الأبعاد غير المعلنة في جدول أعمال زيارة روبرت غيتس للعراق
الجمل: وصل وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتز يوم أمس الثلاثاء 28 تموز 2009 إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة تستغرق يومين، هذا وتطرح زيارة غيتز إلى العراق العديد من التساؤلات ومن أبرزها ما يتعلق بمدى ارتباط زيارته للعراق بزيارته التي سبقتها لإسرائيل، وما علاقة ذلك بالانسحاب الأمريكي وملف إيران؟
* جدول أعمال الزيارة:
تقول التسريبات المعلنة أن الوزير روبرت غيتز سيكون خلال زيارة اليومين معنياً بإنجاز الآتي:
• عقد لقاء مع الجنرال أدرينو قائد القوات الأمريكية في العراق.
• عقد لقاءات مع كبار الضباط الأمريكيين.
• عقد لقاءات مع كبار المسؤولين السياسيين العراقيين.
• زيارة أربيل عاصمة إقليم كردستان وعقد لقاء مع الزعيم الكردي مسعود البرزاني.
وأضافت التسريبات لجهة التأكيد أن أجندة جدول أعمال الوزير الأمريكي ستركز على مناقشة الآتي:
• الترتيبات والمسائل المتعلقة بالانسحاب الأمريكي من العراق الذي تحدد خلال عام 2011.
• تحديد الأطر والترتيبات المتعلقة بتقديم المساعدات العسكرية الأمريكية للعراق إضافة إلى أطر بيع العتاد العسكري والسلاح الأمريكي للعراق.
وتقول المعلومات أن الترتيبات العسكرية التي ناقشها الوزير غيتز مع قائد القوات الأمريكية والمسؤولين السياسيين العراقيين كانت تتعلق بالآتي:
• تخمين وتقييم المخاطر المترتبة على قيام البنتاغون بسحب 80 ألف جندي من العراق بحيث ينخفض الحجم الكلي للقوات الأمريكية الموجودة في العراق من 130 ألفاً إلى حوالي 50 ألف جندي.
• تخمين مخاطر مدى إمكانية إجراء سحب الـ80 ألف جندي أمريكي من العراق خلال الفترة من شهر آذار إلى شهر آب 2010.
• تخمين وتقييم مخاطر إمكانية تزويد قوات الأمن العراقية بالأسلحة والعتاد العسكري الأمريكي المتطور.
• تخمين وتقييم مخاطر بيع طائرات إف-16 الأمريكية لبغداد، ومخاطر حصول الإيرانيين على أسرار التكنولوجيا العسكرية لهذه الطائرة.
• تخمين وتقييم الأوضاع الجارية المتعلقة بمدى مصداقية تطبيق وإنفاذ اتفاقية وضع القوات الأمريكية في العراق.
• مستقبل التوترات بين الأطراف العراقية المتناحرة وتخمين شكل السيناريو الذي ستأخذه هذه التوترات عشية انعقاد جولة الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة المحدد لها أن تتم في كانون الثاني 2010.
• تخمين احتمالات اندلاع سيناريو الصراع والمواجهة بين الأكراد العراقيين والعرب العراقيين.
وبرغم ازدحام أجندة وزير الدفاع غيتز في العراق فإن اللافت للنظر تمثل في زيارة غيتز إلى إقليم كردستان ولقاءه مع الزعيم الكردي مسعود البرزاني في أربيل عاصمة الإقليم وسبب الأهمية يتمثل في مدى حساسية علاقات أطراف مثلث أربيل – واشنطن – أنقرة.
* الأبعاد غير المعلنة في جدول أعمال زيارة غيتز للعراق:
تتمثل هذه الأبعاد في العديد من النقاط التي تتضمن ما يلي:
• يحاول الوزير غيتز الاطمئنان على أن السلاح والعتاد الأمريكي المتطور سوف لن يقع في يد إيران وتقول المعلومات بوجود خلافات بين المسؤولين الأمريكيين حيث يرى البعض أن تزويد العراق بالأسلحة والعتاد الأمريكي المتطور هو أمر يجب عدم التخوف منه طالما أن الآلاف من العراقيين الأمريكيين سيظلون موجودين في العراق تحت غطاء الاتفاقية الأمنية الأمريكية – العراقية إضافة إلى أن وجود هذا العتاد والسلاح وعلى وجه الخصوص طائرات إف-16 سيلعب دوراً هاماً في ردع إيران من مغبة التمادي في محاولات السيطرة على العراق، إضافة لذلك يرى هؤلاء المسؤولون أنه وبرغم أن الشيعة العراقيين يشكلون 68-70% من إجمالي السكان فإن سيطرة حلفاء إيران على السلطة في بغداد ما تزال ضئيلة، أما البعض الآخر من المسولين الأمريكيين فيرى عدم تزويد العراق بالعتاد الأمريكي المتطور مع ضرورة الاكتفاء في الوقت الحالي بالتلويح بأن أمريكا تريد وترغب في القيام بذلك، ويبرر هؤلاء المسؤولون موقفهم على أساس اعتبارات أن واشنطن تنخرط الآن في حوار وتفاهم عميق مع إيران، وبأنه لما كانت إيران لا ترغب في رؤية قوات عراقية قوية فإن التلويح يرغم واشنطن على تعزيز قدرة القوات العراقية وسيكون ذلك في حد ذاته كافياً لردع إيران ودفعها لتقديم التنازلات لواشنطن طالما أن طهران تدرك جيداً ما معنى أن يكون للعراق جيش قوي ومزود بالعتاد والأسلحة الأمريكية المتطورة.
• يحاول روبرت غيتز التفاهم مع بعض الأطراف العراقية حول مدى جدوى قيام واشنطن بالتفاهم مع الفصيل المسلح الذي يقوده عزة الدوري نائب الرئيس السابق صدام حسين، وتقول التسريبات أن بعض أطراف الإدارة الأمريكية والبنتاغون أصبحوا ينظرون بكثير من الأهمية لقيام واشنطن بالتفاهم مع أنصار الرئيس السابق لأن واشنطن تدرك تماماً أن الانسحاب الأمريكي من المدن العراقية سيترتب عليه حدوث فراغ أمني عسكري فيها وبما أن الفصائل الإسلامية المسلحة ستتقدم لملء الفراغ فإن المسلحين المناصرين للنظام السابق سيكونون الأقدر من دون سواهم لجهة القيام بالتصدي لعناصر تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية المسلحة.
• يحاول روبرت غيتز حث بغداد وأربيل على ضرورة تنقية الأجواء بما يمنع اندلاع أي مواجهة بين العرب والأكراد لأن اندلاع مثل هذه المواجهة سيترتب عليه من وجهة النظر الأمريكية إرباك كل المعادلات الأمريكية المتعلقة بمستقبل الوجود الأمريكي في العراق ومستقبل العلاقات الأمريكية – العراقية والعلاقات الأمريكية – الكردية، إضافة إلى مخاوف واشنطن من أن يؤدي اندلاع المواجهة إلى انهيار الهدنة التركية – الكردية واستغلال أنقرة للفرصة بإرسال قوات الجيش التركي مجدداً إلى شمال العراق.
الملفات الكردية التي يسعى غيتز حث بغداد وأربيل على ضرورة حلها تتمثل في خمسة هي:
• الملف النفطي: تخصيص الحقول وتوزيع عائداتها وسلطة التعاقد النفطي.
• ملف أزمة كركوك: تحديد مصيرها على الخارطة.
• ملف قوات البشمركة: انتشار وتمركز قوات البشمركة في المناطق التي توجد فيها قوات الأمن العراقية.
• ملف حدود إقليم كردستان العراق: ترسيم حدود كردستان بشكل نهائي ومدى التزام حكومة كردستان بتبني خارطة تنسجم مع سياسة بغداد الخارجية.
• ملف المشاركة في القرار السياسي: توسيع دائرة المشاركة في عملية صنع القرار واتخاذه في السياستين الداخلية والخارجية العراقية.
إضافة لذلك، تقول التسريبات الأمريكية أن نائب الرئيس جو بايدن الذي قام قبل أسابيع بزيارة العراق سعى إلى معالجة كل هذه البنود واليوم تشير بعض التحليلات إلى أن زيارة غيتز للعراق هي زيارة تهف لاستكمال ما بدأه وشرع فيه بايدن.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد