توافق موقف الصين مع توجه عدم الانحياز من النووي الإيراني
موقفان بارزان سجلا أمس في الملف النووي الإيراني، اولهما رفض روسيا والصين الانضمام الى بيان مشترك مع الدول الغربية يحض طهران على وقف تخصيب الأورانيوم، ولكن من غير أن يعني ذلك انسحاب الدولتين من رزمة الحوافز الدولية المقدمة إلى الجمهورية الإسلامية. والثاني إعلان نائب إيراني ان بلاده لن تعلق نشاطاتها لتخصيب الأورانيوم، لكنها مستعدة للتفاوض "على نسبة التخصيب وشكله"، في اشارة ايرانية اولى إلى الاستعداد للحوار في شأن أمر يتعلق بالأورانيوم.
وأفاد ديبلوماسيون في فيينا ان الصين في المقام الأول، ثم روسيا، رفضتا الانضمام الى مشروع غربي لبيان مشترك يطلب وقف تخصيب الأورانيوم كان سيقدم الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقلل أحد الديبلوماسيين اهمية موقف الدولتين لأنهما لم تشككا في الحوافز الدولية التي شاركتا فيها، موضحاً ان "الجهود لا تتركز في فيينا على اصدار بيان مشترك".
ويتوقع ان يجري مجلس حكام الوكالة وعددهم 35، مناقشة حامية في شأن المسألة الايرانية اليوم وغداً، ولكن من المستبعد اصدار قرار في اجتماع المجلس هذا الاسبوع، بل سيصدر بيان مشترك عن الدول الأوروبية الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وبيانات مستقلة عن كل من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا التي أعدت الحوافز الدولية. ويُعتقد ان الموقف الألماني غير بعيد عن موقف روسيا والصين، إذ تؤيد الدول الثلاث السماح لإيران بتخصيب الأورانيوم على نطاق ضيق وضمن شروط محددة.
ويبدو ان موقف الصين يعود إلى انها تنتمي إلى حركة عدم الانحياز، ولا ترغب في أن تشارك في بيان مختلف عن ذلك الذي أصدرته الحركة في اجتماع وزراء الخارجية لدولها في كوالالمبور والذي دعم حق ايران في تخصيب الأورانيوم في اطار معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية، وحذرت من ان "اي هجوم او تهديد بهجوم على المنشآت النووية السلمية يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي". وأشار ديبلوماسي إلى ان "الاميركيين ليسوا مسرورين من هذا البيان، وأبلغوا ذلك الى اعضاء الحركة" التي تتمثل 16 من دولها في مجلس حكام الوكالة الدولية. وقال ان "الاميركيين يعتقدون انه يجب عدم السماح للايرانيين بالشعور بالراحة من القيام بعمليات التخصيب، وان الهدف هو مواصلة الضغط عليهم". وقد أصدرت الدول الـ16 بياناً أمس كررت فيه التمسك بـ"الحق الأساسي" لكل البلدان في تطوير طاقة نووية واستخدامها "لأغراض سلمية من دون أي تمييز وانسجاماً مع القوانين الدولية".
وفي بيجينغ، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يو بأن بلادها "تقدر استعداد ايران للتفكير جديا في الخطة. نعتقد أن هناك الآن فرصاً جديدة لحل سلمي". ولم تتطرق الى الرسالة التي قد يوجهها الرئيس الصيني هو جينتاو الى نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد عندما يجتمعان السبت على هامش قمة منظمة شانغهاي للتعاون التي لايران فيها صفة مراقب.
وفي طهران، قال عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى كاظم جلالي: "لن نتفاوض على تعليق تخصيب الأورانيوم، لكن يمكن التفاوض على نسبة التخصيب وشكله".
وكان جلالي أول مسؤول إيراني يعلق على رزمة الحوافز الدولية، بعد ساعات من زيارة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا لنقلها إلى طهران قبل أيام.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد