اسرائيل تواصل إبادة الفلسطينين
بين لبنان وفلسطين، دماء غزيرة تسفكها إسرائيل في حرب واحدة حصدت العشرات من المدنيين كما جرى أمس، حيث استشهد 24 فلسطينياً في عدوان بري وجوي دموي على غزة بينهم ثلاثة أطفال احداهن رضيعة وامرأة ومعاق، بالإضافة الى إصابة حوالى 85 شخصاً، فيما اعلنت حركة الجهاد الإسلامي إنها ستنفذ عمليات فدائية في قلب المدن الإسرائيلية.
وكانت حوالى 50 دبابة وجرافة اسرائيلية قد توغلت شرقي غزة وشمالها، فجر امس، وسط إطلاق نار كثيف وقذائف دبابات وغطاء من طائرات الاستطلاع الاسرائيلية، كما احتلت اسقف عدد من المنازل، لكنها وُوجهت بمقاومة عنيفة من الفصائل. كذلك عبرت دبابات وجرافات إسرائيلية الحدود الى منطقة عبسان بالقرب من خان يونس جنوبي القطاع.
وأسفر العدوان الاسرائيلي عن استشهاد 23 فلسطينيا واصابة 85 آخرين، بينهم 19 في حالة خطرة. وقال مدير العلاقات العامة في مستشفى الشفاء في غزة، الطبيب جمعة السقا، إن معظم الشهداء وصلوا الى المستشفى أشلاء مقطعة، مضيفا إن 14 اصيبوا بإعاقات دائمة بعدما فقدوا اطرافهم بسبب القذائف المحرمة دوليا التي تستخدمها قوات الاحتلال>.
وبين الشهداء ثلاث فتيات هن براء حبيب (ثلاثة أعوام)، والرضيعة شهد سمير عوكل (سبعة أشهر) وشقيقتها ماري (ثلاثة أعوام) ووالدتهن أسماء علي عوكل كما أصيبت شقيقتاهما الطفلتان أيضا أماني وسمية، بشظايا قذيفة مدفعية إسرائيلية سقطت على منزلهن شرقي جباليا في شمالي القطاع.
وقال مدير عام الاسعاف في وزارة الصحة الطبيب معاوية حسنين إن معاقاً ذهنياً استشهد ايضا بشظايا قذيفة مدفعية في منطقة السودانية شمالي غزة. وبين الجرحى صحافيان اثنان يعملان في التلفزيون الفلسطيني.
وأعلنت الفصائل الفلسطينية ان ستة من الشهداء ينتمون الى كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وخمسة الى سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، بالإضافة الى عنصر من لجان المقاومة الشعبية. وذكرت الفصائل انها اطلقت عدداً من الصواريخ والقذائف باتجاه إسرائيل وعلى الدبابات الاسرائيلية المتوغلة شرقي غزة.
وقال القيادي في الجهاد خالد البطش إن المقاومة الفلسطينية واللبنانية ستنتصر في النهاية، فيما قال القيادي الآخر خضر حبيب إن المقاومة ستنفذ عمليات فدائية في قلب المدن الإسرائيلية، مشيراً الى ان الحركة ستحاول قدر الإمكان المس بالجنود الإسرائيليين وتجنب المدنيين.
وحصيلة ضحايا يوم امس هي الأعلى منذ أسبوعين، وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في القطاع الى حوالى 140 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة.
وأصدرت الرئاسة الفلسطينية بياناً ذكرت فيه ان الرئيس محمود عباس (ابو مازن) أدان استمرار المجازر الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، مطالباً بوقف فوري لهذا العدوان المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني، في وقت تتواصل فيه الجهود الاقليمية والدولية لإيجاد حل دبلوماسي للازمة الراهنة.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية امام طلاب الجامعة الاسلامية في غزة ان اللجوء الى العنف المنفلت من الاحتلال الاسرائيلي في وجه الشعب الفلسطيني دليل على ان سياسة الحصار المالي والاقتصادي فشلت، هم يستخدمون القوة العسكرية وأبشر شعبنا ان لغة القوة العسكرية ستفشل في كسر ارادته، مضيفاً ابشركم ان الحصار بدأ يتفكك.
وانتقد هنية فكرة الشرق الاوسط الجديد التي بشرت بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس. اضاف نقول لهم إن فلسطين وشعوب امتنا العربية والاسلامية، إن أبناء هذه الامة، لا يذلون الرقاب إلا لله. ولدتنا امهاتنا احراراً ولا نعرف حياة العبيد. المستقبل لشعبنا.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد، من جهته، إن قوات الاحتلال التي تشهد هزيمة نفسية كبيرة في لبنان وفلسطين تحاول ان تسقط فشلها من خلال قتل اكبر عدد من المدنيين الأبرياء واستهداف المباني والمساكن.
الى ذلك، تسلم هنية وأعضاء حكومته وأجهزة الأمن التي يسيطر عليها، نصف مرتباتهم عن شهر نيسان الماضي، عن طريق مكتب ابو مازن. وتبرع هنية بما تسلمه ويعادل 1700 دولار، لعائلة الطفلة هدى غالية التي استشهدت عائلتها بقذيفة دبابة إسرائيلية على شاطئ غزة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد