإسرائيليون أكثر من قادتهم، فالأمر ليس كما يبدو في الظاهر، حيث يمكننا التأكيد بأن الدكتور هاشم صفي الدين( ابن خالة السيد) هو النسخة المحدثة عن السيد، وهو أيضا سيد، ولكنه كان أكثر حرية منه في التحرك ولقاء الناس وفهم الشارع خلال السنوات العشر من تخفي زعيم المقاومة بسبب ترصد الموساد له، ولديه علاقات جيدة مع مجمل الطوائف اللبنانية ومثقفيها، والحزب كما نعلم مؤسسة مبنية على النظام وعلى الفداء، بدليل أن أداءه لم يتغير بين اليوم والأمس ، فالمعركة مستمرة والليل طويل.

نبيل صالح

التعليقات

الحزب رغم كونه منظمة صغيرة بالنسبة للدول
فهو دولة مؤسسات واقعية
يهتز عند فقدان احد كوادره
لكنه لايتأثر ولا يتراجع مستواه

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...