أسعار الخضار والفواكه تقفز إلى الأعلى
السوق هذا الأسبوع لم يكن كالسوق في الأسبوع الماضي والذي لم يكن كالأسبوع الذي سبقه فحمى ارتفاع الأسعار بدأت والحجة هي الشهر الفضيل على الرغم أن الشهر الفضيل سيأتي هذا العام في ذروة موسم الخضار والفواكه الصيفية.
الأسعار بدأت تقفز بمؤشر على أنه لم يعد هنالك ارتفاع تراتبي في الأسعار بل قفزات إلى السعر الأعلى فتختلف الأسعار من يوم لآخر وإطلاق الأيمان من قبل بائعي الخضار والفواكه لم يعد مقنعاً للمستهلك الذي كان يشتري كيلو الدراق في الأسبوع الماضي بـخمس وثلاثين ليرة ليصبح وبقدرة قادر 60 ليرة مع حلفان كبير من البائع أن مربحه لم يزد عن خمس ليرات في الكيلو.
حال الدراق ليس أفضل من حال الأجاص الذي سجل ارتفاعاً وصل إلى 75 ليرة للكيلو الواحد على حين استمر التفاح بسعر متوسط مقبول وصل إلى 35 ليرة سورية للكيلو وشابهه في السعر العنب بنوعيه الأحمر والأصفر على حين سجل البطيخ الأحمر وقريبه البطيخ الأصفر ارتفاعاً طفيفاً وصولاً إلى سعر عشر ليرات سورية للكيلو الواحد في بعض المناطق والبقاليات على حين حافظ على سعر ثماني ليرات على بسطات البطيخ وأسواق الخضار.
الموز بقي ثابتاً على سعره المرتفع منذ أكثر من شهر مسجلاً سعراً تراوح بين 60 و75 ليرة للكيلو الواحد وفق النوع والجودة على حين بقي الكرز على سعر 100 ليرة وسطياً للكيلو الواحد وسجل التين سعراً تراوح بين أربعين وخمسين ليرة سورية للكيلو الواحد على حين سجل التين المعبأ في صناديق بلاستيكية سعراً أعلى.
ويبدو أن فكرة رفع سعر كيلو الفواكه بنسبة تصل بين 10 إلى 30 ليرة للكيلو الواحد بعد وضعه في علب بلاستيكية وتغليفه وعرضه بطريقة أنيقة وهو ما يراه بعض الباعة أسلوباً لتحقيق سعر أكبر للمادة المبيعة على اعتبار أنه يتم انتقاء الحبات الأفضل من الفاكهة لوضعها في الصندوق.
الخضار سجلت هي الأخرى ارتفاعاً غير مبرر وخاصة أنها تباع في ذروة الموسم كالبندورة التي قفزت بشكل غريب إلى سعر 25 ليرة للكيلو الواحد في الوقت الذي كانت تباع فيه بسعر لا يزيد على 15 ليرة في الأسبوع الماضي وقفز الخيار إلى سعر تراوح بين 20 إلى 30 ليرة للكيلو الواحد دون أن يكون لدى الباعة مبرر سوى أنه السوق ليلقوا اللائمة على تجار الجملة على حين بقيت البامية الديرية متربعة على قائمة أعلى أسعار الخضار سعراً بسعر وصل إلى نحو 110 ليرات للكيلو الواحد على حين سجل سعر البامية البلدية والساحلية سعرا أقل.
ويبدو أن تبادل إلقاء التهم حول ارتفاع الأسعار يبدأ من المشتري الذي يلوم البائع والذي يقوم بدوره بلوم التاجر والذي يقوم بدوره بلوم المنتج على ارتفاع الأسعار دون أن يبدو بشكل واضح أين هو مصدر الخلل في هذه المعادلة ما يدفع المشترين إلى المطالبة بمراقبة أكبر للأسواق ومراقبة حقيقية للأسعار حتى لا يستغل المستهلك ويدفع ثمن ما يشتري أضعافاً مضطراً إلى إخراج ما خبأه من مال ليستطيع تلبية حاجات الشهر الفضيل وتلبية طلبات الأسرة في تعدد أصناف الطعام على مائدة الفطور.
أم محمد وهي ربة منزل لأسرة كبيرة العدد تسكن مع زوجها وأولادها وزوجاتهم في منزل العائلة بدأت بالتفكير منذ الآن فيما ستعده من طعام للشهر والطريقة الأفضل للتوفير ما أمكن مع إمكانية تحضير عدة أنواع من الطعام على الإفطار للأسرة التي يتجاوز عدد أفرادها الخمسة عشر فردا بعد أن حفظت في الثلاجة بعضا من المونة جناها زوجها من قطعة أرض صغيرة يزرعها بعد أن تقاعد عن العمل لتحتفظ بالمونة من بازلاء وفول إضافة إلى الجبنة بأنواعها والتي كانت تشتري عدة كيلو غرامات منها قبل أن تبدأ أسعارها بالارتفاع حتى لا تضطر إلى شرائها في رمضان عندما ترتفع أسعارها ما يزيد الأعباء المالية على الأسرة.
ويبدو الحال قريباً لدى أم راني التي تحاول منذ الآن وضع إستراتيجية شرائية للشهر بحيث لا تشتري من السوق إلا الحاجات الضرورية اليومية لتعتمد على ما خبأته من مونة مجمدة في الثلاجة مع التمني ألا يؤثر انقطاع الكهرباء على نوعية المونة المحفوظة في الثلاجة.
أسعار الخضار والفواكه بدأت بالارتفاع والمستهلك يطالب برقابة على الأسواق ومعاقبة المخالفين من الباعة والتجار مع المحافظة على حقوق الجميع من مشتر وبائع وتاجر ضمن الحدود المقبولة لهم وضمن القوة الشرائية للمستهلك حتى لا تتكدس البضائع على بسطات الباعة دون أن تجد من يشتريها.
فادي مطلق
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد