وزراء الإعلام والاتصالات العرب يرفعون «بيان دمشق» إلى قمة الدوحة

18-11-2008

وزراء الإعلام والاتصالات العرب يرفعون «بيان دمشق» إلى قمة الدوحة

دعا الرئيس بشار الأسد إلى «الارتقاء» بالخطاب الإعلامي العربي واعتبر أنه يمكن أن يكون «وسيلة مثلى لإعادة تعزيز العلاقات العربية». 
 وشدد الرئيس الأسد خلال استقباله الوزراء المشاركين في الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الإعلام والاتصالات العرب الذي استضافته دمشق، على أن «الخطاب الإعلامي العربي يجب أن يرقى إلى مستوى يستطيع من خلاله الاستجابة للتحديات السياسية والفكرية والأخلاقية في مجتمعاتنا العربية وأن يكون وسيلة مثلى لإعادة تعزيز العلاقات العربية».
وأكد الرئيس الأسد على أن «الحوار والنقاش المستمر بين الدول العربية وعلى جميع المستويات أساسي وضروري لمواجهة الظروف العالمية المستجدة ولخلق آليات وحلول مناسبة للمشكلات التي تعاني منها دولنا ومجتمعاتنا العربية».
وتمنى الرئيس الأسد في نهاية اللقاء النجاح للمشاركين في أعمال الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الإعلام والاتصالات العرب.
عقب ذلك، انتقل الوزراء إلى قصر الأمويين بدمشق لمتابعة فعاليات اجتماعهم.

فعاليات الاجتماع المشترك
في ختام أعماله يوم أمس، أقر الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الإعلام والاتصالات العرب مشروعي القرار اللذين تمخضا قبل يومين عن اجتماعات اللجنة الدائمة للإعلام العربي مع اللجنة العربية الدائمة للاتصالات والمعلومات.
وترأس أعمال الاجتماع المشترك الذي رعاه الرئيس الأسد، وزير الإعلام الدكتور محسن بلال، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وألقى بلال كلمة ترحيبية خلال افتتاح أعمال الاجتماع المشترك، قال فيها: «الاجتماع الوزاري بارقة أمل تعبر عن إمكانية العمل العربي المشترك في توحيد الجهود والطاقات لمواجهة التحديات التي تواجه أمتنا على أكثر من صعيد».
وتضمنت المقررات التي انبثقت عن الاجتماع، وثيقة دعيت «بيان دمشق»، شكلت إحدى أبرز النقاط التي تضمنها القرار الأول الصادر عن اجتماع الوزراء، إذ سيتم وضعها على اجتماعات القمة العربية في الدوحة، في دورة انعقادها الحادية والعشرين، تمهيداً لاعتمادها كواحدة من وثائق العمل العربي المشترك.
وقد تناول البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري المشترك في طياته عدداً من المقررات والعناوين العريضة أولها إطلاق «العشرية العربية» التي تهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف كنشر وتعميم استخدام تطبيقات اندماج الإعلام والاتصالات، وتقليص الفجوة الرقمية والمعرفية وتحقيق أوسع معدلات النفاذ الشامل والعادل إلى المحتوى العربي على الإنترنت وتعزيز التواصل الاتصالاتي محلياً وعربياً ودولياً تمكيناً للمحتوى الرقمي العربي. كما تتضمن وثيقة «بيان دمشق» عنواناً خاصاً بقضية «الاستثمار» الذي يدعو إلى وضع خطة بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الصناعية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وغيرها... في سبيل هذا الغرض.
وكانت مسألة دعم التكامل بين المجلسين الوزاريين أبرز ما تضمنه مشروع القرار الثاني الذي صدق عليه الاجتماع الوزاري المشترك أمس، إضافة إلى ضرورة تشكيل فريق عمل فني برئاسة سورية يضم خبراء من وزارات الإعلام والاتصالات في الدول العربية الراغبة في ذلك، وبمشاركة الأطراف المعنية من المنظمات المتخصصة والاتحادات المهنية العاملة في إطار الجامعة العربية.

- وحول إمكانية المضي قدماً في قرارات الاجتماع الوزاري المشترك في ظل هذا التباين الكبير في توجهات الإعلام العربي، بين وزير الإعلام محسن بلال: «الرئيس الأسد تحدث خلال استقباله للمشاركين في الاجتماع المشترك، عن قدرة إعلام الوطن العربي على تمهيد الطريق لصنع تضامن عربي حقيقي، وفي المقابل قدرة هذا الإعلام على المساهمة في توسيع الخلافات العربية وفي العالم كله أيضاً».
وأضاف بلال في تصريح حول سبب اختيار مشروع التكامل بين الإعلام والتكنولوجيا قبل الحديث عن التكامل بين التكنولوجيا والقطاعات الأخرى: «لم تعد مهمة الإعلام تقتصر على نقل المعلومة أو الخبر أو المشاريع السياسية..»، مشيراً إلى أن الإعلام العصري بات يحمل في طياته التربية والتعليم ومن ثم يمكن أن يصبح الرافعة لكل نشاطات المجتمع».
وأضاف بلال في تصريح لوسائل الإعلام: «دمشق كانت وما زالت قلب العروبة النابض والتضامن العربي، وهذا ما أكده السيد الرئيس الأسد للوزراء العرب أثناء لقائه إياهم».
ووصف بلال اللقاء بالودي والأخوي إذ تحدث فيه الرئيس الأسد معهم بكل شفافية مركزاً على أهمية اللقاء العربي والوحدة الفلسطينية وضرورة نبذ الخلافات وتفعيل التضامن العربي.
وكان بلال قد بين في كلمته الترحيبية بمناسبة انطلاق أعمال الاجتماع: «يأتي في سياق الحاجة الماسة إلى التكامل بين وزارات الإعلام والاتصالات على مستوى الوطن العربي، نظراً للثورة المتعاظمة التي يشهدها قطاع الاتصالات، ما يجعل من التكامل تحدياً أساسياً أمامنا جميعاً».

من جهته أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أهمية انعقاد هذا المؤتمر في دمشق قائلاً: «إن الأهمية الحقيقية تكمن في التنسيق بين مختلف المجالس الوزارية العربية ومختلف المنظمات العربية أيضاً».
وأضاف «موسى» في سؤال لـ«الوطن» حول الحظر التكنولوجي المطبق على بعض الدول العربية، وأثره السلبي على تفعيل قرارات الاجتماع: «إن قضية حرية التعبير والفكر وكل الوسائل المرتبطة بها، تعتبر من المسائل المهمة التي يجب على الجميع احترامها»، مشدداً على ضرورة أن «نوفر لها نحن أيضاً، الإطار الحر ضمن إطار الضوابط العالمية المتفق عليها..». وأكد موسى في نهاية الحديث قيام دمشق بمهمتها كرئيس للقمة العربية على أكمل وجه.
كما بين موسى خلال كلمته خلال افتتاح أعمال الاجتماع المشترك أن المجلسين الوزاريين المجتمعين في دمشق هما المعنيان مباشرةً برسم سياسات العمل العربي المشترك في مجالي الإعلام والاتصالات وطرح الرؤى المستقبلية التي تكفل تواصل نموهما.
وأضاف موسى: «إن الوطن العربي يقف في مواجهة مشاكل سياسية وأمنية كبرى تمس بقاءه واستقراره وتشكل هماً مشتركاً لنا جميعاً فضلاً عن تداعيات الأزمات العالمية المتعاقبة».
وختم موسى: «إننا نقف أمام فرصة جادة وكبيرة لنطلق معاً جهداً يدفع المجتمعات العربية إلى قلب العالم الجديد، عالم اندماج الإعلام والاتصالات، عالم المعرفة الرقمية، عالم القوة المعرفية.. وهذا الاجتماع يعد الخطوة الأساسية باتجاه الاستثمار الحقيقي للعلم في فتح الآفاق أمام العقل العربي حتى تتقدم الحياة نحو الأفضل».

وزير الإعلام اللبناني طارق متري أشار في تصريح إلى قيام دمشق بكل ما يتطلبه دورها كرئيسة للقمة العربية تحت عنوان التضامن العربي المشترك.
وتحدث متري عن «استضافة دمشق للعرب استضافة طيبة، وهو ما ليس غريباً عن سورية».
وحول مدى تأثير الخلافات في توجهات الإعلام العربي، على تحقيق الغاية من هذا الاجتماع الوزاري العربي المشترك، رد متري: «هذا الاجتماع تقني بحت، ولا مكان فيه للبحث بأمور أخرى كالخلافات بين هذه الوسائل وما يتصل بها..».
وحول اختيار قطاع الإعلام العربي ليتكامل مع التكنولوجيا وتفضيله في الوقت الراهن على كثير من القطاعات الأخرى التي تتعلق بالحياة اليومية للإنسان العربي، أكد متري أن الكثيرين يفرطون اليوم في تسييس محتوى هذا الإعلام وأن البعض يعتبرها مجرد وسائط لنقل أخبار السياسيين أو لإسماع آراء القوى السياسية المتعارضة أيضاً.
ورأى متري: «إن التواصل بين الدولة والناس ومعالجة قضاياهم الفعلية هو من أهم الواجبات التي خلق الإعلام من أجلها، وأكد أن جميع وسائل الإعلام العربي مقصرة في الإعلام الإداري والصحي والتربوي والثقافي وأن هذا ما يجب أن نتعاون من أجله دون إفراط أو مبالغة».
وتحدث متري عن أهمية الاجتماع الوزاري المشترك، مبيناً أن العرب يلتقون اليوم على جدول أعمال عملي وليس في اجتماع تقليدي، وذلك للحديث عن التعاون في مجال محدد يتضمن أموراً وأفكاراً كثيرة عن الرقمنة وتحفيز التكامل بين الإعلام والاتصالات ليس داخل البلد الواحد فحسب بل بين البلدان العربية جميعها.

حسان هاشم- راضي محسن

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...