رحيل صلاح الدين حافظ
بعد حياة حافلة بالعطاء لصاحبة الجلالة، رحل أمس الأول الكاتب المصري الكبير صلاح الدين حافظ، مدير تحرير صحيفة »الأهرام« الدولية والأمين العام لاتحاد الصحافيين العرب، عن عمر يناهز ٧٠ عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
وذكرت وكالة »أنباء الشرق الأوسط« الرسمية أمس، أن حافظ الذي كان يعاني من مرض السرطان، لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أسابيع من ملازمته أحد مستشفيات القاهرة.
وكان حافظ مديراً لتحرير جريدة »الأهرام« الحكومية منذ العام ١٩٨٥ وحتى العام ،٢٠٠١ وشغل في الآونة الأخيرة منصب رئيس تحرير »الأهرام الدولية« (الطبعة العربية للصحيفة)، وظلّ يكتب فيها حتى آخر أيام حياته. وكان عمل بعد تخرجه من كلية الصحافة في جامعة القاهرة في صحف »الأخبار« و»التعاون« و»الشعب« قبل أن ينتقل إلى »الأهرام« منذ العام .١٩٦٥ وسرعان ما أصبح أصغر سكرتير عام (بولاية من أربع سنوات) لنقابة الصحافيين المصريين في العام ،١٩٦٧ وأعيد انتخابه في العام .١٩٧٣ ثم انتخب الراحل أميناً عاماً لإتحاد الصحافيين العرب لعام واحد في ،١٩٧٦ وأعيد انتخابه في العام ،١٩٩٦ بعد عودة مقر الاتحاد إلى القاهرة من بغداد، حيث كان انتقل إثر توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل في العام .١٩٧٩ وبقي في هذا المنصب حتى وفاته.
إلى ذلك، شغل حافظ مناصب مدير تحرير »الراية« القطرية (١٩٨١ـ ١٩٨٤)، ورئيس تحرير مجلة »الدراسات الإعلامية« منذ العام .١٩٨٤ وحاضر في جامعتي القاهرة وقطر.
ألّف الراحل ١٢ كتاباً آخرها »تحريم السياسة وتجريم الصحافة«، الذي انتقد فيه بقوة التعرض لحرية الصحافة في مصر، كما سبق وفعل في كتابيه »أحزان حرية الصحافة« و»نزيف الوعي«، ويقول في مقدمته: »الصحافة في جوهرها تشتغل بالسياسة، والسياسة من ناحيتها تمارس الصحافة، والمعنى هنا أن الصحافيين سياسيون بالضرورة، والسياسيين صحافيون بحكم العمل«.
كما اشتهر لحافظ في المؤلفات السياسية خاصة كتاب، »كراهية تحت الجلد« الذي يتناول العلاقات المركبة بين العرب والولايات المتحدة. ولحافظ الذي ترك الكثير من الدراسات والبحوث العلمية والمقالات الصحافية أقوال تقتبس عنه، أبرزها: »إذا أردنا البقاء في التاريخ، لابد أن نعيد للعقل قيمته، وللتفكير والاجتهاد احترامهما، وللحرية والحقّ شرفهما«.
ولعميد صاحبة الجلالة جوائز صحافية عدة: الميدالية الذهبية للمنظمة العالمية للصحافيين؛ وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى؛ جائزة مصطفى وعلي أمين؛ شهادة الاستحقاق من جامعة القاهرة؛ وسام الصحافة العربية (٢٠٠٢)؛ جائزة تريم عمران لرواد الصحافة (٢٠٠٤)؛ وآخرها الجائزة التقديرية للصحافة التي تمنحها النقابة المصرية لرموز الصحافة سنوياً، وتعتبر أرفع الجوائز الصحافية شأناً.
طوال حياته المهنية، تبنى حافظ مواقف سياسية مستقلة، وظلّ يدافع عن الحريات العامة والحريات السياسية وحرية التعبير والعدالة الاجتماعية، وكان ينتقد السلطة السياسية بجرأة حتى آخر أيامه. وهو من ساعد في تأسيس »المنظمة العربية لحقوق الإنسان« في العام .١٩٩٠ وآذار ،٢٠٠٦ كان في طليعة من رفعوا الصوت احتجاجاً على »بطء الإصلاح الديموقراطي« في مصر، حين وقف القضاة والصحافيون جنباً إلى جنب للمطالبة بإصدار قوانين تكفل استقلاليتهما.
وقبل وفاته بأشهر، أطلق صلاح الدين حافظ دعوة إلى عقد مؤتمر للمثقفين المصريين لتشخيص المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها مصر، واضعا تصورا لعلاجها، لكن مرضه حال بينه وبين تجسيد الدعوة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد