هل يتمكن حلفاء أولمرت من تأمين الحصانة التي تحميه من السجن
الجمل: بعد إعلان حزب كاديما رسمياً عن فوز تسيبي ليفني بزعامة الحزب، تبقى الجزء الثاني من السيناريو الذي يتمثل في تقديم زعيم كاديما السابق إيهود أولمرت استقالته للرئيس الإسرائيلي طالباً التنحي عن منصب رئيس الوزراء.
* ماذا تقول الوقائع الجارية:
تقول التسريبات الواردة في صحيفة أورشليم بوست الصادرة اليوم بأن أولمرت قد تحدث أمام جلسة مجلس الوزراء قائلاً بأنه قرر الاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء، وتقول التسريبات بأن حديث أولمرت قد جاء في بداية جلسة المجلس التي عقدها بالأمس وأشارت التسريبات إلى أن أولمرت استمر بعد ذلك في الإشراف على تسيير جدول أعمال جلسة المجلس.
وأضافت التسريبات بأن حديث أولمرت أمام المجلس تصمن الإشارة إلى النقاط الآتية:
• إن قرار الاستقالة صعب القيام به ولكنه سيقوم بذلك وفاءً لوعده للشعب الإسرائيلي.
• الحكومة الإسرائيلية الحالية من أفضل الحكومات وقد قامت بإنجازات جيدة لإسرائيل.
• التمنيات لوزيرة الخارجية وزعيمة كاديما تسيبي ليفني أن تقوم بأسرع وقت ممكن بتشكيل الحكومة الجديدة.
• التزام أولمرت بالوقوف إلى جانب ليفني وتقديم المساعدة لها طالما أن القيام بأعباء تشكيل الحكومة وتسيير أعمالها يعتبر من المهام الشديدة الصعوبة.
* كيف سيقدم أولمرت استقالته:
تقول المعلومات الواردة من تل أبيب بأن المشاورات جارية على قدم وساق من أجل ترتيب وتنسيق تقديم الاستقالة وحالياً هناك خيارات حول التوقيت المناسب لتقديم الاستقالة.
• الخيار الأول: أن يتم تقديمها في يوم الأحد قبل سفر الرئيس بيريز إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
• الخيار الثاني: أن يتم الانتظار ريثما يعود الرئيس بيريز في يوم 2 تشرين الأول القادم وتقديمها له بعد ذلك.
هذا، وبمجرد أن يستلم الرئيس بيريز استقالة أولمرت سيطلب عقد اجتماع مع زعماء القوى السياسية الممثلة في الكنيست والبالغ عددهم 13 زعيماً لجهة التشاور معهم حول من يجب تعيينه لتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة، قبل أن يقوم رسمياً بتعيين ليفني زعيمة كاديما الجديدة، ومن الواضح أن مشاورات الرئيس بيريز مع الزعماء السياسيين هي لمجرد القيام بمراجعة اللحظة الأخيرة للتعرف على الرأي النهائي والسائد داخل الكنيست بحيث إذا كانت هناك مجموعة من زعماء الكنيست تطالب بتعيين شخص آخر بخلاف ليفني فإن موافقة الرئيس بيريز على الطلب ممكنة ولكن بشرط أن يكون لهؤلاء الزعماء عدد من المقاعد يكفي لبناء الأغلبية المطلوبة داخل الكنيست.
هذا، ويعتبر اجتماع مشاورات بيريز مع رؤساء الكتل والقوى البرلمانية في الكنيست هو الأكثر خطورة بسبب احتمالات أن يتوافق بعض أعضاء الكتل ضمن ما يعرف بتحالف اللحظة الأخيرة والذي قد يكون مفاجئاً بما فيه الكفاية لإقصاء تسيبي ليفني عن الرئاسة، وبرغم استبعاد معظم المحللين لاحتمالات وقوع ذلك، إلا أن الحقيقة القائلة بأن السياسة هي فن الممكن قد تجعل من حدوث هذا السيناريو ممكناً، خاصةً وأن الكثير من المحفزات التي قد تدفع باتجاه ذلك ما تزال موجودة ومن أبرزها:
• ارتفاع سقف مطالب حزب شاس.
• معارضة حزب إسرائيل بيتنا.
• قابلية العديد من نواب كاديما للوقوف إلى جانب الجنرال موفاز خصم ليفني.
• احتمالات وقوف بعض نواب حزب العمل مع شاؤول موفاز.
وعلى هذه الخلفية يمكن لموفاز إذا وجد الدعم من حزب العمل وحزب شاس وحزب إسرائيل بيتنا وحزب الليكود أن يقوم بتشكيل ائتلاف داخل الكنيست رغم أنف كاديما وما يقرب من نصف عضوية كاديما يقفون إلى جانبه.
* أولمرت وسيناريوهات ما بعد الاستقالة:
تجاوزت إجراءات الشرطة الإسرائيلية مرحلة التحقيقات وتقول التسريبات بأن الشرطة قد أعدت مذكرة تطالب بتوجيه الاتهام رسمياً ضد أولمرت بناء على ثلاثة قرائن تشير بوضوح إلى تجريم أولمرت. وقد بذل أولمرت المحاولات المستميتة لجهة:
• صرف انتباه الرأي العام الإسرائيلي عن ملف الفساد.
• استخدام حلفائه داخل الحكومة من أجل تمرير مشروع القانون الذي يمكن أن يوفر له الحماية والحصانة اللازمة.
وتقول التسريبات الإسرائيلية بأن آخر المحاولات لإنقاذ مركب أولمرت الغارق جاءت على يد صديقيه دانيال فريدمان وزير العدل الإسرائيلي وحاييم رامون عضو الكنيست الإسرائيلي وذلك عندما قاما بالتواطؤ لجهة القيام بتمرير تشريع يحد من سلطة المحكمة العليا الإسرائيلية في إصدار الأحكام المتعلقة بدستورية أو عدم دستورية قرارات الكنيست الإسرائيلي ولكن حزب العمل تحرك وقام بإحباط المحاولة الانقلابية القانونية – الدستورية التي كان يخطط لها أولمرت وحلفاؤه.
وحالياً تستعد الساحة السياسية الإسرائيلية ليس لوداع أولمرت وخروجه وإنما لرؤيته وهو يقف وراء القضبان ومواجهة القضاء الإسرائيلي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد