هل تفلح الكوميديا في تحسين صورة الإسلام لدى الغرب؟
بعد موجة انتقاد لاذعة شُنت على الإسلام، تضمنت عروضا لصور مغايرة تماما لماهية هذه الديانة، وجد المسلمون أنفسهم طرفا في "صدام حضاري" الطابع مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الواقع كان وراء سعي "المونولوجست" جيف ميرزا نحو إيجاد طريقة لإظهار الإسلام الحقيقي، فكانت الكوميديا هي الوسيلة.
حاز ميرزا، البريطاني من أصل باكستاني، على عدة جوائز لعروضه الكوميدية في بريطانيا، وجاب البلاد الإسلامية، مثل باكستان ودبي ووصل إلى السعودية، ولاقى ترحيبا كبيرا من جماهيره، ووجد أن من بينهم نسبة كبيرة من غير المسلمين.
ومن النكات التي يسردها ميرزا خلال عروضه الكوميدية، "أريد فقط تذكيركم أن جورج بوش لن ينضم إلينا الليلة، فرجاء عدم خلع أحذيتكم ."
وأخرى تقول: "من الصعب جدا التنبؤ بنوعية الجماهير التي تشاهدني.. فمثلا اكتشفت في أحد عروضي أن ستة إسرائيليين يجلسون في المقعد الأمامي، فسارعت إلى العودة لخشبة المسرح قبل أن يقوموا بالاستيلاء عليها."
والملاحظ أن لميرزا مواقف سياسية يستغل الكوميديا للتعبير عنها، وكان آخرها، انتقاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإلقائه خطابا للعالم الإسلامي كافة، لقناعته بوجود العديد من الفروق بين المنتمين للدين الواحد.
ويوضح ميرزا أنه لا يمكن وضع المسلمين في خانة واحدة وتوجيه خطاب لهم، مشيرا إلى أن عائلته على سبيل المثال تضم أفرادا بآراء دينية واجتماعية مختلفة، ويقول"في عائلتي مثلا عم ملحد، وآخر متعصب إلى حد التطرف، فهذه الفروق موجودة بين أعضاء العائلة الواحدة، فكيف بدول كبيرة."
وأضاف يقول: "يتفق المسلمون على أن الأعمال بالنيات، وهو الأساس، فلو كان أوباما يمتلك النية الحسنة، فسوف ينجح في إحداث التغيير في المنطقة."
ورغم تفاؤل العديد من خطاب أوباما الأخير، إلا أن وحده الزمن سيثبت ما إذا كان سيفلح في تغيير وجهة نظر الغرب عن المسلمين، وبالمقابل وجهة نظر العرب والمسلمين عن الولايات المتحدة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد