ســوريــــا اولاً
الجمل : ان ما يحدث في سوريا حاليّاً من ضعوطات خارجية و استبداد داخلي و تدني المستوى الاقتصادي وتفكك مجتمعنا بظهور مصطلح الاخر . هذه الاحداث و غيرها هي عبارة عن امتحان جدّي وصعب من حيث قدرت مجتمعنا على التّعامل مع الشّروخ والانقسامات الّتي تنتشر كالوباء في جسمه الواهن، وما فيه أصلاً من ضعف مناعة.
من المسلم به أنّ هناك قوى خارجيّة تعمل على تأجيج الصّراعات الدّاخليّة وأنّ هناك مصلحة أجنبيّة وإسرائيليّة في تفكيك مجتمعنا، لكن العطب أساساً هو في الأوضاع الدّاخليّة الّتي تسمح بهذا التدخّل الخارجي، الإقليمي والدولي.
فالمجتمعات الانسانية جميعها لا تختلف عن سوريا من حيث تركيبتها القائمة على التّعدّديّة في العقائد الدّينيّة والأصول الإثنيّة، وعلى وجود صراعات سياسيّة محليّة. لكن ما يميّز الحالة لدينا هو حجم التّصدّع الداخلي و التخلف و الاستبداد الذي ادى الى الحكم على سوريا بالموت و افقدها غناها الحقيقي فسوريا أرض الرّسالات السماويّة، وأرض الثّروات الطّبيعيّة، وأرض الموقع الجغرافي الهام. وهذه الميزات الثلاث كافية لتجعل من بلادنا غنية بطاقاتها البشرية و الطبيعية.
اعود و اقول لايجوز فقط إلقاء المسؤوليّة فقط على "الآخر" الأجنبي أو الإسرائيلي .
فالنظام يتحمل المسؤولية الاولى من خلال ممارسته عبر الأربع عقود هذه المرحلة التي مازالت الى الان تقسم المجتمع السوري بين عربي و عجمي في الوقت الذي حمل الحزب الحاكم شعارات العلمانية و الوحدة الوطنية في سوريا و بالمقابل ادت هذه الممارسات الى ظهور التيارات المعارضة كردة فعل .. ردة الفعل هذه كانت خاطئة بقدر خطأ الفعل فظهرت الاحزاب الاثنية و الطائفية في كل مكان فمنها من كان علنا و منها من تقنع بالشعارات الوطنية الامر الذي سيؤدي الى افراغ المجتمع السوري من حيوته و تسهيل عملية تمزيقه دون اي حراك او مقاومة ..
غاب الولاء الوطني في سوريا عند معظم الاتجاهات و باتت ظاهرة ضعف مفهوم الانتماء للوطن متفشية بين الشرائح السياسية و طغت بدل منها سيادة الانتماءات الفئوية و الاثنية و الطائفية وبات الحديث يتجه في بعض المحافل الى حقوق الطوائف و الاثنيات و غيبت حقوق الفرد و المجتمع الواحد ..
ان العودة الحقيقة تكون في التجسيد الحقيقي لمفهوم سوريا اولا . سوريا الموحدة اجتماعيا و سياسيا .. سوريا القوية اقليميا و عربيا . قوية بوحدتها و تماسكها .
بالامس استشهد يوسف العظمة و سلم راية الاستقلال لصالح العلي و ابراهيم هنانو و سلطان باشا الاطرش . فسطرت الملاحم في غوطة دمشق .
فهل طالب كل من هؤلاء الابطال باستقلال طائفته و عشيرته بعد طرد المحتل ؟؟؟
كنان النجاري
إضافة تعليق جديد