الفصائل ترفض نتائج أنابوليس

حذّرت فصائل المقاومة الفلسطينية، في الضفة الغربية وقطاع غزة امس، من ان الشعب الفلسطيني لن يعترف بما قد يفضي اليه مؤتمر انابوليس الذي يعقد غدا، مشددة على ان مشاركة الدول العربية فيه تشكل تغطية للتطبيع مع اسرائيل التي قتلت خلال اليومين الاخيرين ستة فلسطينيين في الضفة والقطاع.
واستشهد المقاوم في «كتائب شهداء الاقصى» محمد قزح (25 عاما) واصيب زميله مشير فاروق المنصوري (23 عاما) برصاص الاحتلال في مقهى في مخيم طولكرم شمال الضفة، حيث اعتقل الجنود الإسرائيليون 15 من الحاضرين.
وكان الفلسطيني زياد ابو عواد (52 عاما) قد استشهد ليل السبت الاحد بنوبة قلبية بعدما اقتحم جنود اسرائيليون محله في بيرزيت شمال رام الله في الضفة، بدعوى البحث عن شبان رشقوهم بالحجارة، وضربوه بأعقاب البنادق على رأسه. واجرى ابو عواد عملية قلب مفتوح قبل تسعة اشهر.
وفي غزة، استشهد المقاومان يوسف حسين موسى (19 عاما) من «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وعلاء الزريعي (21 عاماً) من «ألوية الناصر صلاح الدين» الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وأصيب ثلاثة آخرون، خلال اشتباك امس مع الاحتلال شرق مخيم المغازي وسط القطاع، كما اصيب ثمانية فلسطينيين اثر تعرض بلدة بيت لاهيا شمال القطاع لقصف اسرائيلي.
وكان الشقيقان الفلسطينيان طلال ابو شرينة (41 عاما) ورأفت ابو شرينة (40 عاما) قد استشهدا ليل الجمعة السبت برصاص الجيش الاسرائيلي لدى اقترابهما من السياج الحدودي شمال غزة.
وعقدت امس، الجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين و«المبادرة الوطنية» وشبكة المنظمات الاهلية وعدد من النقابات المهنية، مؤتمرا شعبيا مناهضا لانابوليس في غزة. وقال القيادي في الجبهة الشعبية رباح مهنا ان المؤتمر المناهض «يؤكد على ان توحيد الصف الفلسطيني هو الطريق الاول لمواجهة المخاطر وحماية الوحدة الوطنية» فيما حذّر القيادي في الجبهة الديموقراطية صالح زيدان «من اي تصرف انفرادي من قبل الوفد الفلسطيني من دون العودة للمؤسسات الوطنية الائتلافية وبرنامج القواسم المشتركة»
وتعقد حركتا حماس والجهاد الاسلامي وبعض الفصائل الاخرى، في غزة اليوم، مؤتمرا آخر مناهضا لانابوليس. وقال القيادي في الجهاد الاسلامي محمد الهندي ان «كل الممثلين العرب والفلسطينيين في انابوليس هم شهود زور على حصار شعبنا» فيما قال القيادي الاخر في الجهاد خالد البطش «نقول للفلسطينيين (يجب) عدم تقديم اي تنازلات للثوابت والمبادئ والاهداف... نقول للعرب الا يكونوا اداة ضغط على الجانب الفلسطيني». وتابع انه على العرب ان يعلموا انه «بمشاركتهم وخصوصا السعودية، انما يغطون تطبيعا عربيا صهيونيا، وستساهم مشاركة السعودية في هذا المؤتمر وتشجع دولا عربية اخرى لتقيم علاقات دبلوماسية وتجارية مع اسرائيل».
وسارت الاف النسوة في غزة امس، للتنديد بالمؤتمر. وقال النائب عن حماس مشير المصري في المتظاهرات ان «أي نتائج يفضي اليها انابوليس لن يعترف بها الشعب الفلسطيني».
وكان المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري قد قال امس الاول، ان «اعلان العرب انهم سيشاركون في مؤتمر انابوليس شكّل صدمة كبيرة للشعب الفلسطيني، لأن هذه المشاركة تفتح الأبواب أمام التطبيع المباشر مع الاحتلال».
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى ابو مرزوق، من جهته، ان «المرحلة التي ستعقب مؤتمر انابوليس، ستشهد تصعيدا لاعمال المقاومة بكافة اشكالها واساليبها في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الاحتلال الصهيوني» فيما حذّر المستشار السياسي لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، أحمد يوسف، من ان صواريخ المقاومة «التي لا يزال تأثيرها محدوداً كونها لا تحمل رؤوساً تفجيرية قاتلة، يمكن تطويرها في غضون فترة زمنية قصيرة لجعلها تحقق حالة من الرعب والهلع».
وفي رام الله، قالت النائبة الفلسطينية خالدة جرار ان المؤتمر «يحمل في طياته اخطارا عديدة ويستهدف خدمة المصالح الاميركية في المنطقة وياتي في ظل ظروف محلية معقدة» فيما شدد منسق «لجنة احياء النكبة» عمر عساف على ان المؤتمر «ينعقد بعيدا عن قرارات الشرعية الدولية التي تنص على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم ويأتي في سياق تنازلات فلسطينية منذ اتفاق اوسلو».
وكان جهاز الأمن الوقائي قد منع القياديين في حماس في الضفة فرج رمانة وحسين أبو كويك من عقد مؤتمر صحافي في رام الله امس الاول، للتنديد بالمؤتمر، واحتجزهما ساعة ونصف الساعة في مقره.
الى ذلك، توفي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المجلس التشريعي الدكتور اميل جرجوعي (73 عاما)، في القدس المحتلة يوم الجمعة الماضي، اثر نوبة قلبية.

المصدر: وكالات