تحديات الملف الفلسطيني قبل اجتماع "أنابوليس"
الجمل: يعتبر اليهودي الأمريكي ديفيد ماكوفيسكي الخبير الأكثر أهمية من بين خبراء اللوبي الإسرائيلي المهتمين بشئون الشرق الأوسط، وتحديداً الصراع العربي – الإسرائيلي. وقد أجرى مركز العلاقات الخارجية الأمريكي حواراً مطولاً معه تطرق إلى النقاط الآتية:
* مؤتمر سلام أنابوليس:
لم يتم القيام بتشكيل أي شيء على الصعيد الرسمي، ومن المتوقع أن تقوم وزيرة الخارجية الأمريكية بزيارة أو زيارتين إلى المنطقة خلال الأيام القادمة.
هذا، وتوجد عدة طرق لإنجاز هذا المؤتمر أبرزها ثلاثة:
• أن يتم التوصل إلى صيغة إعلان مبادئ مشتركة، تمهّد لإمكانية القيام بإنجاز اتفاقية سلام في المستقبل.
• أن يتم الاتفاق على توظيف مؤتمر سلام أنابوليس كمرحلة تمهيدية يمكن أن تؤدي إلى الدخول في محادثات الوضع النهائي.
• الاتفاق حول أرضية مشتركة بين الأطراف، على النحو الذي تؤكد فيه هذه الأطراف إمكانية القدرة في المستقبل على القيام بتحقيق قفزة في إدراك كل طرف لمسائل وقضايا الوضع النهائي المتمثلة في:
* ملف اللاجئين.
* ملف الحدود.
* ملف القدس.
* ملف أمن إسرائيل.
هذا، ويرى ديفيد ماكوفسكي بأن الخيار الثالث هو المناسب حالياً لمؤتمر سلام أنابوليس.
* قدرة السلطة الفلسطينية على التفاوض نيابة عن كل الفلسطينيين برغم انقسامهم:
من الممكن أن يقوم محمود عباس، بتعزيز موقعه إذا نجح في إجراء استفتاء فلسطيني عام، بحيث يجيب الفلسطينيون صراحة على سؤال أيهما أفضل: المفاوضات مع الإسرائيليين أم العنف ضدهم؟ وبالتالي، إذا وقفت غالبية الفلسطينيين إلى جانب المفاوضات مع الإسرائيليين، فإن محمود عباس سوف يكون قد أغرق سفينة حركة حماس والجهاد الإسلامي وبقية الفصائل الفلسطينية التي تحمل السلاح ضد إسرائيل.
* اتجاهات ومؤشرات الوقائع الجارية حالياً:
لم تحقق حماس أي شيء في الجانب الاقتصادي في قطاع غزة، أما بالنسبة للضفة الغربية فإن سلام فياض استطاع أن يثبت أنه قادر على تحسين الأوضاع الاقتصادية. وبالتالي فإن المؤشرات الجارية تقول بأن الرأي العام الفلسطيني سوف يتجه لتأييد ودعم سياسة سلام فياض، هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى سوف يتخلى عن تأييده لحركة حماس..
أما إسرائيل، فإنها سوف لن تتخلى عن حق الإبقاء المستمر على احتفاظها بنقاط التفتيش في الأراضي الفلسطينية إلا عندما يكمل سلام فياض برنامج تحسين حياة الفلسطينيين وتحسين مستوى معيشتهم بحيث يتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، ثم بعد ذلك يثبت الفلسطينيون بقيادة فياض أنهم قادرون على تحمل مسؤولية الحفاظ على الأمن في المنطقة..
* ضعف التأييد لحكومة أولمرت:
تدنت شعبية أولمرت في الفترة التي أعقبت مباشرة انتهاء حرب لبنان في صيف 2006م إلى 3%، ولكن شعبيته عاودت الارتفاع لتصل إلى 35% عندما قامت الطائرات الإسرائيلية في صبيحة يوم 6 أيلول 2007م بتنفيذ الغارة الجوية ضد سوريا، وقد لاحظ الإسرائيليون باهتمام بالغ أن المسؤولين الإسرائيليين لم يعلنوا مسؤولية إسرائيل عن الغارة الجوية الإسرائيلية ضد سوريا، وفي نفس الوقت لم تقم الأطراف العربية بإدانة إسرائيل، وبالذات دول "المعتدلين العرب" التي تعارض علاقات سوريا مع إيران.
ارتفعت شعبية أولمرت مرة أخرى بسبب المعلومات التي أفادت بأنه مصاب بسرطان البروستات، وبلغت اليوم شعبيته 41% بحسب ما تقول الاستطلاعات ومسوح الرأي العام الإسرائيلي.. وبالتالي يمكن القول بأن شعبية أولمرت قد عادت إلى مستواها الطبيعي الذي كانت عليه قبل حرب الصيف ضد حزب الله اللبناني عام 2006م.
* مشاركة أولمرت في مؤتمر أنابوليس وإشكالية التوازنات السياسية الداخلية في إسرائيل:
لكي يستطيع أولمرت إنجاز أية اتفاقية سلام فإنه يحتاج إلى الآتي:
• كسب تأييد حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يتزعمه المهاجر الروسي اليهودي أفيغدور ليبرمان.
• كسب تأييد حزب «شاس» الذي يضم اليهود المتطرفين دينياً، والذي يعارض أي تقسيم للقدس.
حزب «إسرائيل بيتنا»، وحزب «شاس»، لهما في الكنيست الإسرائيلي 20 مقعداً ويتحالفان حالياً مع حزب «كاديما» الذي يتزعمه أولمرت، وإذا انسحب هذا الحزبان من التحالف، فإن أولمرت سيكون له 55 مقعداً في الكنيست ويصبح للمعارضة 65 مقعداً من إجمالي عدد المقاعد البالغ 120 مقعداً.
استناداً إلى هذه الحقائق، فإن أولمرت إذا حاول الدخول في أي اتفاق حول ملف القدس، فإن حكومته ستفقد السند والدعم في الكنيست، وحالياً يواجه أولمرت مشكلة كيفية التعامل مع ملف القدس بطريقة يركز فيها على إظهار أنه راغب في القيام بمناقشة موضوع القدس في المستقبل كعاصمة للإسرائيليين والفلسطينيين.
بكلمات أخرى، كلما كان موقف أولمرت إزاء القدس غامضاً ومبهماً، كلما قلت حدة المعارضين له.
عموماً، يرى ماكوفيسكي، أن مؤتمر سلام أنابوليس يختلف تماماً عن مؤتمر سلام كامب ديفيد كما يرى بأن الملفات المعلقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن إحراز أي تقدم فيها، خاصة ملف القدس، وملف اللاجئين، ومن الممكن أن يحدث تقدم إذا ما قدم الفلسطينيون تنازلات حول موضوع اللاجئين فإنه من الممكن أن يقدم الإسرائيليون بالمقابل تنازلات في ملف القدس.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد