نصر الله يدعو إلى “الشراكة” ويعلن تحرير الأسرى “قريباً جداً”
أكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى عيد المقاومة والتحرير الثامنة أمس، أنه “باسم حزب الله، لا نريد السلطة لنا ولا نريد السيطرة على لبنان، أو أن نحكم لبنان، أو فرض فكرنا على الشعب، لأننا نؤمن أن لبنان، بلد خاص متنوع متعدد، لا قيامة له إلا بمشاركة الجميع وتعاونهم وتكاتفهم وتعاضدهم وهذا ما كنا نطالب به”.
ولفت نصر الله الى ان “كثيرين حاولوا أن يشوهوا هذه الحقيقة، وقالوا إننا حزب ولاية الفقيه، وأعلن فخره بأن يكون فرداً في حزب ولاية الفقيه العادل العالم الحكيم الشجاع الصادق المخلص، داعياً في المقابل للحفاظ على لبنان كبلد متنوع متعدد.
وقال إنه في الأحداث الأخيرة، قيل الكثير بما في ذلك سيطرة هذه الجهة على لبنان وتحدثوا عن انقلاب وعن تغيير للسلطة وعن إعادة سوريا الى لبنان، وتحدثوا أيضاً عن أن المقاومة تقاتل من أجل النووي الإيراني وضد المحكمة الدولية، اليوم أيضاً، لكن ثبت من خلال أداء المعارضة عندما تراجعت الحكومة (اللاشرعية) عن قراريها المشؤومين، وفي محادثات الدوحة انها لم تنظم انقلاباً وأنها لا تريد السلطة، ولا استئثاراً ولم تغير حرفاً واحداً من شروطها السياسية قبل الأحداث، ولم تطالب بأي مكسب سياسي، متسائلاً الا تكفي هذه التجربة لإيقاف الجدل الدائر لأولئك الذين يتهموننا بأحلام التسلط والسيطرة والاستئثار؟.
وجدد نصر الله النداء والدعوة لشراكة وطنية حقيقية، لا يحذف فيها أحد ولا يشطب أحد ولا يفرض أحد على أحد، وأن تتاح الفرصة لبناء دولة عادلة حقيقية، يحكمها ممثلو الشعب اللبناني المنتخبون بصدق ونزاهة، وبتحالفات صادقة وثابتة، ان تتاح فرصة العمل سوياً بعيداً عن الاصغاء للخارج.
وإذ رحب نصر الله بأي تعديلات دستورية تضمن عدم تغيير هوية لبنان العربية، قال “إن هناك جراحاً كبيرة حصلت عندنا وعندهم (بين الأطراف اللبنانيين) نحن وهم أمام خيارين، إما أن نوسع الجراح ونلقي فيها ملحاً، أو نضمدها ونعمل على معالجتها من أجل لبنان وشعبه، ونحن مع الخيار الثاني، وهذا يحتاج لأقوال وأفعال ونحن جاهزون لذلك”، ودعا الى تأجيل طرح العبر والدروس، بانتظار ان تهدأ النفوس وتتاح الفرصة للعقل والمنطق، وإطلاق مرحلة جديدة هي مرحلة ما بعد 25 مايو/ أيار أي ما بعد العرس الوطني والعربي والدولي الذي شهدناه في المجلس النيابي.
وتوجه نصر الله بالشكر الى الأخوة العرب واللجنة الوزارية العربية وجامعة الدول العربية ودولة قطر وسوريا وإيران وكل أصدقاء لبنان، وجدد التأكيد على البند الوراد في اتفاق الدوحة القاضي بعدم استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية، وشدد على ان سلاح المقاومة هو لمواجهة العدو وتحرير الأرض والأسرى والمساهمة في الدفاع عن لبنان، لكنه سأل لمن كان السلاح الآخر، جازماً بأنه لا يجوز استخدام سلاح المقاومة لأي مكسب سياسي داخلي، ولكن أيضاً لا يجوز استخدام سلاح الدولة لتصفية الحساب مع فريق سياسي معارض، ولا يجوز استخدامه لحساب مشاريع خارجية تضعف قوة لبنان ومنعته، ولا يجوز استخدامه لاستهداف المقاومة وسلاحها، بل يجب أن يبقى كل سلاح في خدمة الهدف الذي صنع من أجله.
وجاء على ذكر قانون الانتخاب، واعتبره يحقق تمثيلاً أفضل وهو قانون تسوية، آملاً أن تتم مناقشة قانون انتخاب حضاري عصري، يؤسس لبناء دولة وشدد على أن انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية يجدد الأمل لدى اللبنانيين لعهد جديد وبداية جديدة، ورأى أن خطاب القسم يعبر عن الروح الوفاقية، وهذا ما يحتاجه لبنان.
وجدد نصر الله القول إن الإصرار على حكومة الوحدة من خلال مشاركة حقيقية هي ليست انتصاراً للمعارضة على الموالاة، بل هي انتصار للبنان كل لبنان وللعيش المشترك ومشروع الدولة لأن هذا البلد لا يقوم ولا يدوم ويخلد الا بالتعاون والتوافق والتعاضد.
وأبدى نصر الله استعداده للمساهمة بكل صدق وجدية في الإسراع في تشكيل الحكومة على أن تكون جادة لتعمل لمعالجة المشاكل الكبيرة.
ودعا نصر الله تيار ومحبي رئيس الوزراء الأسبق الشهيد رفيق الحريري الى الاستفادة من التجربة الكبيرة له ومن آفاق تفكيره الاستراتيجي حول لبنان، والذي استطاع ان يوائم بين مشروع الإعمار والمقاومة بعقل كبير، حيث حاول بعضهم أن يضع لبنان أمام خيارين، إما لبنان هونغ كونغ مدمر أو هانوي مع سيادة مكسورة المقاومة، إلا أنه قال إننا لا نريد ان نقلد أصلاً لا هونغ كونغ ولا هانوي بل نقدم النموذج اللبناني، ودعا من كان وفياً لإرث الشهيد الكبير الى بأن يعمل لإعادة هذا النموذج.
وتقدم نصر الله بالشكر للقيادات الإسلامية السنية في لبنان والعالم العربي والإسلامي، لأنها بمواقفها الشجاعة عطلت المشروع الأمريكي الذي يحاول أن يصور أي صراع على أنه مذهبي، وللقيادات الدرزية من بني معروف وجبل المقاومين المرابطين لمواقفها الشجاعة الوطنية، لأنهم منعوا بصوتهم وجرأتهم ان يصور أحد للعالم بأن ما يجري فتنة، وللقيادات المسيحية في لبنان التي أكدت طبيعة الصراع والخصام السياسي البعيد عن الطائفية والمذهبية.
وكان نصر الله قد استعرض نشوء المقاومة وتصديها للاحتلال وفشل المراهنة على المجتمع الدولي لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر في ،1978 ودعا الى انسحاب “إسرائيل” من جنوب لبنان ،425 ودعا الى استراتيجية عربية للتحرير والدفاع.
وأعلن انحياز حزب الله الى تيار المقاومة في العراق.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد