رايس: الاستيطان لا يقوّض المفاوضات
لم تستجب وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس للالتماسات الفلسطينية، واتخذت، بعد المحادثات التي أجرتها في القدس المحتلة ورام الله أمس، ما يمكن اعتباره الموقف الأقل حدة في انتقاد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي المتنامي في القدس والضفة الغربية، معتبرة انه «لن يؤثر على مفاوضات الوضع النهائي». غير ان إسرائيل شبهت عمليات البناء في القدس بتلك التي تجري في واشنطن، و»أهدت» رايس إعلانا عن مخطط استيطاني جديد في المدينة المقدسة، وذلك كجزء من مخطط لتشييد 40 ألف وحدة سكنية جديدة في القدس خلال العقد المقبل.
وكرر المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، مارك ريغيف، التمسك بالاستيطان. وقال «انه امر واضح للجميع ان الاحياء اليهودية في القدس ستبقى جزءا من اسرائيل، في اي اتفاق بشأن الوضع النهائي»، مضيفا ان «البناء داخل تلك الاحياء اليهودية لا يتناقض بأي شكل مع التزامنا بالمضي قدما في عملية السلام».
وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» ان بلدية القدس اعلنت موافقتها النهائية على مخطط لبناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية في المدينة المقدسة، بينها الحيان الاستيطانيان جيلو وراموت، وذلك كجزء من مخطط طويل الامد لتشــييد ما لا يقل عن 40 الف وحدة سكــنية جديدة في القدس خلال العقد المقبل. وقال المتحدث باسم بلدية القدس غيدي شمرلينغ ان المخطط حاز مصادقة وزارة الداخلية ولجنة التخطيط في البلدية.
واعتبر وزير الصناعة والتجارة والعمل ايلي يشاي انه «يُسمح للحكومة بأن تقرر البناء بما يتفق مع المتطلبات وتماما كما تبني الحكومة الفرنسية في باريس والحكومة الاميركية في واشنطن»، مضيفا «اذا فرضنا قيودا على البناء في محيط القدس، فسنحتاج ايضا على الارجح الى مصادقة خاصة للبناء في تل أبيب».
وكانت رايس قد قالت، في مؤتمر صحافي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد لقائهما في رام الله، «اعتقد للأسف، والولايات المتحدة تعتقد ان للأفعال والإعلانات (عن الاستيطان) التي تتم، تأثيرا سلبيا على مناخ المفاوضات، وهذا ما لا نريده. يتعين أن نكون في وضع يشجع على الثقة لا أن يقوضها. يتعين ألا يتخذ طرف خطوات في هذه المرحلة، يمكن أن تستبق نتائج المفاوضات. وأريد أن أوضح بشكل جلي ان الولايات المتحدة تعتبر ان هذه الأنشطة لن تؤثر على أي مفاوضات خاصة بالوضع النهائي، بما في ذلك الحدود النهائية».
أضافت ان الحدود يجب ان تكون «موضع مفاوضات بين الطرفين وبموجب قرارات الأمم المتحدة»، مشيرة إلى ان المشاريع الاستيطانية الجديدة «لا تقلق الفلسطينيين فحسب بل الدول المجاورة مثل أوروبا». وردا على سؤال عما إذا كانت تعتقد أن إسرائيل ستتخذ أي خطوات لوقف الاستيطان، اجابت رايس «لا أتوقع بصراحة أي اختراقات مبهرة».
ومشيرة الى المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قالت رايس «الامر ليس سهلا، لم يكن سهلا في أي وقت... لو كان كذلك لكنا ربما قد انتهينا من هذا النزاع وتوصلنا لاتفاق»،مضيفة «اعترف بأننا لم نحقق التقدم الذي كنا نأمل به حول حرية الحركة والوصول وإزالة الحواجز» الإسـرائيلية في الضفة.
والتقت رايس لاحقا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، كما شاركت في القدس في محادثات ثلاثــية «مفيدة» شملت رئيســي وفــدي التفاوض الفلســطيني احمد قريع والاسرائـيلية تسيبي ليفني.
وكانت قد اجتمعت، في وقت سابق امس، الى ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك ورئيس الاركان الجنرال غابي اشكنازي. ووصفت رايس وليفني الوضع بين اسرائيل والفلسطينيين بأنه «معقد».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد