مستقبل السياسة الأمريكية في المنطقة بحسب حسابات المحافظين الجدد
الجمل: تتحدث تقارير مراكز الدراسات والصحف الأمريكية والغربية عن تحسن في الأوضاع الأمنية في العراق، وتحاول جماعة المحافظين الجدد والأطراف المتشددة داخل الإدارة الأمريكية الاستفادة من "الانفراج" الذي حدث في مسرح الحرب العراقية، تأكيداً على صحة توجهات إدارة الرئيس بوش إزاء العراق.
* أبرز المؤشرات الجديدة:
يتم التركيز بواسطة الإدارة الأمريكية على المؤشرات الآتية، باعتبارها دليلاً على فعالية زيادة عدد القوات الأمريكية الموجودة في العراق:
• الانخفاض المستمر في أعداد القتلى العسكريين والمدنيين.
• قيام العناصر المسلحة السنية التابعة لزعماء القبائل السنية باستهداف عناصر تنظيم القاعدة.
• تصريحات قائد القيادة الوسطى الأمريكية التي لمح فيها إلى أن الضربة الأمريكية ضد إيران أصبحت غير واردة في الوقت الحالي بسبب تعاون إيران مع أمريكا في حفظ أمن واستقرار العراق.
* حقيقة الوضع على المسرح الحربي العراقي:
تقول صحيفة آنتي وار الإلكترونية الأمريكية، وغيرها من الصحف الأمريكية المناهضة للحرب، بأن إدارة بوش ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وقيادة القوات الأمريكية الموجودة في العراق، قد تورطت جميعاً في مخطط إخفاء الأعداد الحقيقية للقتلى الأمريكيين في العراق، وأكدت هذه الصحف المعارضة أن عدد القتلى الأمريكيين قد تجاوز الـ 15 ألف قتيل، كذلك أشارت إلى أنه إذا استمرت الحرب في العراق وأفغانستان لفترة العامين القادمين، فإن التكلفة الإجمالية سوف لن تكن أقل من 350 ترليون دولار (3500 مليار).
أما بالنسبة للحرب ضد إيران، تقول المعلومات بأن الإدارة الأمريكية قد استكملت استعداداتها العسكرية وتبقت فقط عملية قيام الرئيس بوش بالتوقيع على الأمر التنفيذي وإرساله إلى القوات الأمريكية لكي تقوم بالتنفيذ.
تشير المعلومات أيضاً إلى قيام سلطات الاحتلال الأمريكي بالإشراف على عملية شراء زعماء القبائل والعشائر العراقية، وتحويلهم إلى متعاملين مع الاحتلال بحيث تتمخض عن ذلك عملية السيطرة المباشرة لأمريكا على الواقع العراقي.
أما على صعيد الوضع الإقليمي، فقد تصاعدت مخاطر اندلاع حرب تركية – كردية في شمال العراق، وتزايدت احتمالات أن يتحول الصراع العراقي الداخلي الإثنو-ثقافي والطائفي إلى صراع حول الثروة، لتنشأ بؤرتان للصراع الداخلي، تتمثلان في العاصمتين النفطيتين العراقيتين:
• البصرة: وسيكون صراع السيطرة عليها بين جيش المهدي وفيلق بدر وعناصر حزب الفضيلة الشيعي.
• كركوك: وسيكون صراع السيطرة عليها بين الأكراد والعرب والتركمان.
كذلك تقول التوقعات بأن تصاعد الصراع في البصرة وكركوك سوف يؤدي بالضرورة إلى تصاعد الصراع حول بغداد مرة أخرى.
وتشيبر التحليلات إلى أن عملية "التطهير العرقي" التي نجحت سلطات الاحتلال الأمريكي في فرضها على البنية المجتمعية العراقية، بحيث أصبحت توجد مناطق شيعية خالصة وسنية خالصة وكردية خالصة، هذه العملية لن تؤدي بأي حال من الأحوال إلى الاستقرار والسلام، وذلك لأن الصراع الذي كان يدور "داخل" مناطق العشائر والقبائل العراقية سوف يتحول إلى صراع "بين" هذه المناطق، وهو أمر يعيد إلى الساحة العراقية مرحلة حروب القبائل التي سبق أن اندلعت في الماضي مثل حرب "البسوس" و"داحس والغبراء" وغيرها..
المحلل الأمريكي جيم لوبي، في تحليله الذي نشرته وكالة إنتربرس الأمريكية، تساءل حول مستقبل العراق، ورأى بأن العراق أصبح بين طريقين لا ثالث لهما:
• طريق التسوية الوطنية: وهو الطريق الذي تحاول الإدارة الأمريكية تفاديه ووضع العراقيل أمام الأطراف العراقية والإقليمية الراغبة في السير فيه.
• طريق دولة أمراء الحرب: وهو الطريق الذي بات أكثر احتمالاً، وذلك بسبب تفضيل إدارة بوش ومن وراءها إسرائيل له.
ويؤكد تحليل جيم لوبي، بأن الإدارة الأمريكية تقوم حالياً بتمويل زعماء القبائل والعشائر العراقية إلى أمراء حرب، وذلك عن طريق تحويل قوام بعض العشائر والقبائل العراقية باتجاه النموذج الاجتماعي الإسبارطي، وعملياً تقوم القوات الأمريكية حالياً بتوفير التدريب والعتاد والمعلومات الاستخبارية اللازمة لبعض الكيانات القبلية والعشائرية العراقية التي نجحت سلطات الأمريكي في تجنيد زعمائها.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد