الامارات ستبدأ بناء مدينة صديقة للبيئة في الصحراء
تعتزم الامارات العربية المتحدة ان تبدأ خلال الربع الاول من هذا العام بناء مدينة خضراء صديقة للبيئة في الصحراء في مشروع قيمته مليارات الدولارات حيث تأمل الدولة المنتجة للنفط في أن يصبح رائدة في مجال الطاقة البديلة.
ويشرف على مشروع بناء المدينة التي ستكون خالية من الكربون والمخلفات وسيبلغ عدد سكانها نحو 15 ألف شخص مبادرة مصدر التي دشنتها حكومة أبوظبي للمساعدة في تطوير مصادر متجددة ونظيفة للطاقة.
وقال سلطان الجابر المدير التنفيذي لمبادرة مصدر لرويترز ان المدينة هي حلقة في سلسلة من المشروعات في خامس أكبر بلد مصدر للنفط في العالم الذي يتطلع لخفض جزء من أكبر نسبة انبعاثات للغازات المسببة للاحتباس الحراري للفرد في العالم.
وأضاف "سنبدأ بناء المدينة في الربع الاول."
وتظهر مخططات البناء التي تستلهم طرز المدن القديمة من العالم العربي شوارع ضيقة ومبان صغيرة دون وجود سيارات. وستعمل ألواح شمسية كمظلات لحماية المارة من اشعة الشمس.
وسيكون الانتقال من خلال مركبات خاصة متطورة لا تستهلك البنزين. وستستغل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لمد المدينة ومحطة تحلية المياه بالطاقة.
وقال "نعلم نصيب الفرد من انبعاثات الكربون الخاص بالامارات ونعمل على عدد من الجبهات للمساعدة في خفض انبعاثاتنا. هدفنا هو جعل أبو ظبي مركز مستقبل الطاقة."
ووفقا لتقرير برنامج الامم المتحدة الانمائي الذي صدر العام الماضي فقد بلغت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري للفرد في الامارات 34.1 طن للفرد عام 2004 وهي ثالت اعلى انبعاثات في العالم بعد قطر والكويت وتفوق بكثير مثيلها في الولايات المتحدة وهو 20.6 طن للفرد.
كما تهدف مشاريع الطاقة البديلة الى وضع الامارات في المقدمة في مجال صناعة الطاقة المستقبلية بعد النفط وتحسين سمعتها في وقت يتزايد فيه القلق بشأن التغيرات المناخية.
ورفض الجابر تقدير كلفة بناء المدينة في مناخ الصحراء القاسي لكنه قال انها ستكون أعلى من التقديرات السابقة التي ذكرتها وسائل الاعلام المحلية وهي خمسة مليارات من الدولارات.
وستمول حكومة أبو ظبي جانبا من المشروع في حين سيساهم شركاء بالباقي.
وقال الجابر ان المدينة ستضم ما بين 14 ألفا و15 ألف شخص وستسع مساحة العمل فيها 50 ألف شخص.
وستكون شركة فوسترز وشركاه التي اشتهرت من خلال تصميم معالم مثل مبنى الرايخشتاج في برلين واستاد ويمبلي في لندن بتصميم المدينة. وقال جابر ان من المقرر الانتهاء من مرحلة البناء الاولى في 2009 وأن يستكمل المشروع بالكامل في عام 2016.
وتهدف مبادرة مصدر الى بناء محطة تعمل بالطاقة الشمسية بقدرة 30 ميجاوات لدعم عمليات البناء وتعتزم استقطاب الشركات التي تعمل في مجال الطاقة النظيفة المتجددة الى المدينة. وتشمل أولى المراحل بناء معهد بحوث سيخصص جهوده في مجال الطاقة البديلة. ويتعاون معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مع مصدر في تطوير المعهد.
وقال الجابر ان مصدر تعمل مع الصندوق الدولي للحياة البرية لضمان أن تلبي المدينة مقومات البقاء الخاصة بالصندوق.
وتعتزم مصدر تطوير شبكة من مشاريع امتصاص وتخزين الكربون لضخ غازات الاحتباس الحراري الى حقول النفط لتخفض بذلك الانبعاثات وتعزز انتاج النفط في الوقت ذاته.
وتستثمر مبادرة مصدر في شركات تعمل في مجال الطاقة والتقنية المتسدامة من خلال صندوق بقيمة 250 مليون دولار لتمويل تقنيات صديقة للبيئة. والصندوق هو تمويل مشترك بين المبادرة ومصرف (كريدي سويس) ومجموعة (كونسينساس بيزنس جروب) البريطانية التي تستثمر في شركات قد تطور تقنيات يمكن استخدامها على نطاق تجاري في الامارات في المستقبل.
وقال الجابر "نستثمر في شركات في المراحل الاولى وخاصة في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح".
ويوجد في ابوظبي أكثر من 90 في المئة من احتياطي النفط بالامارات السبع.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد