حرب المدراء بين المحطات التلفزيونية السورية: شربجي ضد جبور

16-03-2008

حرب المدراء بين المحطات التلفزيونية السورية: شربجي ضد جبور

بداية سأقترح على السيّد وزير الإعلام إحداث جائزة جديدة للإبداع الإعلامي من الدرجة (الرفيعة)، وأقترح أن يقتصر منح هذه الجائزة على السيّدة (ديانا جبّور) مديرة التلفزيون السوري.

وصاحبة الكلمة النّافذة في الإعلام السّوري (على ما يقولون).

ولا بأس إن سارع اتحاد الصحافيين لابتكار درعٍ ذهبي من النوع (الرفيع) أيضاً، ليتم منحه للسيّدة ديانا جبّور صاحبة الإنجاز الإعلامي الأبرز كما سترون.

وإذا تساءل أحدكم عن سبب تقديري (الرفيع) هذا للسيّدة جبّور، فلا بدّ أن تساؤلكم مردّه جهلكم، بما كتبت اليوم في جريدة الثورة، وفي زاوية يحمل اسمها إيحاءاً نضالياً هي زاوية (معاً على الطريق..)

والإيحاء النضالي هنا يجعل السيّدة جبور داعية إعلامية تدعو الإعلام السوري ليكون معها على (هذا الطريق).

وإذا أردتم أن تعرفوا أي طريق هذا الذي نتحدث عنه. فهو الطريق الذي رسمته فيما كتبته بعنوان:

(سورية   الجزائر كندا).. وفي هذه الزاوية كتبت جبّور عن مطربة كندية جزائرية الأصل غنّت في دمشق (حسب ما قالت جبّور)...

وحسب (جبّور) أيضاً فإن المطربة الكندية (ليندا) "زارت دمشق الأسبوع الماضي .. ومشكورة نظمت لها السفارة الكندية في دمشق حفلاً تعريفياً...)

وجبّور أخبرتنا في زاويتها أن المطربة الكندية ليندا (غنّت في دمشق، فأشجت وأطربت وأفرحت.. بل و أرقصت، وقد تمكنت من ضفر إيقاعات متباينة مابين الغربي والعربي والأفريقي، من دون أن تفرط بالإرث الروحي والحضاري والحامل الفكري لكل ما أنتج بتوليفة مبدعة وأصيلة تجمع الغريزي مع العاطفي مع العقلاني، فاستطاعت أن تعبر عن نفسها كمبدعة عربية منفتحة على ثقافة الغرب من دون استحذاء.. أو تصاغر..).

ما رأيكم بهذا التّحليل لغناء المطربة الكندية، بشرفكم هل هناك أجمل وأعمق من هذا التحليل الذي أوردته السيّدة جبّور، والذي أحست به في حفلة المطربة الكندية بدمشق..

ألا يدل هذا التحليل على عمق نظرتها، وتفتّح روحها، وكثافة ثقافتها والـ(ها) هنا تعود لمديرة التلفزيون طبعاً..

ولا يجوز لوزارة الإعلام أن لا تنتبه لإبداع هذه المديرة فيما كتبته وبما أحست به من غناء الكندية الجزائرية.

هناك ناحية أخرى تطرقت لها السيّدة (جبّور)، وهي حديثها أو إشارتها إلى أهمية المحيط الخارجي والظرف الموضوعي اللذين ساعدا ليندا على التفتح والتحقق.. وبجرّة قلم عبقرية طبعاً تحدّثت (جبّور) عن تحقيق تلفزيوني أبرز إحدى الفتيات الجريئات الذكيّات، وربطت مديرة التلفزيون بين ليندا الكندية وبين الفتاة المحلّية، مستنتجةً (أن فتاةً تمتلك هذا العقل والذكاء والمنطق، لقادرة على اجتراح المعجزات إن هيأنا لها المناخ المناسب).

بعد كل ذلك هل يمكن أن يستغرب أحد لماذا أطالب السيّد وزير الإعلام بمنح السيّدة مديرة التلفزيون جائزة رفيعة على إبداعها.. إذا كان كل ما قلناه لا يكفي لمنحها الجائزة، فإليكم سرّ عبقريتها والذي يمكن تلخيصه بحقيقة أن المطربة الكندية (ليندا) لم تأت إلى سوريا، وكل ما في الأمر أن السفارة الكندية أعلنت عن قدومها، ووزعت سيرة مهنية عنها، ولكن، ولظروف مناخية لم تستطع المطربة القدوم إلى دمشق، ولم تغني في دمشق، ولم يسمعها أحد، ولم يطرب بها أحد، ولم يرقص على غنائها أحد،... ومع ذلك فإن مديرة التلفزيون كتبت تصف لنا الحفلة، وكيف غنت ليندا، وكيف أطربت، وكيف أرقصت...

فهل هناك ابتكار اكبر من هذا الابتكار؟؟ وهل هناك إنجاز إعلامي أكثر من هذا الإعلام،... السيّدة جبور حولت خبر قدوم ليندا، والسيرة الموزّعة عنها.. حولتها على زاوية نقدية فيها سياسة وفيها اجتماع وفيها تحليل وفيها نقد، وهذا بحد ذاته إبداع ما بعده إبداع، ولا بد أن لهذا (الكذب الإعلامي) من يقدره، ولابد لهذه (الفبركة الإعلامية) من جائزة، ولا بد لهذا (الدجل النقدي) من تقدير...

وهذا ما ندعو السادة المسؤولين للانتباه له، وهذا ما ندعوهم لتقديره...

أخيراً إذا كان اسم الزاوية التي كتبت السيّدة (جبّور) تخيّلاتها عن المطربة الكندية، إذا كان اسمها (معاً على الطريق).. فهل فهمت السيّدة جبور أن هناك من يسير معها، أو تسير معه على طريق إعلام الكذب؟؟؟

أم أننا مضطرون للإيمان بأن (أحسن الإعلام أكذبه)...

ملاحظة: أحد مدراء التلفزيون أعفي من منصبه قبل مدة دون سبب معروف وبعد أ ن أطلع على تفاصيل هذه القصة وهذه الفبركة الإعلامية، راح يولول ويقول:

(الآن عرفت سبب إقالتي، والآن عرفت من ألف عني القصص، لا بد أن هذه المبدعة هي وراء إقالتي عبر تأليف قصص وفبركات صدقها صاحب القرار...)

هذه الملاحظة أسوقها حرفياً كما سمعتها وقد لمست فيها جانباً مأساوياً في الكيد والكذب الإداري والإعلامي، يكمل هذا الدجل والكذب في الإعلام نفسه، والمصيبة الكبرى إذا تعمم نهج هذه الكتابة الكاذبة وهذه الإدارة المفترية....

د. فؤاد شربجي 

المصدر: موقع تلفزيون الدنيا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...