إتمام تبادل أسرى وجثث بين إسرائيل وحزب الله

أكدت مصادر لبنانية الاثنين، أن عملية التبادل أنجزت بالفعل بين حزب الله وإسرائيل عبر الصليب الأحمر الدولي، الذي قام بتسلّم جثة شخص إسرائيلي، وتسليم رفات اثنين من عناصر حزب الله وأحد مقاتليه الأحياء الذين كانوا في قبضة الجيش الإسرائيلي.

ونقلت التقارير أن الجانب اللبناني سلم جثة صياد إسرائيلي غرق في البحر وجرفته الأمواج إلى السواحل اللبنانية، بينما قدمت إسرائيل بالمقابل جثتي علي وزواز ومحمد دمشق، وأفرجت عن الأسير حسن نعيم عقيل، وهم من عناصر حزب الله عند بوابة الناقورة الحدودية.

ورغم أن العملية كانت محدودة، إلا أنها قد تفتح الباب واسعاً أمام إنجاز صفقة التبادل الأكبر التي تعثرت جهود إتمامها حتى الساعة لإنهاء ملف الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله منذ يوليو/تموز 2006.

ولم يتضح على الفور طبيعة الإجراء الذي سيتم إتباعه تجاه الرفات التي تم استعادتها أو موعد دفنها، وذلك على ما نقلته وكالة الأسوشيتد برس عن الوكالة اللبنانية للأنباء.

وكانت مصادر إعلامية من حزب الله اللبناني قد رفضت الاثنين التعليق على مضمون التقارير الصحفية التي رجحت إمكانية حدوث عملية تبادل بين الحزب وإسرائيل، تشمل عدداً من الأسرى الأحياء ورفات أسرى آخرين مقابل رفات لجندي إسرائيلي في قبضة الحزب.

وقال عبد الله قصير، النائب السابق عن حزب الله ومدير تلفزيون المنار التابع له في اتصال مع موقع CNN بالعربية، إنه لن يعلق على النبأ لعدم توفر معلومات لديه، كما أظهر مكتب المسؤول الإعلامي لحزب الله، حسين رحال الموقف نفسه مشيراً إلى وجود اتجاه لعدم التعليق على الخبر حالياً نفياً أو تأكيداً

وبموازاة إصرار مصادر الحزب اللبناني على عدم التعليق، أكد المكتب الإقليمي للصليب الأحمر الدولي بدوره أنه لم يتلق أي طلب لرعاية عملية تبادل من هذا القبيل.

وكانت مجموعة من وكالات الأنباء وشبكات التلفزة قد نقلت احتمال أن يتم الاثنين إجراء عملية تبادل بين حزب الله وإسرائيل، يعيد خلالها التنظيم اللبناني، الذي تربطه صلات سياسية قوية بسوريا وإيران، رفات جندي إسرائيلي، مقابل تحرير عدد من مقاتليه من السجون الإسرائيلية وإعادة رفات بعض قتلاه.

وتضاربت الأنباء حول جثة الإسرائيلي موضع التبادل، ففي حين أن التقارير لم توضح ما إذا كانت الرفات الموجودة في قبضة الحزب تعود إلى أحد الجنديين الإسرائيليين اللذين تم أسرهما في 12 يوليو/تموز 2006، أما أنها لجندي آخر، فيما ذكرت مصادر أخرى أنها لمدني إسرائيلي.

وكان حزب الله يشترط تحرير عدد من أسراه قبل الكشف عن مصيرهما.

وقد تسببت عملية أسر الجنديين ايهود غولدفاسر وجلعاد ريغيف التي أطلق عليها اسم "الوعد الصادق" آنذاك برد فعل عسكري كبير من إسرائيل، التي أطلقت عملية واسعة النطاق دمرت خلالها أحياء بكاملها في معقل حزب الله بضاحية بيروت الجنوبية.

كما توغلت القوات الإسرائيلية في عمق الجنوب اللبناني للمرة الأولى منذ غادرته عام 2000، فيما أظهر حزب الله قدراته العسكرية التي طورها خلال الفترة الماضية، فضرب بارجة إسرائيلية في عرض البحر كما أطلق آلاف الصواريخ على المقلب الآخر من الحدود مهدداً بضرب تل أبيب نفسها أو ما هو أبعد منها إذا ما ضربت بيروت.

وحثت تلك التطورات التي أنذرت بإمكانية توسع المواجهات إلى حرب إقليمية إلى تدخل مجلس الأمن الذي أعلن وقف العمليات العسكرية بعد معارك استمرت 33 يوماً.

يذكر أن وكالة الأنباء اللبنانية كانت قد أشارت إلى أن وفداً من حزب الله برئاسة مسؤول ملف الأسرى في الحزب الشيخ عطاالله حمود، زار الاثنين منزل عائلة الأسير في السجون الإسرائيلية يحيى سكاف، الذي أسر في أواسط السبعينات.

يشار أن آخر عملية تبادل بين حزب الله وإسرائيل كانت قد جرت في يونيو/ حزيران الماضي عندما أطلقت إسرائيل سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين بفضل وساطة ألمانية، بينهم اثنان من كبار مسؤولي حزب الله - مصطفى ديراني وعبد الكريم عبيد -  مقابل رجل أعمال إسرائيلي، ورفات ثلاثة من الجنود الإسرائيليين.

وضمت قائمة المعتقلين 23 لبنانيا، وخمسة سوريين، بجانب ثلاثة من المغرب، وثلاثة من السودان فضلاً عن ليبي.

وفي مقابل ذلك أرسل حزب الله جثث ثلاثة جنود إسرائيليين بالإضافة إلى المواطن الإسرائيلي، الحنان تايننبم، الذي تقول إسرائيل انه رجل أعمال، بينما يتهمه الحزب بأنه أحد عناصر الموساد.

وترفض إسرائيل إطلاق سراح أقدم أسير لبناني لديها وهو سمير القنطار الذي كان قد قاد هجوم كومندوز ضدها في عام 1979 عبر عملية إنزال بحرية وتربط أي تطورات حيال قضيته بتطورات أخرى في قضية الطيار رون أراد الذي أُسقطت طائرته فوق الأراضي اللبنانية عام 1986.

المصدر: CNN