العراق أمام اختبار جديد غداً: هل يخرج الأميركيون من المدن؟
يدخل العراق غداً مرحلة جديدة من تاريخه، مع انسحاب قوات الاحتلال الأميركي من المدن والقرى، بعد أكثر من ست سنوات من الغزو. وبرغم الارتفاع المفاجئ للتفجيرات الدموية التي هزت البلد خلال الأسبوع الماضي، أعلن قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال راي اوديرنو، أمس، أن العراقيين «جاهزون» لتولي أمن المدن بعد انسحاب الوحدات الاميركية التي قالت إنها ستحتفظ بوجود عسكري في مدينة الموصل وبخبراء ومدربين في بقية المدن العراقية.
ويعتبر الانسحاب الأميركي من المدن خطوة رئيسية على طريق خروج قوات الاحتلال بشكل كامل نهاية العام 2011. وأعلنت أمانة بغداد، في بيان، إقامة احتفال «جماهيري مركزي» في بغداد اليوم، لمناسبة «يوم السيادة الوطني»، فيما وضعت القوات العراقية في حالة تأهب قصوى، مشددة من إجراءاتها الأمنية، خصوصا في العاصمة، حيث أغلقت الطرق وفتشت السيارات تفتيشا دقيقا ومنعت الدراجات النارية. وبرغم تشديد الأمن قتل عراقي، وأصيب 12، في انفجارات استهدفت الاحتلال والشرطة العراقية في بغداد.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قال خلال لقائه عددا كبيرا من شيوخ محافظة صلاح الدين في بغداد أمس الأول، «نحن على أبواب مرحلة جديدة، لا أقول لاستعادة السيادة بل لتثبيت هذه السيادة. هي رسالة للعالم أننا أصبحنا على قدر كاف من القدرة لحماية أمننا وإدارة شؤوننا الداخلية». وأضاف «ثقتنا كبيرة وعالية جدا بقدرة أجهزتنا الأمنية على إدارة العملية الأمنية وملاحقة فلول القاعدة والعصابات المجرمة». وأعرب عن ثقته بأن «الطائفية لن تعود» رغم تصاعد التفجيرات.
وقال الجنرال اوديرنو، لقناة «سي إن إن» الأميركية، «اعتقد أنهم جاهزون، لقد عملوا من اجل ذلك منذ وقت طويل». وأضاف «الوضع الأمني يبقى جيدا، لقد شهدنا تحسنا متواصلا لوضع قوات الأمن وتحسنا متواصلا في ممارسة الحكم». وتابع «أنا مقتنع انه الوقت المناسب لنا للانسحاب من المدن، والمناسب لهم ليتحملوا هذه المسؤولية».
وأعلن اوديرنو أن 131 ألف عسكري اميركي ما زالوا منتشرين في العراق، لكنهم خرجوا من المدن. وقلل من شأن الهجمات الدامية الأخيرة معتبرا أنها نفذت من قبل «عناصر متطرفة تحاول لفت الانتباه إلى حركتها التي انكسرت»، موضحا أن «أعمال العنف لم تسجل ارتفاعا على مستوى كافة الأراضي العراقية».
وأشار اوديرنو إلى انه سيستمر في خفض عديد القوات الأميركية على الأرض طوال السنة، معربا عن ارتياحه لأنه سيكون لديه المرونة اللازمة لربط الانسحاب بالشروط الأمنية الميدانية. وقال «سيكون لدينا ما يكفي من القوات هنا لضمان إنجاح الانتخابات البرلمانية في كانون الثاني» المقبل. وأضاف «ما زلنا نقوم بعمليات كبيرة خارج المدن وفي الأحزمة المحيطة بالمدن الرئيسية».
وقال اوديرنو، ردا على سؤال لقناة «فوكس نيوز» عما إذا كان هناك بواعث قلق من احتمال أن تحاول إيران ملء الفجوة بعد انسحاب قوات الاحتلال، «وفقا لتقييمي فإن العراقيين يريدون السيطرة على مصيرهم. ولا يريدون أن يملأ أي شخص آخر تلك الفجوة».
وقال المتحدث باسم «جبهة التوافق العراقية» سليم الجبوري، في بيان، إن «30 حزيران هو نقطة تحول مهمة على الصعد السياسية والأمنية والمدنية، وها هو شعور جميع العراقيين». وأشار إلى أن «عناصر إرهابية» ستحاول عرقلة عملية الانسحاب لكن القوات العراقية قادرة على ضمان الأمن.
وأعلن التيار الصدري، الذي يتزعمه السيد مقتدى الصدر، إطلاق سراح احد قيادييه. وقال المتحدث باسم التيار الشيخ صلاح العبيدي، أمس الأول، إن «قوة عراقية أميركية أفرجت عن مسؤول الإعلام في بغداد الشيخ عبد الهادي الدراجي بعد عامين ونصف العام من اعتقاله». وأكد أن «القوات الأميركية لم توجه أي تهمة إلى الدراجي، ما يعني أن الاعتقال كـان لدواع سياسية لا جنائية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد