اليمن : انكشاف مسرحية علي عبد الله صالح

بعد شهور من النداءات والتوسلات والتظاهرات، استجاب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، لمطالب جماهير الشعب، وعاد عن قراره السابق بالتخلي عن الحكم في نهاية ولايته، معلنا ترشحه لولاية رئاسية جديدة مدتها سبع سنوات، في خطوة رأت فيها المعارضة مسرحية.
وبرغم تأكيده في بداية كلمته موقفه عدم الترشح الذي اعلنه في العام ,2005 قال صالح امس الأول أمام مئات الآلاف من اليمنيين في صنعاء، انه يوافق على الترشح مجددا تلبية لمطالب هذه الجماهير التي جاءت مدفوعة بإرادتها.. وتلبية للمعتصمين والمتجمهرين. وتابع وسط تصفيق الجماهير سأكون جنديا معكم كما عرفتموني جنديا في السابق.
وتجمع نحو 1.3 مليون شخص، بحسب تقديرات صالح، في ساحة السبعين قرب القصر الرئاسي رافعين لافتات تطالب الرئيس اليمني بالعودة عن قراره. وهذا التجمع هو الأخير من سلسلة نداءات وتظاهرات من اجل حمل صالح على التخلي عن قراره الذي أثار مفاجأة، برغم ان أحدا في اليمن لم يعتقد ان هذا القرار نهائي.
وأثنى العقيد معمر القذافي على قرار صالح. واعتبر في برقية وجهها إلى الرئيس اليميني، المتربع على الحكم منذ العام ,1978 أن إعلان الترشيح ينبع من ثقة الشعب اليمني به وبدوره الهام على المستويين الوطني والعربي.
من جهتها، وصفت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة امس، إعلان صالح بأنه مسرحية. وقال رئيس المجلس الأعلى للقاء محمد الرباعي لم أكن أتوقع ما سمعته من رئيس الجمهورية، واعتبره دليلاً على عدم جدية الرئيس حين أعلن أنه لن يترشح للانتخابات في أيلول المقبل.
وقال المتحدث الرسمي لأحزاب المعارضة، محمد قحطان، انه حينما كان يقال لي إن الرئيس ربما يتراجع عن قراره عدم الترشح لفترة مقبلة كنت أستبعد ذلك، معتبراً أن تراجع الرئيس عن قراره دليل على العقلية العربية غير المتحررة.
واعتبر عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي المعارض علي الصراري، أن الحزب الحاكم أخذنا إلى مسرحية سخيفة وسمجة ومملة ويصعب تقبل مثل هذا التمثيل الساذج الذي يحاول أن يظهر التأييد الشعبي للحكم.
من جهة أخرى، حذر صالح خلال مؤتمر الديموقراطية والإصلاح السياسي وحرية التعبير الذي بدأ أعماله في صنعاء امس، من مخاطر الفقر على التجربة الديموقراطية في البلدان النامية، داعيا تلك الدول الى الأخذ بتجارب الدول الناجحة والمتقدمة في المجال الديموقراطي وتعميمها على بلدانها.

المصدر: وكالات