المالكي: مستعد لتنازلات لتمرير «المعاهدة»
أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، أمس، أن التوصل إلى »معاهدة استراتيجية« بين بغداد وواشنطن مهم للبلدين، مشيرا الى استعداده لتقديم تنازلات في بعض بنودها لا سيما ما يتصل بحصانة جنود الاحتلال.
في هذا الوقت، أكد رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى العراق هاني خلاف، بعد اجتماعه بالأمين العام للجامعة عمرو موسى في القاهرة، أنه »سيسعى للتركيز في مهمته في العراق التي ستبدأ قريبا على الدور الإنساني والاجتماعي للجامعة العربية، ليضاف لجهودها في موضوع المصالحة الوطنية«.
وأشار خلاف إلى »قضايا مهمة مثل المعتقلين السياسيين والسجون من دون محاكمات، وأوضاع عدد من ضباط الجيش العراقي الذين لم يكن لهم دور في سياسات النظام السابق بحيث يكون لهم الحق في الحياة ودخل منتظم يكفيهم، ومسألة فرص العمل المتاحة للجميع، وهل فيها تمييز على أساس المحاصصة أو الطائفة«.
الى ذلك، قال المالكي لوكالة »اسوشييتد برس« في المنطقة الخضراء في بغداد، انه مستعد لتقديم تنازلات في القضايا الشائكة من المعاهدة، بينها حصانة جنود الاحتلال، إلا انه حذر من أن البرلمان العراقي لن يصادق على »معاهدة« تضر بسيادة البلد، موضحا أن »الضغط من اجل تمرير مثل هذا الأمر سيؤدي إلى نزاع سياسي سيهدد وحدة الحكومة«.
وتحدث المالكي مطولا عن المعوقات التي يواجهها في محاولة تمرير الاتفاقية »التاريخية« مع واشنطن، والتي ستحكم طريقة عمل قوات الاحتلال في العراق بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة نهاية العام الحالي. وأشار إلى أن العراق يمكن أن يساعد الاقتصاد الأميركي عبر تسلم المزيد من المسؤوليات الأمنية.
وأكد المالكي إصراره على التوصل إلى »معاهدة« تسمح للاحتلال بالبقاء في العراق ما بعد العام المقبل. وقال »نعتبر أن المفاوضات والتوصل إلى اتفاق مهمة وطنية تاريخية. انه اتفاق مهم جدا يرتبط باستقرار البلد وأمنه ووجود القوات الأجنبية. إن له بعدا تاريخيا«.
وأشار المالكي إلى انه »مستعد للموافقة على تقديم حصانة للقوات الأميركية خلال قيامهم بالعمليات العسكرية، وتقديمهم إلى المحاكم العراقية خارج هذا الأمر«. وأعرب عن اعتقاده انه إذا تم حل هذا الأمر فان »القضايا الأخرى المعلقة« ستحل سريعا. وقال »إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في الأول من كانون الثاني المقبل، فان على القوات (الأجنبية) البقاء في قواعدها ومن ثم وضع خطة لانسحاب سريع...هذا الأمر ليس في مصلحة العراق أو الولايات المتحدة. إن حاجتنا إلى قوات التحالف تتناقص إلا أنها لا تزال مطلوبة«.
وأشار المالكي إلى أن »الضغوط تأتي من جميع الجهات (لرفض المعاهدة)، إلا أننا مصممون على التغلب على جميع هذه الصعوبات والضغوط، لأننا نريد لهذه الاتفاقية أن تمر، وسنواصل التقدم إلى الأمام رغم كل ما يقال«.
من جهة أخرى، قال رئيس »كتلة الائتلاف العراق الموحد« البرلمانية علي الأديب، لصحيفة »الصباح«، إن إيران أبدت استعدادها للمشاركة في جولة مفاوضات رابعة قريبا مع بغداد وواشنطن حول امن العراق، و«بغداد بانتظار رد الجانب الأميركي لعقد جلسات جديدة« في العاصمة العراقية.
من جهة ثانية، أعلن الجيش الأميركي مقتل احد جنوده بنيران اسلحة خفيفة شرقي بغداد. واشار الى انه قام بإجراءات لتسريع عملية إطلاق السجناء في شهر رمضان، حيث تم الإفراج عن ٢٤٠٠ معتقل خلال أربعة أسابيع، مؤكدا أن »هؤلاء لم يعودوا يشكلون تهديدا امنيا«. وقررت السلطات العراقية السماح للأطباء بحمل السلاح دفاعا عن النفس، في خطوة غرضها حماية الكــفاءات التي غادرت أعداد كبيرة منها إلى الخارج اثر تعرضها لمضايقات وتهديدات وأعمال عنف.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد