مهرجان تدمر .. بين تألق التراث والحداثة
برعاية المهندس محمد إياد غزال محافظ حمص افتتح يوم أمس الأول مهرجان تدمر الثقافي في دورته الثانية بحضور عدد من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية وحشد من الفنانين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي.
وقد ألقى المهندس محمد إياد غزال كلمة الافتتاح مرحباً فيها بالضيوف والمشاركين مشيراً إلى أهمية إقامة المهرجان بمدينة تدمر الأثرية التي غدت محط أنظار السياح من مختلف دول العالم، نظراً لأهميتها التاريخية والحضارية، فهي مدينة التاريخ والحرية، مدينة زنوبيا عروس البادية التي منحها الامبراطور هادريان لقب المدينة الحرة في عام 139م. وأكد المهندس غزال أن مهرجان تدمر ليس استحضاراً للتاريخ فقط، بل هو انطلاقة حية نحو مستقبل واعد لتحقيق رؤية السيد الرئيس بشار الأسد في أن تستعيد تدمر مكانتها التجارية والثقافية والحضارية بين الأمم.
وأضاف: «إن المهرجان الذي نحتفل بافتتاحه ليس مهرجاناً بالمعنى الحرفي، بل هو حلقة من حلقات البناء التنموي الذي بدأنا به في مدينة تدمر ومحيطها وعلى مستوى محافظة حمص، فلم يعد ذلك الوعد حلماً كما كان، بل أصبح واقعاً ملموساً وحقيقة واقعة، بدأنا نتلمس نتائجه مستلهمين من فكر الرئيس بشار الأسد بأن الإنسان يجب أن يكون غاية التنمية وأهدافها»، متوجهاً بشكره مع أبناء محافظة حمص للسيد الرئيس على دعمه واهتمامه المستمر بالمهرجانات الثقافية، والملتقيات الفكرية إيماناً منه بالدور الفاعل لما يقوم به رجال الفكر والثقافة في عملية التطوير والتحديث.
ثم قدمت فرقة «نار الأناضول» التركية على المسرح الروماني عرضا فنيا مستوحى من الأسطورة التركية حول الجبل الخالد «نمرود» التي تحكي بأن حريقاً كان قد وقع في الجبل الذي تصل قمته الى عنان السماء، وبذلك أصبح الكون مباركاً مطهراً عندما غمس اللهب مع لغة الجسد المقدسة، وقدم إلى الشمس، وقد شهد هذا المكان أول ذكرى للسلام في العالم، حيث تعانق فيه الشرق مع الغرب، كما ركز العمل على فكرتي الخير والشر والصراع الأزلي بينهما، ولكن هناك دائماً فسحة أمل تظهر فجأة في صورة الدفء البشري، أو شرارة لهب، أو في ريح غامضة منادياً كل الأرواح البشرية ليشاركوا في رقصة الدوران السريع السحرية، والطبول تقرع من أجل السلام.
ويصطف الخير مقابل الشر، يتقاتل الجيشان، والنساء تسارع لنشر السلام، فتتشابك الأيدي ويقسمون إيمان الولاء للسلام.
الفكرة الرئيسة التي طرحها العرض فكرة لقاء الحضارات وحوارها وتمازجها وقد عبّر عن ذلك من خلال اللوحات الفنية الراقصة المستوحاة من مختلف الفنون الشعبية التركية والإسلامية وفنون الأقليات التي تعيش على جانبي البحر المتوسط وبحر إيجة.
وفي اليوم التالي بدأت فعاليات المهرجان بمسرح الأطفال فقدمت مسرحية سندريلا للأطفال على مسرح المركز الثقافي بتدمر، وفي المساء أحيا الفنان فارس كرم حفلاً فنياً ساهراً على المسرح الروماني.
ويتابع المهرجان فعالياته عبر تقديم مجموعة من النشاطات الفنية والثقافية التي تعكس التراث اللامادي في مدينة تدمر.. وتنظيم برنامج رحلات للمواقع الأثرية، وستشهد الخيمة الثقافية التدمرية افتتاح معرض وملتقى التشكيل السوري الاسكندنافي ويتضمن عرضاً فنياً يقدم فيه الفنانون تجربتهم الفنية، ولقاء مفتوحاً مع الفنانين المشاركين السوريين والاسكندنافيين، كما سيقام على هامش المهرجان أيام الثقافة السوريةالقطرية، التي تشمل افتتاح السوق التراثية القطرية السورية، وسباق الهجن، وعروض للمهن التراثية الشعبية والحرف النسائية القديمة بالإضافة الى معرض للكتاب، وأمسية شعرية نبطية، وليلة غنائية قطرية يشارك فيها الفنانون فهد الكبيسي وغانم شاهين.
وتشمل عروض اليوم مسرحية «مغامرة في مدينة المستقبل» وهي مسرحية خاصة للأطفال تعرض على مسرح المركز الثقافي في تدمر، وفي المساء يحيي الفنان مروان خوري حفلاً فنياً على المسرح الروماني.
عزيزة سبيني
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد