النفط يتجاوز 127 دولاراً للبرميل
لم يحمل إعلان المملكة العربية السعودية على لسان وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي، بأنها رفعت إنتاجها من النفط خلال شهر مايو/أيار الجاري بمقدار 300 ألف برميل من النفط يومياً، أي تأثير على أسواق النفط العالمية، خاصة وأن هذه الكمية بعيدة كل البعد عن الزيادة المرجوة للمساهمة في تخفيض أسعار النفط المتصاعدة، الجمعة.
كذلك لم تلق خطط الحكومة الأمريكية بوقف شحن النفط إلى مستودعات تخزين الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي أي صدى إيجابي وسط المضاربين في هذه الأسواق، بالرغم من ثقل الإعلانين لتهدئة مخاوف هذه الأسواق، التي واصلت مضارباتها المحمومة دافعة بعقود الخام والبنزين إلى مستويات قياسية.
وقد أدت حمى المضاربات في أسواق النفط الجمعة، إلى قفز أسعار العقود الآجلة من الخام الخفيف تسليم يونيو/حزيران المقبل 2.17 دولاراً، لتبلغ في جلسات التداول مستوى قياسياً عند 127.28 دولاراً للبرميل، وهي المرة الأولى التي تصلها هذه الأسعار، لتعود وتستقر عند سعر ناهز 126.29 دولاراً في بورصة نيويورك.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس أن عدم اكتراث المضاربين بالخطوات المعلنة لا علاقة له بالقرارات السياسية في واشنطن أو الرياض، ومرتبط فقط بتوقعات الأسواق.
فخبراء أسواق النفط لا يعتبرون الزيادة الصغيرة التي أعلنتها السعودية، ووقف شحنات النفط إلى خزانات الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي، بذات تأثير على الامدادات.
بل على العكس فإن المضاربين يتوقعون أن تواصل هذه الأسعار بالصعود.
فمصرف "غولدمان ساكس" الاستثماري أكثر المصارف المؤثرة في هذه الأسواق، أكد هذا الرأي الجمعة، عندما رفع توقعاته لأسعار النفط للنصف الثاني من هذا العام إلى 141 دولاراً للبرميل، بعد أن كانت توقعاته السابقة قد أشارت إلى أن أسعار النفط لن تتجاوز الـ 107 دولارات، ليعود ويتوقع مؤخراً احتمال وصول الأسعار إلى 200 دولاراً.
محللو غولدمان ساكس يرون أن أسواق النفط تمر بمرحلة إعادة هيكلة للأسعار التي ستواصل تذبذبها لبعض الوقت.
هذه الأجواء مجتمعة دفعت بحمى المضاربات الجمعة لتبلغ أسعار العقود الآجلة من الخام الخفيف تسليم يونيو/حزيران المقبل مستوى قياسياً عند 127.28 دولاراً للبرميل، وهي المرة الأولى التي تصلها هذه الأسعار.
وكان وزير البترول والثروة المعدنية السعودي قد أعلن الجمعة في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في أعقاب لقاء الرئيس الأمريكي جورج بوش بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، أن المملكة رفعت إنتاجها من النفط خلال شهر مايو بمقدار 300 ألف برميل من النفط يوميا استجابة لطلب عملائها في الولايات المتحدة على أن يصل مستوى إنتاجها في يونيو/حزيران المقبل إلى 9.460 مليون برميل يوميا.
وقال "إن المملكة تتلقى شهريا طلبات من عملائها عبر العالم، وانه في العاشر من مايو رفعنا إمداداتنا لعملائنا بمقدار 300 ألف برميل يوميا بناء على طلبهم."
وبين أن الطلب الإضافي أتى من حوالي 50 عميلاً، مشيراً إلى أن الجزء الرئيسي من هذه الطلبات الإضافية التي تمت تلبيتها كان من الولايات المتحدة.
وعن الدعوات إلى خفض إمدادات النفط الثقيل في ظل قلة الطلب على هذا النوع، أوضح النعيمي أن الطلب على النفط الثقيل مرتفع لكنه رأى أن المشكلة تكمن في نوعية المصافي التي لا تتماشى مع إمداد النفط، مؤكداً استعداد المملكة التام لتلبية طلبات عملائها من النفط الخفيف والثقيل، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية.
وكشف أن المملكة ستنفق خلال الأربع سنوات القادمة 90 مليار دولار بهدف زيادة إنتاج البترول إلى 12.5 مليون برميل يوميا بنهاية عام 2009 إضافة إلى بناء ثلاث مصافي لإنتاج مليون برميل يوميا للتصدير الدولي.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد