50 عاماً على مجزرة للأطفال في مرج بن عامر
يحيي أهالي قرية فلسطينية داخل الأراضي المحتلة عام ،1948 اليوم الاثنين الذكرى الخمسين لاستشهاد 15 طفلاً من أبنائهم أثناء عودتهم من المدرسة، قتلتهم قذيفة من مخلّفات الاحتلال، عام 1957 وهم لا يزالون يوجهون له أصابع الاتهام.
وما حصل في ذاك اليوم، السابع عشر من سبتمبر/أيلول 1957 محفور في ذاكرة أبو عادل عبد القادر العمري كالنقش في الحجر، رغم مرور 50 عاما على اختطاف المنون لابنته المدللة. اعتدال رحلت عن الدنيا قبل نصف قرن ولا تزال صورتها معلقة على حائط البيت وتسكن سويداء قلب والدها المحّب. أبو عادل من بلدة صندلة في مرج بن عامر هو واحد من الضحايا الأحياء لانفجار قذيفة من مخلفات الجيش “الإسرائيلي”، أودت بحياة 15 طفلاً، مأساة لا يزال مذاقها علقما وحنظلا لدى الأهالي.
وأصل الحكاية يعود لذاك اليوم الأسود، حينما كان تلاميذ صندلة يعودون من مدرستهم فتنبه بعضهم لقذيفة ملقاة على حافة الطريق الترابية، فتجمعوا حولها مدفوعين بفضول الطفولة فيما كان أحدهم يدقها حتى زلزل انفجار مدو السهول وتحولت أجساد أطفال بعمر السنابل إلى أشلاء.
بشعور ثقيل استذكر أبو عادل (79 عاماً) تلك الحادثة، فأشار إلى أن بناته الثلاث فريال واعتدال ونوال كن يذهبن كل صباح للمدرسة سيراً على الأقدام، كسائر تلاميذ البلدة، لافتاً إلى أن الأخيرة لم تذهب لمدرستها في ذاك اليوم جراء شعورها بالإرهاق. حدق ناظريه للأفق المفتوح. وقال “لن أنسى صورة اعتدال (8 سنوات) الممدة أرضاً وقد أصابتها شظية برأسها وأخرجت بعض دماغها.. فشعرت بالسماء تطبق فوق رأسي”. وحمل أبو عادل السلطات “الإسرائيلية” مسؤولية الحادثة واتهمها بعدم الاكتراث بالمأساة وضحاياها.
كان الانفجار قد وقع عند الساعة الواحدة والربع من ظهر ذلك اليوم (الثلاثاء) وقبل غروب شمسه فاق أهالي صندلة على صدمتهم ودفنوا جثامين أعزائهم، كل في قبره الصغير، عدا الأعضاء التي لم يعرف أصحابها فوريت الثرى بقبر جماعي. لكن عائلة الطفل يوسف محمد عمري لم تنجح بهضم المأساة ورفضت التسليم بالواقع المرّ فاحتفظت بجثمان بكرها طيلة الليل وبكى أفرادها على فراقه حتى جفت مآقيهم.. إلى أن جاءت شرطة الاحتلال صباح اليوم التالي وأجبرتهم على دفنه كما أكد أبو عادل.
وديع عواودة
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد