نتياهو في بيت السفير المصري لتهنئة مبارك بذكرى الثورة الناصرية!
في بادرة «حسن نية» تجاه الرئاسة المصرية، ورغبة في توثيق العلاقات معها، شارك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في بيت السفير المصري ياسر رضا في هرتسيليا، في حفل للتهنئة بذكرى ثورة 23 تموز العام 1952، وألقى كلمة أكد فيها أهمية التعاون الاستراتيجي بين مصر وإسرائيل.
وذكر معلقون إسرائيليون أن الحفل كان من النوع الذي لا يشاهد في كل يوم، معتبرين أنه يمثل إحدى إشارات التقارب الوثيق بين مصر وإسرائيل جراء «الخطر» الإيراني وضبط خلايا «حزب الله» في مصر. وأكدوا أن مشاركة كل من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ونتنياهو في الحفل في بيت السفير، يعتبر ذروة هذا التقارب.
وقد أكد المسؤولون الإسرائيليون الذين تحدثوا، على أهمية التعاون الاستراتيجي بين الدولتين. ورحب نتنياهو بدعوة ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة للتحاور مباشرة مع إسرائيل، قائلا ان بالوسع إقامة «سلام دافئ جدا»، وان هذا السلام «سيحقق ازدهارا يتجاوز الخيال». وأضاف ان اسرائيل تأمل بتحقيق السلام مع الفلسطينيين، من دون أن يوضح ماهية خطواته للسلام. وتابع «نأمل بأنه في الشهور القريبة سيتبلور اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وسنوسعه ليغدو سلاما إقليميا».
ولفت نتنياهو إلى أن السلام بين مصر وإسرائيل حيوي جدا لإسرائيل، وأن مصر تتمتع بدور مهم في عملية السلام الإقليمي. وقال «أود أن أرسل أفضل تبريكاتي للرئيس (حسني) مبارك والإعراب له عن تقديري العميق لزعامته، والتي تحفظ بشكل جوهري الأمن والاستقرار ليس فقط بين الدولتين، بل في المنطقة بأسرها»، مضيفا «نحن نقدر جهود الرئيس مبارك في مصارعة المتطرفين من أجل تحقيق الهدوء في الشرق الأوسط». واعتبر ان عنصر «الزعامة حاسم في المحافظة على السلام وتوسيعه». واستذكر اللحظة التاريخية التي صافح بها الرئيس المصري الراحل أنور السادات رئيس الحكومة مناحيم بيغن، ووصفها بأنها «لحظة شجاعة لزعيمين سارا سويا من أجل السلام».
وكرر نتنياهو موقفه من أن السلام مع مصر هو «حجر الزاوية» في مساعي تحقيق السلام مع كل جيران إسرائيل. وقال ان بالوسع «تحقيق سلام دافئ جدا، دافئ إلى أبعد حد»، وإنه «إذا تشابكت أيادي مصر وإسرائيل وخبرتهما ومواهبهما يمكن تحقيق ازدهار وتقدم يتجاوز كل خيال».
وكانت صحيفة «معاريف» اعتبرت أن قرار نتنياهو التوجه شخصيا الى بيت السفير المصري، يعتبر عملا استثنائيا للإعراب عن المودة، لأن العادة جرت على مشاركة رؤساء دولة أو رؤساء حكومات سابقين في مناسبات كهذه وليس رؤساء عاملين. وقد أشارت الصحيفة إلى أن مستشاري نتنياهو نصحوه بخلق «محور سياسي» مع الرئيس المصري حسني مبارك.
ونقلت «معاريف» عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، قوله عن الحوارات المغلقة في ديوان رئاسة الحكومة إن «رئيس الحكومة في لقائه مع مبارك أفلح في بناء علاقات ثقة جيدة مع المصريين. وهذا هو الوقت لاستغلال العلاقات وتحويلها إلى قناة سياسية إسرائيلية تكون موازية وربما مشتركة مع الأميركيين. ومثل هذه القناة تنقل المبادرة لأيدي إسرائيل وتمنع وضعا محرجا تغدو فيه المبادرة الوحيدة على الأرض هي مبادرة» الرئيس الاميركي باراك أوباما.
ومع ذلك، أشارت «معاريف» إلى أن المستوى السياسي يشدد على أن إسرائيل ليست في وارد خلق محور «التفاف على اوباما»، بل محور يدرج فيه المبادرة الأميركية. وبحسب المصدر الرفيع المستوى، فإن «الطريق لترسيخ المصالح الأمنية لإسرائيل هو فقط عبر الأميركيين. إن اوباما ملتزم بأمن إسرائيل، وفقط الولايات المتحدة هي من تستطيع أن توفر لإسرائيل الضمانات الأمنية المطلوبة».
وذكرت مصادر سياسية أخرى أن فكرة تطوير مبادرة سياسية بالتعاون مع مصر طرحت في هيئة الأمن القومي الإسرائيلية برئاسة عوزي أراد.
(«السفير»)
إضافة تعليق جديد