تسريبات حول أجندة ديك تشيني في العراق

الجمل: وصل ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي إلى العاصمة العراقية،ضمن توقيت سبق بضعة أيام ذكرى مرور خمسة أعوام على قيام القوات الأمريكية بغزو واحتلال العراق.
* أجندة تشيني في العراق:
تقول التسريبات بأن نائب الرئيس الأمريكي سيقوم بالاتي خلال تواجده في العراق:
• مقابلة الجنرال ديفيد بتراوس قائد القوات الأمريكية في العراق.
• مقابلة بربان كروكر السفير الأمريكي في العراق.
• مقابلة نوري المالكي وجلال الطالباني وبعض الأطراف العراقية الأخرى.
وتقول التسريبات أيضاً بأن مقابلات ديك تشيني تهدف إلى الآتي:
• حث الأطراف العراقية من أجل:
* المزيد من التقدم في مشاريع القوانين المتعلقة بالنفط والغاز العراقي.
* تحقيق المزيد من التقدم في مشاريع القوانين المتعلقة بالقضايا الإقليمية والانتخابات المحلية العراقية المتوقع إجراءها في تشرين الأول القادم.
* تحقيق التقدم في إنجاز المصالحة الوطنية العراقية.
• التفاهم مع الأطراف العراقية حول المفاوضات العراقية – الأمريكية الجارية حالياً والهادفة إلى إرساء اتفاقية لإقامة علاقة عراقية – أمريكية طويلة الأجل، بحيث يتم إعلان هذه الاتفاقية في ذكرى مرور خمسة أعوام على اجتياح القوات الأمريكية للعراق. ويجب المضي قدماً في ترتيبات الاتفاق فيما بعد ذلك بحيث يتم إكمالها قبل نهاية العام الحالي.
* ديك تشيني في بغداد: أبرز الإشارات القادمة من المنطقة الخضراء:
يمكن القول بأن تشيني أنجز ما يلي:
• لقاء نوري المالكي: وأكد تشيني حرصه وحرص الرئيس بوش على دعم العراق. تحدث تشيني مؤكداً بأن المالكي وحكومته استطاعوا القيام بإنجازات هائلة.
• تقديم المزيد من الإشارات المعلنة وغير المعلنة بحيث شملت الإشارات المعلنة في تناول المسائل المتعلقة بعلاقة أمريكا مع العراق، وتحديداً علاقة البيت الأبيض – المنطقة الخضراء، وفي نفس الوقت ينقل ذلك الإشارات الأمريكية غير المعلنة للأطراف العراقية (المتعاملين مع الاحتلال الأمريكي) والذين يرتبطون بإيران، والمليشيات الشيعية التي تسير حالياً في طريق التهدئة بأن استمرارهم في السيطرة على مقاليد الأمور في بغداد يتوقف على:
* القبول بالاستهداف السياسي والاقتصادي والعسكري الأمريكي المتوقع ضد إيران في الفترة القادمة كأمر واقع.
* في حالة اندلاع المواجهة الإيرانية – الأمريكية فإن عليهم الوقوف إلى جانب أمريكا أو التزام الحياد.
هذا، وقد كان لافتاً للنظر أيضاً مناشدة ديك تشيني للدول العربية الحليفة لأمريكا، بأن تقوم بفتح سفارتها في العراق مبرراً أن وجود سفارات هذه الدول سوف يؤدي إلى مواجهة "النفوذ الإيراني". وبرغم السطحية التي يمكن أن تبدو في ظاهر مطالبة ديك تشيني إلا أنها تكتسب بعداً خطيراً لجهة العمق. وبكلمات أخرى، فإن إدراك تشيني لوجود سفارات الدول العربية الحليفة لأمريكا في العراق هو وجود يدركه ويفهمه ديك تشيني –وبالتالي جماعة المحافظين الجدد وإسرائيل- يقوم على الآتي:
• سفارات البلدان العربية الحليفة لأمريكا هي سفارات ما تطلق عليه أمريكا تسميه دول "المعتدلين العرب".
• عودة سفارات هذه الدول إلى بغداد في ظل الاحتلال الأمريكي معناه الاعتراف بأن أسباب انسحاب هذه السفارات قد زالت.
• إن الساحة العراقية هي ساحة للمواجهة بين:
* النفوذ الإيراني على الواقع العربي.
* الرفض العربي للنفوذ الإيراني.
وبالضرورة فإن الإشارة التي تنطلق من تصريح ديك تشيني إزاء سفارات المعتدلين العرب هي بالضرورة تحدد الدور الوظيفي الذي يجب أن يقوم به المعتدلون العرب في العراق، ولما كان هذا الدور هو مواجهة النفوذ الإيراني، فإن المطلوب أمريكياً وعلى لسان ديك تشيني سيكون متمثلاً في الآتي:
• إضعاف العلاقات السياسية العراقية – الإيرانية.
• إضعاف العلاقات الاقتصادية العراقية – الإيرانية.
• التعاون الاستخباري مع المخابرات الأمريكية بما يتضمن:
* قيام الملحقيات الأمنية الخاصة بسفارات دول المعتدلين العرب بأنشطة الجمع الاستخباري للمعلومات حول المقاومة العراقية والعلاقات الإيرانية – العراقية.
* تبادل المعلومات مع الأجهزة الأمريكية، وبالتأكيد ستعين السفارة الأمريكية (وتحديداً محطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء) ضابط ارتباط للإشراف على التعاون مع الملحقيات الأمنية التابعة لسفارات المعتدلين العرب.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن زيارة تشيني قد تزامنت مع قيام المرشح الرئاسي الجمهوري جون ماكين إلى العراق، هذا، ومن المعروف أن الثنائي ماكين – تشيني:
• ناشطان في الجناح المتشدد داخل الحزب الجمهوري الأمريكي.
• يؤيدان التدخل بالوسائل العسكرية في العراق والبقاء فيه لفترة أطول.
• يؤيدان توجيه ضربة عسكرية لإيران.
• يرتبطان بعلاقة قوية مع إسرائيل ومنظمات اللوبي الإسرائيلي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة