روسيا لإسـرائيل: اشـتروا الصواريـخ بـدلاً مـن إيـران
نقلت صحيفة «معاريف» عن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قوله لوزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان أنه إذا أرادت إسرائيل أن لا تتم صفقة صواريخ «إس 300» المضادة للطائرات لإيران، فعليها أن تشتريها بنفسها أو أن تقنع دولة أخرى, كالسعودية مثلاً بشرائها.
وقال ميدفيديف لليبرمان إنه بين روسيا وإيران توجد منظومة علاقات طويلة من الصفقات الأمنية، بما في ذلك توريد صواريخ ارض – جو، وهي صفقات تدر ارباحاً مالية كبيرة، وروسيا لا يمكنها أن تترك كل صفقات السلاح الى الولايات المتحدة.
وذكرت «معاريف» أنها استقت الخبر من مصدر في وزارة الخارجية الروسية وأن تصريحات ميدفيديف تمت أثناء زيارة ليبرمان الأخيرة في مطلع حزيران الحالي الى موسكو. وأشارت «معاريف» إلى أنه منذ نهاية عام 2007، وقعت روسيا على عقد ضخم لتزويد صواريخ ارض – جو متطورة من طراز «اس 300» لإيران، وبلغ ثمن الصفقة في حينه 800 مليون دولار. ومع ذلك لم تزود روسيا إيران بالصواريخ نفسها حتى الآن رغم أن طهران سددت الدفعة الاولى لقاءها، حسب مصادر روسية.
وأضافت أن منظومة الـ «اس 300» التي تسمى ايضاً «اس. ايي 20»، هي الموازية الروسية لبطارية الباتريوت الاميركية. والطراز المتطور لهذه الصواريخ يحمل على شاحنات، وقادر على إسقاط صواريخ جوالة، صواريخ بالستية وطائرات قتالية حتى مسافة 196 كلم ، على ارتفاع 27كلم. والصيغة الاكثر تطورا لهذه المنظومة يمكنها أن تعترض 100 هدف في الوقت نفسه.
وتعتبر اوساط الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن انه اذا حصلت ايران على هذه الصواريخ، فإن الامر سيجعل الهجوم عليها صعباً. كما أن رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت كان تحدث في هذا الموضوع مع نظيره الروسي وطلب اليه منع الصفقة.
وأشارت «معاريف» إلى أن اسرائيل تتمتع بتفوق جوي في الشرق الاوسط وحرية عمل شبه مضمونة، ولكن الخبراء يقدرون بأن إدخال هذه المنظومة الصاروخية الى المنطقة سيشكل ضربة قاضية لا تطاق في هذا الوضع. وعليه، فقد صدرت في الماضي اصوات ادّعت بأنه اذا ما قرر الروس بيع المنظومة لدولة معادية، فإن على سلاح الجو ان يعمل على تدميرها حتى قبل أن تصبح تنفيذية.
وادّعت محافل رفيعة المستوى في روسيا المرة تلو الأخرى بأن الصفقة توقفت على المستوى السياسي في الكرملين، في اعقاب ضغط الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين ادعتا بأن هذا سلاح يمس بالتوازن الاستراتيجي في الشرق الاوسط.
وخلصت الصحيفة إلى أن اقوال ميدفيديف تنسجم مع الفرضية في اسرائيل بأن روسيا تستخدم الصفقة كرافعة سياسية. وبواسطة الصفقة تسعى روسيا الى التسلل الى اسرائيل وتشديد قبضتها في المنطقة، سواء في المواضيع السياسية او في غيرها من المواضيع. وتابعت انه توجد اهمية للصفقة في علاقات روسيا مع الولايات المتحدة ايضا، موضحة ان صفقة الطائرات الصغيرة الاخيرة بين الصناعة الجوية الاسرائيلية وروسيا والتي صادقت عليها الولايات المتحدة فسرت كمحاولة لمنع تنفيذ الصفقة بين روسيا وإيران. واشارت الى ان نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف، المسؤول عن الصناعات الامنية في روسيا، زار اسرائيل سراً الاسبوع الماضي والتقى مع مسؤولين كبار في الحكومة وفي الصناعات الامنية.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد