أمريكا تشارك في مفاوضات “النووي” الإيراني
أفادت صحيفة ذي غارديان البريطانية اليوم الخميس بأن الولايات المتحدة ستعلن في الشهر القادم أنها تعتزم إيجاد تمثيل دبلوماسي لها في طهران وذلك للمرة الأولى في 30 عاما.
ووصفت الصحيفة في صفحتها الأولى التوجه الأميركي بفتح قسم لرعاية المصالح الأمريكية في العاصمة الإيرانية شبيه بذلك الموجود في كوبا، بأنه "خطوة في منتصف الطريق إلى افتتاح سفارة".
وأضافت الصحيفة أن "هذه الخطوة ستشهد تمركز دبلوماسيين أميركيين في
البلاد". ولم يفت على الصحيفة أن تنبه إلى أن هذا التطور "تحول ملحوظ في سياسة الرئيس جورج بوش الذي انتهج موقفا متشددا من طهران طوال فترة ولايته".
وقالت الصحيفة من دون أن تحدد مصادرها، إن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تفكر في فتح شعبة دبلوماسية لرعاية المصالح ويتزامن ذلك مع تأكيد المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ويليام بيرنز سيشارك في المحادثات بين المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي يوم السبت المقبل في جنيف.
وأشار ماكورماك إلى أن اللقاء يستهدف صياغة برنامج عمل لتنظيم المحادثات الأساسية بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد.
وقد استبق المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي ذلك اللقاء بالقول إن بلاده لن تقبل أي تهديد في المفاوضات مع القوى الكبرى حول ملفها النووي.
وقال خامنئي قبل أيام من المباحثات "لقد قررت إيران المشاركة في المفاوضات، غير أنها لن تقبل أي تهديد، إن الخطوط الحمر لإيران في غاية الوضوح".
وستناقش تلك المباحثات عرضا قدمته القوى الدولية إلى إيران لتتخلى عن أنشطتها النووية الحساسة التي يعتقد الغرب أنها تهدف إلى صنع قنبلة نووية، بينما تصر طهران على أنها تستهدف إيجاد بدائل للطاقة.
وحسب مسؤول أميركي فإن بيرنز لن يجتمع مع جليلي بشكل منفرد ولن يتفاوض معه، و"سيكون هناك للاستماع فقط لا التفاوض".
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت من قبل أنها لن تشارك في أي محادثات قبل بدء المفاوضات الرسمية، ما لم توقف إيران تخصيب اليورانيوم.
وفي تطور آخر قد يوحي بمزيد من التصعيد، نقلت قناة "برس تي في" الفضائية الحكومية الإيرانية على موقعها الإلكتروني عن قائد القوات الجوية قوله إن بلاده ستجري تدريبات قتالية ودفاعية واسعة النطاق في المستقبل القريب.
وأضاف أحمد ميجاني "طورنا أسطولنا الجوي وأنظمة الرادار والأنظمة الصاروخية خلال السنوات القليلة الماضية، ونحن مستعدون الآن للتصدي لأي تهديد".
وكانت التوترات قد تصاعدت أكثر حين أجرت إيران تجربة الأسبوع الماضي لإطلاق صواريخ من بينها صاروخ تقول إنه يمكنه أن يصل إسرائيل وقواعد أميركية بالشرق الأوسط.
كما تعهدت الجمهورية الإسلامية بالرد ومهاجمة تل أبيب ومصالح الولايات المتحدة والملاحة بالمنطقة، إذا تعرضت للهجوم.
ومن جانبه ذكر قائد الحرس الثوري أن بلاده يمكنها درء أي تهديدات، وأكد أن من أسماهم أعداء إيران لا يجسرون على توجيه أي تهديد مباشر أو القيام بأي عمل ضد إيران.
وأوضح محمد علي جعفري في كلمة ألقاها بمدينة أرومية الشمالية الغربية أن واشنطن وتل أبيب أحستا "بضعفهما" في مواجهة إيران، وأضاف "بالإجراءات التي اتخذناها اقتلعنا التهديدات الموجهة إلى بلادنا من جذورها".
وكانت المحادثات بين واشنطن وطهران قد اقتصرت في السابق –منذ قطعت العلاقات بينهما عام 1979 بعد قيام الثورة الإسلامية- على مناقشات حول الحالة الأمنية بالعراق حيث تتهم الأولى الثانية بدعم المسلحين هناك.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد