معارك عنيفة بمقديشو والحكومة تستعيد مواقع
اندلعت معارك عنيفة صباح اليوم جنوب العاصمة الصومالية مقديشو بعد أن شنت القوات الحكومة الانتقالية هجوما واسعا على عدة مواقع يتمركز فيها مقاتلو حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي.
وتدور المعارك للسيطرة على تقاطعات في طريق رئيسي وسط مقديشو، حيث تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على ثلاثة تقاطعات كانت بيد المعارضة.
وكانت المعارك قد بدأت عند الساعة الرابعة فجر اليوم في شارع "ودنه" الرئيسي القريب من سوق بكارا، ما زالت مستمرة وسط قصف كثيف للمناطق، دون معرفة الخسائر في كلا الجانبين أو في صفوف المدنيين.
و يبدو أن الحكومة خططت بشكل جيد للهجوم ونظمت نفسها عسكريا لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات المعارضة الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن الرئيس شريف شيخ أحمد عزل قائد الجيش، كما تواترت أنباء عن عودة قوات للجيش النظامي تدربت في دول أفريقية، كما تمكنت الحكومة من الحصول على المعدات المطلوبة لمواجهة المعارضة.
وإذا تمكنت قوات الحكومة من السيطرة على شارع ودنه وتقاطعاته، فإنها ستستطيع تأمين القصر الرئاسي، وإذا تمكنت من السيطرة على شارع مكة المكرمة وشارع المصانع الرئيسيين الآخرين فإن هذا سيعني سيطرتها على العاصمة، ودحر قوات المعارضة إلى أطراف مقديشو.
وكان رئيس الوزراء الصومالي عمر عبد الرشيد قد قال أمس إنه لا يتوقع الكثير من التفاوض مع "المتمردين" لأنهم لا يمتلكون برنامجا سياسيا ويرغبون في استمرار الفوضى لإبقاء البلاد ملاذا آمنا لهم.
وأضاف أنه "لا يمكن للشباب (حركة الشباب المجاهدين) والمقاتلين الأجانب معهم أن يحكموا أبدا"، مؤكدا أن بإمكانهم "الذهاب إلى بلدة يضربون ويفرون ويدمرونها ويروعون شعبها، لكن هؤلاء الناس ليست لديهم طاقة أو قدرة أو دعم معنوي ليحكموا".
التطورات الميدانية لم تكن بمعزل عن أوضاع إنسانية متفاقمة، حيث قٌتل أمس عشرة نازحين صوماليين بعد فرارهم من مقديشو، وتواصل تدفق مزيد من النازحين إلى مخيمات اللجوء هربًا من القتال في العاصمة.
وقد نبه وزير الشؤون الإنسانية الصومالية محمود إبراهيم إلى احتمال وقوع كارثة إنسانية ما لم يقدم المجتمع الدولي مساعدات عاجلة للفارين من مناطق القتال في ظل تضاؤل الإمكانات المتاحة لمساعدتهم.
و أسفرت المعارك الأخيرة عن مقتل 150 شخصا وإصابة أكثر من 500 آخرين فضلاً عن نزوح عشرات الآلاف من مقديشو.
كما أن المستشفيات ليست مهيأة لتقديم الخدمات الضرورية للمرضى نظرًا لتدني إمكاناتها الفنية وعدم توفر الأمن للأطباء للقيام بواجباتهم رغم وجود بعض مؤسسات الإغاثة العربية والأجنبية العاملة في المنطقة.
وبدورها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من تعرض حياة أكثر من 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية للخطر بعد قيام مسلحين -قالت إنهم من حركة الشباب المجاهدين- بنهب مواد طبية وإغاثية في بلدة جوهر (90 كيلومترا) شمال العاصمة.
وأوضحت اليونيسيف في بيان لها أول أمس أن المقاتلين سببوا أضرارًا في مخزن لقاحات الأطفال مما دمر الآلاف من لقاحات الحصبة وشلل الأطفال وغيرها، كما نهبوا المواد الغذائية المخصصة لمنع حدوث سوء التغذية عند الأطفال.
وقالت إن "أكثر من 50 ألف طفل يعاني من سوء التغذية ويعيشون في ظروف تهدد حياتهم بالخطر، إضافة إلى أن أكثر من 85 ألف طفل آخرين يعانون سوء التغذية سيتأثرون" بهذه الأعمال.
المصدر: الجزيرة+ وكالات
إضافة تعليق جديد