الخلاف الروسي الأمريكي مستمر حول «الدرع» وإيران وسورية
فشلت واشنطن في تليين مواقف موسكو حيال نشر الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية والعقوبات على إيران، وأظهرت اجتماعات وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس مع نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وأناتولي سرديوكوف، في موسكو الجمعة الماضي، حدة الخلافات بين البلدين.
ولم تستحسن رايس فكاهة الرئيس فلاديمير بوتين الذي استهزأ بالخطر الإيراني الذي تتذرع به واشنطن لتبرير درعها المضادة للصواريخ، موضحاً «أكيد انه سيمكننا في يوم ما نشر أنظمة دفاع مضادة للصواريخ في مكان ما فوق القمر». وحذر بوتين وزيرة الخارجية الاميركية، التي انتظرت نصف ساعة لمقابلته، من أن موسكو ستنسحب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة إذا واصلت واشنطن مشروع الدرع.
وبعد فشلها في تليين الموقف الروسي، عادت رايس إلى نغمتها السابقة في انتقاد النظام الروسي، و«التركز القوي للسلطة» في أيدي بوتين. وقالت، أمام نشطاء روس يدافعون عن حقوق الإنسان، إنها تريد مساعدتهم على بناء مؤسسات ديموقراطية لحماية الناس من «السلطة المتعسفة للدولة».
وأقرت رايس، التي كانت تسخر صراحة في الطائرة التي أقلتها إلى موسكو، من معاهدات «طويلة تشبه دليل الهاتف»، بأنه من المهم مواصلة المناقشات على مستوى الخبراء «للعمل على صياغة إطار استراتيجي» قبل اجتماع وزاري جديد بعد ستة اشهر في الولايات المتحدة.
وكان لافروف قال، خلال مؤتمر صحافي مع رايس الجمعة، إن روسيا ستتخذ «إجراءات لوقف التهديد» إذا نشرت أميركا درعها المضادة للصواريخ في بولندا وتشيكيا، مضيفاً «نفضل تفادي هذا السيناريو». وقال «نعتقد أنه لكي نجعل العمل المشترك للخبراء الروس والاميركيين أكثر فاعلية ينبغي أن تجمد خطط نشر» الدرع.
وردت رايس مشددة على أن الولايات المتحدة ستواصل «مباحثاتها» مع «حلفائها» البولنديين والتشيكيين لإقامة الدرع، كما رفضت دعوة موسكو إلى تجميد المشروع. وأعربت، في مقابلة مع قناة «اي بي سي» الاميركية، عن قلقها حيال الميزانية العسكرية الروسية المتزايدة.
وحول إيران، وبخ لافروف بحدة رايس بسبب مقاربة واشنطن «الأحادية» بشأن إيران، موضحاً أن «مثل هذه الأعمال الأحادية تنسف مساعينا المشتركة، وتجعلها اقل فاعلية»، فيما جددت رايس أن واشنطن ستواصل فرض عقوبات مالية على إيران تتجاوز المدى الذي ذهب إليه مجلس الأمن الدولي وستشجع دولا أخرى على أن تحذو حذوها.
من جهته، انتقد غيتس، خلال لقاء مع ضباط روس في الأكاديمية العسكرية للأركان الروسية أمس الأول، مبيعات الأسلحة لإيران وسوريا، مشدداً على «الأطماع التوسعية» لطهران، ومؤكدا أن دمشق تشكل نقطة عبور لشحنات الأسلحة المرسلة إلى «مجموعات مسلحة» في لبنان.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد