واشنطن تخطط لمحاصرة روسيا بمحطات إضافية من الدرع الصاروخي
اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، الولايات المتحدة بمحاولة فرض حصار على روسيا من خلال مشاريع إضافية لدرعها الصاروخية، التي وصفها بأنها »هجوم استراتيجي أمني«، في وقت نفى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وجود »طموحات امبريالية« لبلاده، مشيراً إلى أنّ واشنطن تتصرف كـ»امبراطور روماني«.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي في وارسو، إن الولايات المتحدة تستعد »ليس فقط لإقامة منطقة ثالثة، بل أيضا رابعة وخامسة لنشر مكونات الدرع الصاروخية، وليس فقط على مقربة من الحدود الأوروبية« لروسيا، مشيراً إلى أن موسكو »لا ترى أي تهديد من جانب بولندا، لكننا قلنا إن هناك مخاطر على امن الاتحاد الروسي ناجمة عن قرب هذه البني الأميركية من حدودنا«.
وأضاف »لا يمكننا ببساطة تجاهل أنها (الصواريخ) على حدودنا مباشرة. انه هجوم أمني استراتيجي أميركي«، لافتاً إلى أنّ روسيا ودولا أوروبية أخرى تشعر بالقلق إزاء الخطط الأميركية لتوسيع منشاتها الدفاعية في العالم وحتى في الفضاء.
بدوره، قال سيكورسكي إن اجتماعه بلافروف ساعده »على فهم أفضل للنيات الروسية«، مطمئناً الروس الى أنه بات متأكداً، بعد تحدثه إلى مرشحي الرئاسة الأميركية، الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين، من انه ليست لدى واشنطن نيات عدوانية تجاه موسكو.
وأكد سيكورسكي الحاجة إلى إجراءات لبناء الثقة، مشيرا إلى أن الدرع الصاروخية لا تضاهي الترسانة النووية الروسية الضخمة.
وكان لافروف أكد، في مقال نشرته صحيفة »غازيتا فيبورشكا« البولندية، أن »تحليلا عسكريا بسيطا يثبت أن وجود قاعدة أوروبية للدفاع الأميركي الشامل المضاد للصواريخ، لن يكون له من هدف إلا الصواريخ الروسية«، لافتاً إلى أن »صواريخ إيران لا تشكل تهديدا لأوروبا أو الولايات المتحدة«.
من جهة ثانية، أكد لافروف أن جمهورية أوسيتيا الجنوبية لا تنوي الانضمام إلى روسيا. وقال رداً على سؤال حول هذا الموضوع »لا أدري من أين جئتم بهذه المعلومات«.
وكان الرئيس الأوسيتي ادوارد كوكويتي أعرب عن نية حكومته الانضمام إلى الاتحاد الروسي، قبل أن يتراجع لاحقاً عن تصريحاته.
وفي سوتشي، أكد بوتين أنه ليس لدى بلاده أي »طموحات امبريالية«، مذكراً بأنّ »روسيا هي التي بادرت إلى إنهاء الاتحاد السوفياتي. ولو لم تتخذ هذا الموقف، لكان الاتحاد السوفياتي لا يزال قائما«.
وأضاف »ليس لدينا أي خلاف أيديولوجي ولا أي دافع لإثارة حرب باردة، بل على العكس، لدينا الكثير من المشكلات المشتركة التي لا يمكن تسويتها بطريقة فاعلة إلا بجهود مشتركة«.
واتهم بوتين الولايات المتحدة بالتصرف مثل »امبراطور روماني«، لكنه أكد أنه »أيا كانت نتيجة الانتخابات فسنتحدث مع الرئيس الأميركي المقبل ونحتفظ بعلاقات معه«.
من جهته، قال الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف انه يجدر بواشنطن »التعاون« مع روسيا في مكافحة الإرهاب بدلا من تطوير علاقات مع »أنظمة فاسدة«، في إشارة إلى جورجيا، مشدداً على استعداد موسكو للتعاون مع واشنطن في هذا المجال.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد