أسعار النفط تواصل انهيارها استجابةً لأداء الاقتصاد العالمي
منظمة الدول المصدرة للنفط »أوبك« تخفض إنتاجها، لكن أسعار الذهب الأسود لا تستجيب، وتواصل انهيارها، لتصل أمس إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من أربع سنوات، متأثرة بـ»تفاقم« الوضع الاقتصادي العالمي.
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا أن قرار »اوبك« خفض إنتاجها بشكل »حاد«، بمعدل ٢,٢ مليون برميل يومياً، فشل في إيقاف هبوط الأسعار لأن »الاقتصاد العالمي يزداد سوءا والسوق تستجيب لذلك«، معتبراً أن »السعر الحالي (للنفط) يعطي الاقتصاد العالمي متنفسا«.
وهوى سعر برميل النفط إلى ٣٧,٩ دولاراً، وهو أدنى مستوياته منذ تموز ،٢٠٠٤ قبل ان يرتفع قليلاً إلى ٣٨,٨ دولاراً، فيما يتوقع الخبراء أن يتراجع الاستهلاك العالمي للنفط، للمرة الأولى منذ العام ،١٩٨٣ ما سيدفع الأسعار إلى أن تتراوح في نطاق ٢٥ و٥٠ دولاراً للبرميل في .٢٠٠٩
وأكد الأمين العام لأوبك عبد الله البدري أن جميع أعضاء المنظمة »سيلتزمون بالخفض« بدءاً من مطلع العام المقبل، وإن كانت »الأسعار ستستغرق وقتاً قبل أن تستجيب« حسبما قال وزير النفط القطري عبد الله العطية، عازياً تدهور الأسعار إلى »عوامل نفسية، لا (تراجع) الطلب الفعلي«.
وفي موسكو، قال نائب وزير الطاقة اناتولي يانوفسكي إن تراجع الطلب العالمي على الطاقة سيؤدي إلى هبوط طبيعي في الإنتاج الروسي، مؤكداً أن بلاده لم تتعهد »بشكل محدد« خفض إنتاجها.
أما لندن فسعت إلى »تدارك تأثير الأزمة المالية على استثمارات الطاقة«، ودعت اليوم الجمعة إلى مؤتمر يضم ٤٠ وزيراً يمثلون الدول المنتجة والمستهلكة للنفط، يأتي استكمالاً لمؤتمر عقد في حزيران في جدة في السعودية، عندما كان سعر برميل النفط يناهز ١٤٠ دولاراً. ويقول الخبراء أن »أقصى« ما يمكن أن يخلص إليه هذا الاجتماع هو »الاتفاق على الحاجة إلى استقرار الأسعار«.
وفي واشنطن، أعلنت المتحدثة الرئاسية دانا بيرينو أن البيت الأبيض يفكر جدياً بـ»تنظيم« مسألة إفلاس شركات صناعة السيارات، كوسيلة للتعامل مع القطاع »الهش«، كما وصفه الرئيس الأميركي جورج بوش، معرباً عن قلقه من مغبة »وضع المال الجيد في (المكان) السيء«، بمعنى استخدام أموال دافعي الضرائب، لإنقاذ شركات مصيرها الإفلاس، ما قد يشكل ضربة لقطاع لا يزال ينتظر خطة رئاسية لإنقاذه من الانهيار.
ولأن بوش حريص على ألا »يورط (الرئيس المنتخب باراك) أوباما بكارثة كبيرة في أيامه الأولى في الرئاسة«، كما قال، أوضحت بيرينو أنه »لن يسمح بانهيار غير منظم للشركات، قد يخضّ النظام«، مؤكدةً أن قراراً بشأن »مساندة القطاع« بات وشيكاً، من دون أن تكشف عنه.
في هذه الأثناء، أعلنت شركة كرايسلر أنها تعتزم وقف الإنتاج في مصانعها الـ٣٠ في الولايات المتحدة، لمدة شهر، ابتداء من اليوم، بسبب تراجع المبيعات، ما سيؤثر على ٤٦ ألف موظف، بحسب »سي أن أن«.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات حكومية أن معدلات الرهون العقارية تدهورت بنسبة ٥,١٩ في المئة، الأدنى منذ العام ،١٩٧١ فيما راوحت معدلات البطالة عند مستوياتها التاريخية، وإن كان عدد طالبي العمل قد تراجع من ٥٧٥ إلى ٥٥٤ ألف طلب، في وقت واصلت فيه الشركات الأميركية تسريح موظفيها، ما أثر سلباً على أداء الأسواق المالية.
وفي فرنسا، توقعت وكالة الإحصاءات الوطنية أن تلحق فرنسا في مطلع العام، بألمانيا والولايات المتحدة واليابان، في الدخول في مرحلة ركود، مرجحة أن ينكمش اقتصادها في الربع الأخير من العام، »بمعدل أكبر من المتوقع« بنسبة ٠,٨ في المئة، على أن يواصل الانكماش بنسبة ٠,٤ في المئة، في الربع الأول من .٢٠٠٩
أما في الخليج، فحذت البحرين حذو بعض جاراتها، وأعلن مصرفها المركزي عن خفض الفائدة إلى ٠,٧٥ في المئة، »لمساعدة المصارف على الوفاء بمتطلبات السيولة لديها«.
وأغلقت الأسواق الخليجية على انخفاض، وأغلقت سوق الكويت، ثاني اكبر الأسواق المالية العربية، على تراجع بنسبة ١,٢ في المئة، وخسرت سوق دبي ١ في المئة، وأغلقت سوق ابوظبي على تراجع بنسبة ٣,١ في المئة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد