الملا بيت الله محسود: سيرة مقاتل
الجمل: استمرت الطائرات الأمريكية في شن هجماتها ضد مناطق القبائل الباكستانية وأسفرت آخر هذه الهجمات عن عملية قصف صاروخي استهدف منزل الملا بيت الله محسود زعيم حركة طالبان الباكستانية، وبرغم التأكيدات التي أفادت بمقتل زوجته وحراسه فإن التقارير ما زالت تتضارب حول مصير محسود نفسه.
* من هو الملا بيت الله محسود؟
يعتبر بيت الله محسود من أبرز الناشطين في ساحة الصراع الباكستاني وتقول المعلومات أن محسود قد شارك طويلاًَ إلى جانب حركة طالبان الأفغانية بسبب روابطه الوثيقة مع زعيمها الملا محمد عمر وزعيمها العسكري السابق داد الله وتشير المعلومات إلى أن الملا محسود لعب دوراً رئيسياً في تجميع المقاتلين لتشكيل حركة طالبان الباكستانية التي نجحت في قلب ميزان القوى في المسرح الأفغاني – الباكستاني عندما استطاع تسديد الضربات لخطوط إمداد قوات الناتو والقوات الأمريكية العابرة للأراضي الباكستانية إضافة إلى إغلاق الممرات الاستراتيجية التي تربط باكستان وأفغانستان وعلى وجه الخصوص ممر خيبر الرئيسي.
ولد بيت الله محسود عام 1974 وبرز اسمه أول مرة عام 2004 عندما عينه الملا محمد عمر بحضور قائده العسكري الملا داد الله قائداً طالبانياً مسؤولاً عن إحدى مناطق القبائل الباكستانية، ويمكن تتبع تطور الأداء العسكري للملا محسود من خلال النقاط الآتية:
• في مطلع عام 2006 استطاعت عناصر محسود السيطرة على وزيرستان الجنوبية.
• في حزيران 2006 استطاع بناء تحالف ضم العديد من مسلحي القبائل الموجودة في وزيرستان.
• في كانون الثاني 2007 أعلن محسود بدء حملة الجهاد ضد الأجانب والقوات الأمريكية والبريطانية.
• أشرف محسود على تنفيذ عملية احتلال المسجد الأحمر.
• في كانون الأول 2007 أعلن محسود تأسيس حركة طالبان الباكستانية.
• في شباط 2008 بدأت عناصر حركة طالبان الباكستانية في شن عملياتها ضد القوات الباكستانية.
• في نيسان 2008 انطلقت بعض الشائعات الأمريكية والباكستانية التي روجت لقتل بيت الله محسود مؤكداً وجوده على قيد الحياة واستمراره في القتال ضد القوات الأمريكية وحلفائها إضافة إلى القوات الباكستانية.
• في أيار 2008 هدد محسود بتنفيذ العمليات العسكرية ضد القوات الباكستانية إذا لم تعلن الحكومة الباكستانية خلال خمسة أيام إقالة زعماء المحافظة الشمالية الغربية الباكستانية.
• أصدرت الأمم المتحدة تقريراً مطولاً رصد بشكل مفصل العمليات العسكرية التي تمت في باكستان والتي أشرف على تنفيذها الملا بيت الله محسود وهي:
- تفجيرات رواليندي الباكستانية 2007.
- اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو.
- تفجير أكاديمية الشرطة الباكستانية في لاهور.
- استهداف مبنى بينغهامتون بمدينة نيويورك في نيسان 2009.
• أشرف بيت الله محسود على العمليات العسكرية التي تمت في سياق المواجهات المسلحة بين عناصر حركة طالبان الباكستانية والقوات الباكستانية في ولاية وزيرستان.
• أشرف محسود على بناء تحالف عسكري مع حركة إنفاذ الشريعة المحمدية بما أدى إلى نجاحهم في الاستيلاء على محافظة وادي سوات وتكبيد القوات الباكستانية من الخسائر الفادحة في عمليات استرداد المحافظة.
* تضارب التقارير حول مصير محسود:
التقارير والتسريبات التي سعت إلى تأكيد مقتل الملا محسود كان مبنياً على النقاط الآتية:
• وجود محسود في المنزل عند إصابته بالصواريخ التي أطلقتها الطائرات الأمريكية.
• مقتل جميع أفراد طالبان المسؤولين عن حراسة الملا محسود بسبب وجودهم جميعاً في المنزل لحظة وقوع الغارة.
• أفاد شهود عيان أنهم شاهدوا الملا محسود داخل المنزل قبل دقائق من وقوع الغارة.
• من الصعب الافتراض أن الملا محسود كان خارج المنزل عند وقوع الغارة لأنه كان مريضاً ويتلقى العلاج.
• بعد وقوع الغارة ضد المنزل دارت بعض الاشتباكات المسلحة بين نواب الملا محسود وهي إشارة إلى أنهم كانوا يتصارعون على زعامة الحركة.
• بعد وقوع الغارة مباشرة تحركت عناصر طالبان في المنطقة وقامت بتنفيذ عملية قطع اتصالات واسعة النطاق بما أدى إلى عزل منطقة زاتغارا عن بقية ولاية وزيرستان الجنوبية وهي إشارة تفيد لجهة الرغبة لمنع تسرب الأخبار والمعلومات.
أما بالنسبة للتقارير والمعلومات التي سعت لتأكيد عدم مقتل الملا فقد انحصرت بتصريحات بعض زعماء الحركة الذين ركزوا على نفي مقتله إضافة لتقديم الوعود بأن محسود سيقوم ببث شريط رسمي يعلن فيه عن وجوده على قيد الحياة بما ينفي عملياً مزاعم مقتله، ولكن هذه التصريحات لم تتجاوز حتى الآن هاتين النقطتين أو إضافة شيء ملموس يؤكد عدم مقتل الملا محسود.
عموماً، ما زالت المصادر الرسمية الباكستانية متمسكة بمزاعم مقتل الملا محسود وإضافة لذلك فقد سعت المصادر الباكستانية إلى نشر المزيد من المعلومات الجديدة التي تفيد لجهة اندلاع الصراع بين زعماء طالبان الباكستانية على خلاف بيت الله محسود وتقول آخر المعلومات الرسمية الباكستانية أن اجتماع اختيار الزعيم الجديد شهد قتالاً دامياً أسفر عن مقتل كل من حكيم الله وولي الرحمن ومفتي نور والي، الذين كانوا من أبرز المرشحين لخلافة محسود وتقول المعلومات أن أحد قادة الصف الثاني في طالبان يدعى عظمة الله استطاع تجميع العديد من عناصر الحركة حوله واستطاعت عناصره السيطرة على العديد من المعاقل الرئيسية الخاصة بطالبان الباكستانية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد