لارسن يروّج للتقارب مع سوريا
يبدو أن القرار 1559 لم يعد يشغل ناظره تيري رود لارسن كثيراً في الفترة الماضيّة، في ظل التحوّلات الدوليّة، التي أفقدت القرار زخمه، ما دفع لارسن إلى التركيز على اتجاه آخر، والترويج لـ«خطة سلام» جديدة في المنطقة، تكون سوريا في صلبها.
وخلال الدورة الثالثة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي اختتمت الأسبوع الماضي، كان لارسن نشطاً بين الوفود الخليجية. ونقل عنه قوله لدبلوماسي خليجي إن الأوراق «اختلطت بسرعة كبيرة في الشرق الأوسط»، داعياً إلى إعادة ترتيبها بطريقة مختلفة «بالتكيّف مع الواقع المستجدّ».
ونصح الدبلوماسي النرويجي أصدقاءه الخليجيين بضرورة تبني الحقائق الجديدة على الأرض. ومضى إلى أبعد من ذلك ليروج لفكرة التعاون الوثيق مع سوريا لكونها الدولة التي «ينبغي فصلها عن المحور الإيراني بأي ثمن».
ونقل دبلوماسيّون عن لارسن أنه حثّ بعض الدول «على دعم سوريا اقتصادياً، والانفتاح عليها سياسياً، وتشجيع مفاوضاتها مع إسرائيل بكل الوسائل، والتراجع عن فكرة العزل». لكن بعض تلك الدول الكبرى لا يجيد المناورة أو الاستدارة السريعة وفق المقتضى. وتعنّت متمسكاً بمواقفه في التعاطي مع سوريا.
ونبّه لارسن بعض المسؤولين العرب إلى طبيعة المرحلة الانتقالية الجديدة في الولايات المتحدة، التي تختلف عن سابقاتها. ليس لأن الانتخابات الرئاسية على الأبواب وحسب، بل لأن التغيّر في السياسة الأميركية قد يكون عميقاً للغاية نظراً للانكفاء الأميركي شبه المحتوم إلى الداخل نتيجةً للأزمتين المالية والجورجية.
ومن ضمن ما نقل عن لارسن خلال الجمعية العامة أنه طلب وقتاً من أجل «التخطيط لعملية سلام جديدة». عملية تأتي «بعد حدوث متغيّرات تعيد تحديد الأوضاع». لكنه أقر بأن المشكلة تكمن في فقدان الرؤية الموحدة لدى القوى الغربية. فهي غارقة في مشاكلها السياسية الداخلية الناجمة عن أزماتها الاقتصادية المتفاقمة.
وحثّ لارسن دولاً خليجية غنية على تعزيز علاقاتها بروسيا في المرحلة المقبلة وإقامة مشاريع اقتصادية وعسكرية معها. غير أنه «بقي غامضاً في كلامه»، حسب قول أحد الدبلوماسيين في نيويورك، الذي أضاف: «ربما لأن الأفكار لم تكتمل لديه بعد. أو أنه ينتظر نتائج خلط الأوراق السياسية في العالم».
نزار عبود
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد