العراقيون يتسلمون امن البصرة
تسلم القوات البريطانية المسؤولية الامنية لمدينة البصرة الى القوات العراقية اليوم الاحد منهية بذلك خمس سنوات تقريبا من السيطرة البريطانية على المدينة الواقعة جنوب العراق.
وينظر الى هذه الخطوة باعتبارها اكبر اختبار لقدرة الحكومة العراقية على حفظ الامن دون الاستعانة بقوات اجنبية سواء القوات الامريكية او حليفتها البريطانية.
والبصرة بكونها ثاني اكبر مدن العراق والميناء الرئيسي فيها الذي تصدر منه تقريبا معظم صادرات العراق النفطية، تعد اكثر سكانا بكثير، واكثر غنى واهمية استراتيجية مقارنة بالمحافظات الثمانية التي انتقلت مسؤوليتها الامنية للحكومة العراقية من بين الثماني عشر محافظة التي يضمها العراق.
وعلى الصعيد الامني تحظى البصرة ايضا بمعدلات عنف اعلى من تلك المحافظات الثماني، الا ان الحكومة العراقية تقول ان القوات العراقية بشقيها العسكري والشرطي والتي يبلغ قوامها 30 الف تستطيع ان تحفظ الامن في المدينة.
ونقلت وكالة رويترز عن قائد القوات البريطانية في العراق الفريق بيل رولو، في معرض تعليقه على الحدث، قوله " ان هذا يسجل معلما مهما على صعيد تولي العراقيين مسؤولية بلدهم".
وقد نجت البصرة، التي يقطنها غالبية من الشيعة، بشكل كبير من الحرب الطائفية التي قتلت عشرات الالاف من العراقيين في وسط البلاد الا انها كانت ميدانا لنزاعات دموية بين الطوائف الشيعية المتناحرة والمجرمين والمهربين.
وتتهم شرطة البصرة المليشيات، التي تعيث في المدينة، بفرض نمط متشدد من الشريعة الاسلامية حيث تقتل النساء بسبب ما يطلق عليه "جرائم الشرف".
الا ان البصرة ايضا تعتبر مدينة حية تعج بالمطاعم التي تفتتح ابوابها حتى وقت متأخر وتتراجع في احيائها عقلية التحصينات الامنية التي تنتشر في العاصمة بغداد.
وقد اتفقت الطوائف المتقاتلة على هدنة الشهر الجاري مما ادى لانخفاض في معدل القتلى الا ان انفجار ثلاث سيارت مفخخة في محافظة ميسان القريبة الاسبوع الماضي، مثل مؤشرا على امكانية تفجر العنف في المناطق التي يخليها البريطانيون.
وكانت القوات البريطانية قد سلمت مسؤولية حفظ الامن في محافظة ميسان الى القوات العراقية في آب/ اغسطس من السنة الماضية.
وستحتفظ بريطانيا بقوة عسكرية مقلصة العدد في جنوب العراق سينحصر وجودها في قاعدة جوية خارج البصرة مع قوة صغيرة العدد لمهام التدريب، وفريق للتدخل السريع جاهزة للتدخل.
يذكر ان لبريطانيا 4500 جندي في العراق حاليا وهو عشر عدد القوات البريطانية التي شاركت في غزو العراق، وسيجري تقليصهم الى 2500 في العام المقبل.
وكان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون قال خلال زيارته الأخيرة للقوات البريطانية في العراق إن عملية التسليم ستتم خلال أسبوعين .
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد