إيران تربط وقف التخصيب بضمان التزود بالوقود

قال مسؤول إيراني في الملف النووي، أمس، إن الجمهورية الإسلامية مستعدة لدرس وقف تخصيب اليورانيوم إذا ضمنت إمدادات الوقود النووي من الخارج. وشدد وزير الخارجية منوشهر متكي على أن طهران لن تستدرج إلى طريق بلا نهاية في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين قدر الرئيس السابق لفريق مفتشي الأمم المتحدة لأسلحة الدمار إلى العراق أن إيران أنجزت 80% من الطريق للحصول على قنبلة نووية.           

وأوضح سفير إيران لدى الوكالة الدولية علي أصغر سلطانية أمس، في بروكسل أن إيران تصر على التخصيب لأن الآلية الدولية القانونية الملزمة لتزويدها بحاجتها من الوقود النووي، لم تقدم الضمانات الكافية لإقناع بلاده بأنها ستحصل على هذا الوقود. ولم يستبعد أن تدرس طهران وقف التخصيب إذا تحققت هذه الآلية القانونية، وتوفرت الضمانات.

من جانبه قال متكي في محاضرة ألقاها بمركز أبحاث في نيويورك، ان واشنطن تسترسل في “كذبة ضخمة” بشأن طموحات إيران النووية، وأكد أن بلاده ستمضي قدماً في برنامجها النووي، وليست لديها طموحات لاقتناء أسلحة نووية. وأكد تعاون إيران مع الوكالة الدولية، لكنه شدد على أن بلاده لن تسمح بأن تدفع إلى طريق بلا نهاية، مشيراً إلى أن هذا الطريق توجهه الولايات المتحدة.

وفي واشنطن قدر الرئيس السابق لفريق مفتشي الأمم المتحدة لأسلحة الدمار إلى العراق أن إيران أنجزت 80 في المائة من الطريق للحصول على قنبلة نووية إلا أن ال 20 في المائة المتبقية أمامها هي في تقديره أصعب مرحلة، وأنه سيكون أمام إيران ما بين 2- 5 سنوات للحصول على سلاح نووي.

وقال ديفيد كي الذي تحدث أمام جمع من الخبراء بمركز نيكسون لدراسات الأمن الأمريكي والاستراتيجية، ان إيران تعمل على برنامجها النووي منذ 20 عاماً وذلك دون أن تنجح في صنع السلاح النووي إلا أن لديها إصراراً على الحصول عليه، ودعا كي الولايات المتحدة إلى التوقف عن النظر في إمكانية قصف المواقع النووية الإيرانية، وقال “لا يجب على الولايات المتحدة النظر في قصف هذه المواقع إلا إذا كان لدى إيران سلاح بالفعل ستنقله إلى مجموعات إرهابية أو سيقع في أيد غير أمينة”.

وشدد كي على أن أفضل السبل للتعامل مع إيران هو جمع تأييد دولي للضغط عليها بدلاً من قصفها، مع قيام واشنطن بعرض ضمانات أمنية لجيران العراق وأن تقوي الاستقرار والتنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط.

وجاءت دعوة كي للضغط على إيران سياسياً، متماشية وآراء بدأت تنتشر في العاصمة الأمريكية تقلل من شأن حصول إيران على السلاح النووي إذا تمكنت واشنطن من التأكد من وجود نظام إيراني حاكم مأمون، ومتحالف تماماً كما كانت أيام إيران الشاه، وهي الأفكار التي تؤيد بقوة إحداث تغير في نظام الحكم بكافة الطرق بما فيها التحرك على الساحة الداخلية الإيرانية وبواسطة معارضي الخارج.

على صعيد آخر وللمفارقة، حوّل مجلس الشيوخ الأمريكي قراراً تم تمريره أمس بأغلبية 86 صوتاً مقابل رفض 13 صوتاً بالموافقة على اتفاقية التعاون النووي بين الولايات المتحدة والهند، وهي ذات الاتفاقية التي مررها مجلس النواب مؤخراً. وبموجب هذه الاتفاقية التي تنتظر توقيع الرئيس الأمريكي  والمتوقع أن يسارع بتوقيعها فإنه سيكون بمستطاع الهند الحصول على وقود يورانيوم من الولايات المتحدة، مما سيتيح لها إنتاج المزيد من السلاح النووي، حيث لا تضع المعاهدة الجديدة أية شروط على الصناعة النووية العسكرية الهندية.

وسيكون أيضاً بمستطاع الهند الحصول على أحدث وكل التكنولوجيا والمعدات النووية من الولايات المتحدة، كما سترفع تماماً أية قيود مفروضة على حصول الهند على هذه التكنولوجيا.

وقال محللون إن سرعة موافقة الكونجرس على ميثاق التعاون النووي مع الهند يؤكد الطموح الأمريكي في تقوية جيران منافس المستقبل “الصين” نووياً وتكنولوجياً وهو توجه يستهدف حصار الصين واستخدام الهند كجدار ردع للجوار الصيني، ولذا فاتفاقية التعاون النووي الهندي- الأمريكي تعتبر لدى صناع القرار في واشنطن خطوة واسعة لتقوية حليف في مواجهة عدو، وتأثيراتها ستمتد لعقود طويلة قادمة.

جدير بالذكر أن الهند تنوي تخصيص 14 مليار دولار كميزانية للعام المقبل لتغطية مشترياتها من الاحتياجات النووية وهي لن تشمل الشراء فقط من السوق الأمريكي بل من دول أخرى مثل فرنسا وروسيا.

المصدر: وكالات