اعتراضات غربية على اتفاقية مرتقبة بين دمشق والوكالة الذرية
ذكرت وثيقة لوكالة الطاقة الذرية الدولية أنه من المتوقع أن تقترح الوكالة إبرام اتفاقية مساعدة فنية مع سورية لإجراء دراسة جدوى اقتصادية لإقامة محطة كهربائية تعمل بالطاقة النووية في سورية، إلا أن دبلوماسيين غربيين لم يكشفوا عن أسمائهم سرعان ما أبدوا اعتراضاتهم على هذه الاتفاقية.
وتضمنت الوثيقة، التي تم تسريبها لوكالات الأنباء، عرضاً بمبلغ 350 ألف دولار في الفترة من 2009 وحتى 2011 لتمويل إجراء «دراسة جدوى فنية واقتصادية واختيار موقع» لإنشاء محطة للطاقة، ومن المتوقع أن تعرض الوكالة مشروع الاتفاقية على اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يعقد بعد أسبوعين في مقر الوكالة في العاصمة النمساوية فيينا.
وقال أحد الدبلوماسيين العاملين لدى الوكالة: إن تمويل هذه الدراسة يمثل مشكلة للدول الغربية التي تمول أغلب موازنة الوكالة إلى جانب أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وغيرها من الدول الكبرى الأعضاء في مجلس محافظي الوكالة الخمس والثلاثين تعتقد أن إبرام هذه الاتفاقية يبعث ما وصفوه «برسالة خاطئة إلى سورية».
وأعلن دبلوماسي أوروبي أن موضوع هذه الاتفاقية أثير في اجتماع لبعثات الدول الغربية لدى الوكالة، مضيفاً: إن ممثلي هذه الدول أثاروا تساؤلات عن توقيت عرض هذه الاتفاقية وإنه من السابق لأوانه إبرامها قبل حل عدد من القضايا العالقة.
لكنهم أضافوا: إن تحرك الولايات المتحدة وحلفائها المقربين لمنع مشروع «التعاون الفني» خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة يعقد خلال أسبوعين أو عدم الإقدام على مثل هذا التحرك سيتوقف على نتائج تقرير عن تحقيق تجريه الوكالة بشأن سورية من المقرر أن يصدر الأسبوع القادم.
ووضعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية سورية على قائمة الدول الخاضعة للمراقبة في شهر نيسان الماضي بعد تلقيها مزاعم من الولايات المتحدة حول ما وصفته بمشروع المفاعل النووي السوري في موقع الكبر شمال شرق سورية الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية في أيلول من العام الماضي.
وأكدت سورية أن الموقع كان عبارة عن منشأة عسكرية غير مستخدمة وأنها لا تقوم بأي أنشطة نووية سرية، وقبلت بزيارة فريق للوكالة الذرية الموقع وسهلت عملية التفتيش.
وبموجب الاتفاقية المقترحة ستقوم الوكالة بإجراء دراسة جدوى فنية واقتصادية حول إقامة محطة توليد كهرباء تعمل بالطاقة النووية واقتراح الموقع المناسب لها في سورية، وهي من النوع الذي تنفذه الوكالة في العديد من الدول الأعضاء التي تسعى إلى تطوير استخدامات سلمية للطاقة النووية، كما أنها واحدة من ثمانية مشروعات مقترحة للتعاون الفني في سورية، والمشروعات الأخرى المخصصة لسورية تشمل مشروعات في الاستخدامات الطبية والزراعة وتطبيقات السلامة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد