إيران تنفي انحسار شعار«الموت لأميركا»

أكدت طهران امس، ان مسألة الحوار مع ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما، تحظى بدعم جميع المسؤولين في الجمهورية الاسلامية، نافية في الوقت ذاته ان يكون شعار «الموت لاميركا» قد انحسر في مسيرات ذكرى انتصار الثورة، ومشددة على انها لا تسعى لإقامة إمبراطورية وليس لديها أطماع في أراضي الآخرين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقاوي «من اجل الحيلولة دون اية أحكام مسبقة، نعتقد انه يجب منح اوباما هذه الفرصة». الا انه أكد ان اي حوار يجب ان يقوم على شروط «الاحترام المتبادل والإنصاف»، معتبرا ان على واشنطن ان تظهر «تغييرات جدية وأساسية في سياساتها» من اجل ان تكون المفاوضات مثمرة. وقال «لم نكن أبدا متشددين. (الرئيس الاميركي جورج) بوش هو الذي جعلنا نصبح متشددين».
وفيما أوصى قشقاوي الادارة الاميركية بأن «تهتم بالمعادلات الجديدة.. لان التحليلات التقليدية حول نسيج القوة في الشرق الاوسط قد انقضى وقتها»، نفى ان يكون موضوع الحوار مع الولايات المتحدة له صلة بالانتخابات الرئاسية في ايران، مؤكدا ان هذا الموضوع «يحظى بموقف موحد من قبل جميع المسؤولين». كما نفى «شبهة» ان شعار «الموت لاميركا» قد انحسر في مسيرات ذكرى انتصار الثورة، قائلا ان «ما شاهدناه في المسيرات لم يكن يختلف عن السابق، وان شعارات الثورة كانت نفسها».
وقد اعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في موسكو خلال لقائه مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، عن ترحيب بلاده باستعداد الرئيس الاميركي للتفاوض مع ايران. وقال «نعتقد ان الولايات المتحدة قادرة على القيام بمساهمة اكبر (في عملية التفاوض) بالنظر الى المقاربة الجديدة التي يمكن ملاحظتها حيال ايران». واضاف «نعلق أهمية خاصة على النية المعلنة لدى الادارة الجديدة في واشنطن للبدء بحوار مباشر مع طهران».
من جهة اخرى، نفى قشقاوي ان تكون ايران تشتري اليورانيوم الخام، مضيفا ان «هذه أمور غير مخفية». واوضح «لقد رأينا هذه التقارير وليس لها اي أساس علمي ولم تقل مصادر رسمية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية اي شيء عن هذه المسألة كذلك». وكانت صحيفة «التايمز» البريطانية ذكرت الشهر الماضي ان القوى الغربية تعتقد أن طهران تواجه نقصا في اليورانيوم الخام وحثت الدول المنتجة على عدم بيعه لايران.
وتطرق المتحدث باسم الخارجية الايرانية الى موضوع السفينة المحتجزة في قبرص، والتي يشتبه في انها تحمل أسلحة وتخرق القرارات المفروضة على ايران. وقال «ما قالوه حول ان السفينة تحمل أسلحة غير صحيح». وأضاف ان قبرص قررت إطلاق تحقيق بشأن حمولة السفينة، موضحا «لو كانت تحمل أسلحة لما كانت هناك حاجة للتحقيق.. انها ادعاءات بلا أساس».
الى ذلك، توقع قشقاوي ان تتحسن العلاقات بين بلاده والسعودية. وقال «لدينا علاقات جيدة مع السعودية، وقبل ايام حصل لقاء جيد بين السفير السعودي ووزير خارجيتنا. لكنه أضاف «هذا لا يعني ان كل مواقفنا وتوجهاتنا متشابهة، فمن الطبيعي ان يكون لكل دولة توجهها الخاص.. إلا ان التوقع الطبيعي للشعبين من حكومتيهما، هو ان تبادرا الى تعزيز علاقاتهما اكثر فأكثر».
من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ان الشعب الايراني يدعو للسلام ولا يسعى للحرب. وأضاف ان بلاده «لا تسعى لإقامة إمبراطورية وليس لديها أطماع في أراضي الآخرين، بل ان الجمهورية الإسلامية تسعى الى ان يحصل المسلمون على مكانتهم السامية والا يكون المسلمون في مستوى أدنى من الآخرين.. نحن نعتقد ان المسلمين ليسوا أناسا من الدرجة الثانية لأنهم أصحاب حصة كبيرة في الحضارة البشرية».
في هذا الوقت، أعلن وزير الدفاع الإيراني العميد مصطفى محمد نجار أن بلاده حققت الاستقلال التام في المجال الدفاعي، وتصنع صواريخ بعيدة المدى قادرة على ملاحقة أهداف عديدة واعتراضها وإصابتها في آن واحد.

المصدر: وكالات