38 حادثاً على كورنيش 8 آذار بحمص في أقل من عام
قالوا لنا وهم ينظرون الى السيارات التي تمر بسرعة خاطفة للأنفاس على الكورنيش «8 آذار» قالوا «وهم أصحاب بعض المحال في حي الأرمن الجنوبي بحمص»: «لقد وقع أكثر من عشرة حوادث خلال عشرين يوماً».
كانوا يتحدثون إلينا فيما اعينهم معلقة بأطفال المدارس وهم يقطعون ـ في وقت انصرافهم ـ 28 متراً «14 متراً لكل حارة مرورية من «كورنيش 8 آذار» نضيف إليها أمتاراً اخرى لشارعين تخديميين، أي على طلاب المدارس هؤلاء ان يقطعوا أربع حارات مرورية أخطرها في الوسط حيث يتوسط الـ28 متراً منصف يضيق بأمتاره القليلة».
أما بالنسبة لتلاميذ المدارس الابتدائية هؤلاء، فإنهم ما بين شد وجذب في محاولاتهم لقطع هذه الشوارع العريضة جداً، ما يجعلك تفترض انهم يحملون في مخيلتهم صور الخوف من ان تنال منهم احدى تلك السيارات المسرعة تماماً كما نالت من فتاتين صغيرتين في حادث سير لم يمض عليه الكثير بل وحدث قبل عيد الفطر بيوم واحد فقط.
وموقع الحادث ـ هو أرمن جنوبي.
ونقطة ـ العلام ـ خزان كهرباء قديم للاسكان وتجمع سكني ومدرسي، ربما ثلاث او اربع مدارس.
- وفي منزل ذوي الطفلتين «اللتين فارقت احداهما الحياة» قال أحدهم: «لقد اطلقنا عليه اسم طريق الموت.. فهو غير مضاء ليلاً ولا توجد به اشارات ضوئية ولا اشارات للمشاة ولا معابر ولا مطبات ولا أثر لشرطةالمرور».
جدة الفتاة الضحية قالت عن حفيدتها: لن يكفيني ما تبقى من عمري للحديث عنها.. ولماذا افعل فهل سيعيدها ذلك الينا...؟
والدة الفتاة لم تظهر ولم تقبل بأن تفعل...
ثم ما لبث ان تقاطر الى المنزل هذا .... الكثير من الجوار وكل يحكي قصته.. فأحدهم ورغم حالته المادية المتواضعة اخذ يستأجر يومياً سيارة اجرة لايصال اولادهم الى المدرسة ذهاباً واياباً خوفاً من تعرضهم لحادث ما..
والبعض الآخر أشار الينا ان نذهب الى منزل احدى المعلمات التي دفعت حياتها ثمناً في الموقع نفسه، وأن نذهب الى منزل عجوز ما زال حياً رغم تعرضه لحادث في الموقع نفسه.
أما نحن فلم نفعل ولم نذهب لأنه بدا لنا أن سبحة الضحايا طويلة..
- مدير مؤسسة المواصالات الطرقية بحمص م. علي حمود قال: لقد خطط لكورنيش 8 آذار ان يصل بين طريقي حماة ودمشق، ويقسم الى اقسام منها ما يتبع لمجلس مدينة حمص، ومنها يتبع للمؤسسة، وتقع خارج المدينة واحيائها السكنية.
واضاف المهندس حمود: لقد سبق وان لفت نظر مجلس المدينة أو نبهه الى ان فتح السير في الأجزاء المنتهية اعمالها من الكورنيش دون الاخذ بالاعتبار عوامل السلامة المرورية ولو مؤقتاً الى حين الانتهاء من كل الاعمال وذلك سيكلف حياة العديد من الاشخاص.
وقال ايضاً: «لدى المؤسسة عقدة منتهية الاعمال في موقع تقاطع طريق تدمر مع كورنيش 8 آذار، لكن السير لم يفتح به بعد ولو فتح لكان حصد ضحايا أكثر بكثير».
- أما مصادر فرع مرور حمص فسجلت 38 حادثاً منذ بداية العام الحالي وحتى منتصف شهر تشرين الاول وقد بلغت الاضرار الجسدية «18».
وأيضاً حسب مصادر «مرور حمص» فإن انجاز هذا الكورنيش لم يكتمل بعد، وهو يتقاطع مع عدد من الدوارات داخل المدينة مثل دواري «البياضة والزهراء» والتي تشكل نقاط ازدحام سير كثيف خاصة مع اوقات انتهاء الدوام في الدوائر الرسمية، كما ويتقاطع الكورنيش مع شوارع فرعية في احياء مكتظة بالسكان، ويحدث غالباً ان تستمر الآليات في سرعتها العالية رغم المارة ورغم وجود المدارس وطلابها خاصة في المواقع التي توجد بها اربع حارات مرورية معبدة بشكل جيد...
وتضيف «مصادر المرور» اقتراحاتها بوضع مطبات عريضة في المواقع الحرجة وتجهيزها بالكهرباء وزرع الاشارات الضوئية اللازمة، واجراء دراسة لموقعي دواري «الزهراء والبياضة».
- لقد عزت رئيسة مجلس مدينة حمص م. ناديا كسيبي هذه الحوادث وغيرها الى قلة الوعي لدى المواطن والى نقص اهتمام الآباء بأبنائهم والى رعونة السائقين، والى حاجة هذه المواقع لعناصر من شرطة المرور.
وحسب مجلس المدينة لا تزال اعمال الكورنيش غير منتهية في اكثر من موقع لكن الانتهاء سيحدث قريباً خلال اشهر قليلة قادمة، وعند الانجاز ستوضع كافة عوامل السلامة والامان من ممرات للمشاة واشارات وغيرها.
والى ان يحدث ذلك وكحل سريع اسعافي وجهت المهندسة كسيبي المهندس المسؤول عن المشروع بوضع مطبات مطاطية في نقاط تواجد المدارس.
- الم تفترض احدى الجهات المحلية بحمص ان حوادثا ما ستقع خاصة في ظل غياب الاشارات التحذيرية والمرورية ومعابر المشاة وشرطة المرور ايضا وفي ظل وجود مدارس واكتظاظ بشري وسرعات عالية؟
وهل لم يسمع احد منهم بأن هناك من ثكل بأحد احبائه؟
والآن بعد ان سمعوا.. هل سيفعلون شيئاً؟
ام ان الامر سيان.. كما هو الحال في معالجة وضع مماثل امام كراج انطلاق البولمانات؟
هالة حلو
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد