تقرير بتراوس – كروكر والحملة ضد سورية وإيران
الجمل: وقف بالأمس أمام الكونغرس الأمريكي الجنرال ديفيد بتراوس مقدماً تقريره الدوري حول الوضع العسكري في العراق، إضافة إلى السفير الأمريكي في العراق كروكر الذي قدم تقريراً عن الوضع السياسي في العراق، وتدور فكرة التقارير حول ما تطرق إليه الجنرال بتراوس بأن التقدم الذي تم إحرازه خلال الفترة الماضية يتميز بالهشاشة وقابل للانعكاس في أي وقت.
* سوريا: تقرير الجنرال بتراوس وحملة الذرائع الجديدة – القديمة:
نشر اليوم موقع ويار ديسباتش الإلكتروني تقريراً حول إفادات الجنرال بتراوس أمام الكونغرس، حمل عنوان «الولايات المتحدة تنظر إلى إيران، سوريا، لبنان، باعتبارهم يناورون في العراق» وقد أشار التقرير إلى النقاط التالية:
• اتهم كبار الجنرال بتراوس والسفير كروكر سوريا، لبنان، إيران، وحزب الله بإذكاء الصراع الذي يدور حالياً في بغداد، ضمن إستراتيجية تهدف دمشق وطهران من ورائها إلى دفع النموذج العراقي ليكون على غرار النموذج اللبناني بما يؤدي إلى "لبننة" العراق.
• اتهم الجنرال بتراوس أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي إيران وحزب الله بتمويل وتسليح وتدريب وتوجيه الجماعات الشيعية التي أطلقت الصواريخ والمقذوفات الأخيرة على العاصمة العراقية بغداد.
• تحدث الجنرال بتراوس عن وجود جماعات صغيرة مسلحة تعمل على غرار وحدات القوات الخاصة أو وحدات الكوماندوس التي تنشط خلف الخطوط، وقال بأن هذه الجماعات ستشكل تهديداً طويل الأجل على استقرار العراق.
• تحدث الجنرال بتراوس والسفير كروكر أمام لجنة مجلس الشيوخ حول التقدم أمنياً وسياسياً في العراق، وركز على الآفاق المستقبلية لعملية سحب القوات الأمريكية من العراق.
• قال السفير كروكر بأن إيران وسوريا تستخدمان في العراق إستراتيجية سياسية مشابهة لتلك التي تستخدمانها في لبنان. وبرغم أن إيران لها دور أكبر وسوريا لها دور أقل، فإن إيران وسوريا تعملان جنياً إلى جنب ضدنا وضد استقرار العراق.
• أعرب الجنرال بتراوس عن دهشته واستغرابه إزاء تنفيذ المالكي لعملية البصرة العسكرية الأخيرة، التي تم شنها قبل أن تكمل قوات الأمن العراقية جاهزيتها، وأضاف قائلاً بأن التخطيط لم يكن كافياً والجاهزية لم تكن كافية.
* ماذا وراء تقرير الجنرال بتراوس وتقرير كروكر:
التحليلات الصادرة عشية تقرير الجنرال بتراوس والسفير كروكر نظرت بكثير من الشكوك إلى مصداقية وموثوقية ما سوف يدلي به كل منهما أما لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي، وكانت معظم التحليلات تتكهن بأن إفادتيهما قد تم وضعهما وفقاً لمنهجيات وأساليب جماعة المحافظين الجدد التي نسقت حقائق الموضوع، وتقوم بإعداد ما يتناسب مع الأهداف والغايات الموضوعة سلفاً.
وفي هذا الصدد نشر المحلل الأمريكي بول كريغ روبرت مقالاً تحليلياً نشره موقع ليوروكويل الإلكتروني الأمريكي حمل عنوان «شهادة بتراوس الأسبوع القادم ستطلق إشارة الهجوم على إيران»، أشار فيه إلى النقاط التالية:
• نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تسريباً عسكرياً مفاده أن المسؤولين البريطانيين حذروا مسبقاً بأن قائد القوات الأمريكية في العراق سيعلن بأن إيران تشن حرباً في العراق ضد الحكومة العراقية المدعومة أمريكياً.
• حديث الجنرال بتراوس واللهجة التي سيستخدمها حول إيران في إفادته أمام الكونغرس، والتي ستركز على التدخل الإيراني في العراق وتأثيره على القوات الأمريكية سيمهد السبيل لقيام الولايات المتحدة بمهاجمة المنشآت العسكرية الإيرانية.
* لماذا سوريا وحزب الله؟
أشارت التسريبات الصادرة اليوم قبل تقديم الجنرال بتراوس والسفير كروكر لإفادتيهما، بأن ديك تشيني قد أملى عليهما البنود والفقرات والمقاطع التي تدفع باتجاه استهداف إيران. وقد كان هذا من قبيل التوقعات، ولكن عندما تم تقديم الإفادات أمام الكونغرس تبين أن فقرات وعبارات ومقاطع الإفادات لم تكن تستهدف إيران وحدها، وإنما تم توسيعها لتستهدف سوريا وحزب الله اللبناني.
وعلى خلفية تمركز البوارج والسفن الحربية الأمريكية قبالة المياه اللبنانية، وقيام الجيش الإسرائيلي بأكبر مناورة عسكرية في تاريخ إسرائيل قبالة الحدود السورية واللبنانية، من الممكن أن نطرح التساؤلات الآتية:
• إذا كانت أمريكا تستهدف في المرحلة القريبة العاجلة ضرب إيران، فهل الإجراءات العسكرية الأمريكية قبالة المياه اللبنانية والمناورات العسكرية الإسرائيلية هي أجزاء مكملة لاستهداف إيران؟ أم ماذا؟
• هل اتفق الإسرائيليون مع الأمريكيين بأن يتزامن سيناريو العمل العسكري الأمريكي ضد إيران مع سيناريو عمل عسكري إسرائيلي ضد سوريا وحزب الله؟
• هل توجد نوايا إسرائيلية – أمريكية للقيام بعمل عسكري مشترك واسع النطاق ضد سوريا – حزب الله – إيران؟
• عندما قام نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بزيارته المفاجئة الأخيرة إلى العراق، التقى مع الجنرال بتراوس والسفير كروكر وحدد لهما ما هو مطلوب منهما القيام به في إعداد التقرير وأشارت التسريبات إلى أن نص تقرير الجنرال بتراوس والسفير كروكر قد تم وضعهما تحت إشراف وتعليمات نائب الرئيس تشيني.
• الفقرات والخطوط التي وضعت تحت إشراف تشيني تجعل من إفادة الجنرال بتراوس والسفير كروكر متماشية مع الخطوط العامة لحملة جماعة المحافظين الجدد الأخيرة، وعلى وجه الخصوص:
* تقرير فريدريك كاغان الأخير حول النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.
* تقرير فريدريك كاغان الأخير الرابع حول الدور الأمريكي القادم في العراق.
* تقرير كيمبارلي الذي روجت له مجلة ويكلي ستاندرد ونشره موقع أندر ستاندينف الإلكتروني المخصص لحرب العراق.
هذا، وتقول تسريبات صحيفة هيرالد تريبيون الأمريكية في تقريرها المنشور يوم 3 نيسان 2008م بأن الغالبية العظمى من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي حصلوا على ملايين الدولارات من عائدات استثمارات شركاتهم في العراق، وعلى وجه الخصوص النائب الديمقراطي إيكي سكيلتون رئيس لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب، والذي أصبح بفضل هذه العائدات في مجال الاستثمارات العسكرية والدفاعية الخاصة في العراق أكثر حماساً لفكرة توسيع نطاق الصراع العراقي وشن الحرب ضد إيران.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد