التمهيد الإسرائيلي لشن الحرب على سورية
الجمل: نشر اليوم الموقع الإلكتروني لمركز غلوبال ريسيرتش الكندي تحليلاً مطولاً أعده المحلل السياسي نازيمورايا حمل عنوان «مسيرة الحرب: إسرائيل تحضر للحرب ضد لبنان وسوريا».
أشار المحلل إلى العديد من المؤشرات التي تفيد لجهة تحرك الإسرائيليين باتجاه شن الحرب العدوانية ضد سوريا ولبنان، ومن أبرز النقاط التي تمت الإشارة إليها نجد:
• التقارير الإسرائيلية التي تروج إلى المزاعم القائلة بالمساعدات العسكرية الإيرانية لسوريا وحزب الله.
• التقارير الإسرائيلية التي تروج إلى المزاعم القائلة بأن إيران تخطط لدفع سوريا وحزب الله إلى شن حرب الوكالة ضد إسرائيل.
• التسريبات الإسرائيلية الزاعمة بأن دمشق قد أرسلت رسالة سرية إلى تل أبيب مفادها أن إسرائيل إذا استمرت في رفض عروض السلام فإن الحرب ستندلع في مرتفعات الجولان.
• إعداد مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر ليقوم بدور مجلس وزراء الحرب استعداداً لسيناريو الحرب المفترضة مع سوريا لجهة أنها ستضمن تدخلاً عسكرياً إيرانياً مفترضاً إلى جانب سوريا.
• التقارير الإسرائيلية المتزايدة حول الاستعدادات العسكرية السورية.
* التمهيد الإسرائيلي المسبق لذريعة شن الحرب:
أشار التحليل إلى تصريح الجنرال موشيه كابلينسكي النائب السابق لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلية والذي أشار فيه إلى أن الحرب بين سوريا وإسرائيل غير محتملة، ولكنه أعقب ذلك بإطلاق تصريحات أخرى إضافية شدد فيها على أن "خطأ الحسابات" على الحدود يمكن أن يؤدي إلى اندلاع الصراع بين سوريا وإسرائيل في أي وقت من الأوقات، وأشار التحليل إلى أن تصريح كابلينسكي الأخير تردد أيضاً على لسان معظم جنرالات إسرائيل.
بعد فترة قصيرة من انتهاء حرب لبنان 2006م، بدأت تل أبيب بصياغة المبررات والذرائع الهادفة إلى المزيد من الحرب في مناطق شرق المتوسط المحيطة بها.
ذريعة الحسابات الخاطئة التي يروج لها الإسرائيليون ينبغي الانتباه إلى أنهم يستخدمونها قصداً وعمداً ضمن مفهوم غامض ومبهم، وذلك لأن الإدراك الإسرائيلي لمفهوم الحسابات الخاطئة يتراوح بدءاً من الشؤون الداخلية واللبنانية والوقائع الميدانية الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحتى أكثر التعريفات والتحديدات المفهومية الأكثر ارتباطاً بمرض ولع الحرب الإسرائيلي.
يقول المحلل نازيمورايا بأن الغارة الجوية الإسرائيلية التي سبق أن نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية كانت:
• تحمل الاسم الكودي «فاكهة البستان».
• نفذها السرب الجوي 69 التابع للقوات الجوية الإسرائيلية.
هذا، وعملية «فاكهة البستان» هذه كان مرتباً لها أن تؤدي إلى رد فعل سوري يندرج ضمن مفهوم "الحسابات الخاطئة" الذي أعد الإسرائيليون تصاميمه ونماذجه. كذلك، هناك تعريف آخر لمفهوم الحسابات الخاطئة سردته صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية مفاده أن الحساب الخاطئ الذي يشعل الحرب مع سوريا يمكن أن يكون متمثلاً في حادثة إطلاق نار على الحدود تأخذ شكل عملية إرهابية، بحيث يترتب عليها اندلاع الصراع الكامل. ونفس سيناريو هذه الحادثة يمكن أن يجري مع حزب الله.
* استخدام السلام كمحفز للحرب:
أورد المحلل نازيمورايا تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الآتية:
• تصريح رئيس الموساد الإسرائيلي لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الذي قال فيه بأن محادثات السلام مع سوريا ستقود إلى الحرب.
• حديث وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني الذي أوردته صحيفة لوتوفوي أوبسيرفاتور الذي استبعدت فيه استئناف محادثات السلام مع سوريا وشددت فيه على اعتقادها بأن دمشق تمثل مشكلة يجب التصدي للتعامل معها ضمن معيار إقليمي. وعندما واجهت ليفني سؤالاً حول توقعات السلام مع سوريا أجابت قائلة: "بالتأكيد لا.." وأضافت قائلة بأن سوريا تلعب لعبة خطرة في المنطقة وبأنها تمثل الخطر في نظر إسرائيل.
ويستنتج نازيمورايا بأن هذه التصريحات الإسرائيلية التي وردت قبل بضعة أشهر تكشف الحقيقة التي تؤكد بأن لدى تل أبيب المزيد من الأجندة الخفية.
* الاستخدام المزدوج للعامل الإيراني في الخطاب السياسي الإسرائيلي:
لا يريد الإسرائيليون إعادة الجولان لسوريا ولتفادي التطرق لموضوع الجولان يتحدث الإسرائيليون عن العامل الإيراني وعامل الإرهاب وذلك لجهة استبدال التطرق لملف الجولان بملف استباقي يتضمن الشروط الإسرائيلية المطروحة مقدماً والمتمثلة في الآتي:
• الشرط الأول الهادف لفك الروابط السورية الإيرانية ويتمثل في مطالبة إسرائيل وأمريكا لسوريا بضرورة المشاركة في الحملة الدولية الهادفة لعزل إيران.
• الشرط الثاني الهادف لتحييد سوريا الذي يتمثل في مطالبة إسرائيل وأمريكا لسوريا بضرورة التخلي عن روابطها مع حزب الله اللبناني وحركة حماس وغيرها من حركات المقاومة الفلسطينية.
* الإسرائيليون و"برمجة" نماذج الحسابات الخاطئة:
استعرض المحلل نازيمورايا كيفية قيام الإسرائيليين بترتيب سيناريوهات الوقائع والأحداث التي يمكن أن تقود إلى رد فعل بواسطة سوريا وإيران وحزب الله يترتب عليها تحقق فرضية الحسابات الخاطئة. ومن أبرز السيناريوهات التي حاولت إسرائيل توظيفها أشار نازيمورايا إلى الآتي:
• عملية فاكهة البستان التي كانت عبارة عن أربع عمليات الأولى علنية هدفت إلى إلقاء القنابل على هدف داخل سوريا والثانية كانت سرية هدفت إلى إفساح المجال أمام أمريكا وإسرائيل للتجسس على ذبذبات الرادارات بافتراض أنها تتماثل وتتطابق مع ذبذبات الرادارات الإيرانية، والثالثة كانت سرية أيضاً هدفت باتجاه رد فعل سوري يؤدي إلى إشعال الحرب، والرابعة كانت سرية هدفت إلى تحفيز فبركة وجود محور نووي سوري – إيراني – كوري شمالي يستخدم كنقطة انطلاق لحملة بناء الذرائع ضد سوريا باعتبارها تطبق برنامجاً نووياً سرياً.
• عملية اغتيال القائد العسكري لحزب الله وهي عملية إسرائيلية تضمنت عملية علنية تمثلت في حادثة اغتيال وتصفية عماد مغنية، وعملية سرية هدفت لزرع الشكوك بين سوريا وإيران وحزب الله ليقوم بالرد وكانت إسرائيل في هذه الأثناء قد رتبت سيناريو أن يتم الرد على انتقام حزب الله بشن الهجوم ضد سوريا.
• عملية استخدام الذرائع اللبنانية: وتضمنت عدداً من العمليات منها عملية نفسية – دعائية ركزت على الترويج لفكرة أن حزب الله قد عزز ترسانته المسلحة وأصبح قادراً على إصابة العمق الإسرائيلي ويقول المحلل نازيمورايا بأن هذا الأمر ليس جديداً، فحزب الله أثبت أنه قادر من الناحية العملية على إصابة العمق الإسرائيلي منذ حرب صيف العام 2006م وبالتالي فإن إعادة إنتاج ما هو معروف ومثبت قبل عامين هو أمر يهدف إلى شيء جديد تحاول إسرائيل الترتيب له إعلامياً ونفسياً.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد