إيران تعرض140سلاحاً متطورابينها صاروخ باليستي مداه1800كيلومتر
عرضت ايران امس، قدراتها العسكرية «المصنعة محلياً فقط»، في مناسبة ذكرى بدء حربها مع العراق (1980 - 1988)، واكدت جاهزيتها القتالية والدفاعية لصد أي هجوم عسكري يمكن ان يستهدفها.
وعاين الرئيس محمود احمدي نجاد في العرض العسكري الذي جاء عشية مغادرته الى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسلحة الإيرانية «الأكثر تطوراً» وعددها نحو 140 تشمل تجهيزات للقوات البرية والبحرية والجوية وسلاح المدفعية ووحدات التشويش والحرب الإلكترونية.
ونقل التلفزيون الايراني لاحقا عن المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي السبت تحذيره من مغبة اي هجوم عسكري قد يستهدف ايران. وقال خامنئي ان «اعتداء عسكريا على ايران لن يكون بمثابة ضربة ثم هروب. اي طرف يعتدي (على ايران) سيدفع ثمنا باهظا».
وكشفت طهران صاروخاً باليستياً من طراز «قدر -1» يفوق مداه طراز «شهاب – 3». ويبلغ مدى هذا الصاروخ حوالي 1800 كيلومتر، بما يمكنه من الوصول الى اسرائيل. ويستخدم «وقوداً صلباً ورأساً للانفجار متطوراً»، وطائرات مقاتلة تحمل اسم «صاعقة» تتساوى في قوتها وقدراتها مع طائرات «اف – 5» و «اف – 18» الاميركية.
وتملك ايران طائرات اميركية من طراز «فانتوم - 4 و 5» ونحو 140 طائرة «اف – 14» ورثتها من نظام الشاه السابق، كذلك طائرات «ميغ» و «سوخوي» روسية حصلت عليها في إطار صفقات بهدف تطوير قدراتها القتالية والدفاعية.
ورفعت في العراض الذي جرى قرب مرقد الامام الخميني في طهران، وحضره قادة «الحرس الثوري» والجيش، شعارات معادية لاسرائيل واميركا بينها «الموت لاميركا» و «الموت لاسرائيل» و «يجب ازالة اسرائيل من الوجود». وغاب عن العرض الملحقون العسكريون الاجانب المعتمدون في طهران لئلا تحرج الشعارات دولهم، كما حصل العام الماضي حين اضطروا الى الانسحاب خلال العرض.
وأكد نجاد في كلمته ان «العدو» غير قادر على الوقوف امام حركة التطور المتسارعة لبلاده، وقال: «اذا اراد هذا العدو تجربتنا مجدداً فيجب ان يعلم ان قواتنا تملك اليوم اكثر المعدات العسكرية تقدماً وتطوراً»، في اشارة الى الحرب العراقية – الايرانية التي تقول طهران ان نظام الرئيس السابق صدام حسين شنها بدعم واسع من الدول الغربية. وقال أن ايران نجحت في تحويل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليها خلال الحرب مع العراق الى حوافز، واضاف: «يجب ان ينظر اولئك الذين فرضوا العقوبات الاقتصادية والسياسية حينها اين اصبحت ايران اليوم».
وقلل الرئيس الايراني من تأثير العقوبات الاقتصادية والحرب الاعلامية والنفسية ضد بلاده «اذ انها اساليب بالية»، مؤكداً ان ايران «قوية ومؤثرة» في المنطقة والعالم وصامدة في الدفاع عن مبادئها «التي تخدم السلام وتقدم الشعوب دائماً، ولا تطمع بمصالح وأراضي بقية الدول». وأضاف: «لن يكون نصيب الاعداء الا الذل والندم والهزيمة».
وهاجم نجاد الوجود الأجنبي في المنطقة، مؤكداً ان «شعوبها تستطيع فرض الأمن، ولا تحتاج الى وجود اجانب يشكلون علة كل تهديد وانحراف»، معتبراً ان انسحابهم سيجلب السلام والأمن الدائم في المنطقة.
وعلى هامش العراض، اكد وزير الدفاع مصطفى محمد نجار ان ايران لا تشعر بوجود أي تهديد، لكنها ترصد الأمور بحذر، و «اذا شعرنا بذلك فسنرد بحسم وقسوة وفي شكل مدمر». وأعلن قائد القوات البحرية الادميرال حبيب الله سياري ان ايران «ستستهدف مصالح المعتدين في كل مكان، وسننتصر بالتأكيد»، وقال ان سلاح البحرية يرصد كل التحركات العسكرية التي تشهدها مياه الخليج وبحر عمان وشمال المحيط الهندي، و «يستطيع الرد دائماً على أي تصرف غير عقلاني للأعداء».
وفي باريس، قال مصدر فرنسي مطلع على محادثات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الفرنسي برنار كوشنير في واشنطن، أن هناك توافقا بالنسبة إلى التحرك ازاء الملف النووي الايراني والتقدم في مسار العقوبات والنظر في امكان ان تعرقل روسيا والصين اتخاذ المزيد من العقوبات خلال اجتماع وزراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا في نيويورك الجمعة المقبل.
والانطباع السائد أن روسيا والصين ستعرقلان وتطلبان المزيد من الوقت والنظر في نتائج خطة العمل بين مدير وكالة الطاقة النووية الدولية محمد البرادعي وإيران، وإذا لتقرير مدى التزام إيران تنفيذ واجباتها. وأثناء هذا الوقت من المتوقع أن يجري كوشنير مشاورات مع شركائه الأوروبيين للنظر في إمكان فرض المزيد من العقوبات الأوروبية على إيران، على أن يرى إذا كان هناك وفاق حول الموضوع بين الأوروبيين.
وقال المصدر إن فرنسا تفضل طبعاً زيادة العقوبات في إطار مجلس الأمن في نيويورك، عبر تشديد العقوبات على سفر بعض الإيرانيين وعدم اعطائهم تأشيرات دخول والاستمرار في تعزيز العقوبات الحالية واتخاذ عقوبات مالية إضافية تجاه شخصيات أو شركات إيران مرتبطة بالملف النووي والعاملين في المؤسسات الإيرانية المسؤولة عن الملف النووي. وهناك أيضاً طلب بتعزيز عقوبات على قادة «الحرس الثوري»، وهو الموضوع الذي يجري بحثه مع روسيا والصين اللتين طلبتا المزيد من الوقت لتحديد الموقف.
حسن فحص
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد