التحركات الأمريكية-الإسرائيلية بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة
الجمل: انشغلت الأوساط الإقليمية والدولية خلال الأشهر الثلاثة الماضية بحملة الانتخابات الرئاسية الإيرانية والاضطرابات السياسية التي ترتبت على إعلان نتائجها ولاحقاً استطاع المرشح الرئاسي الفائز الرئيس أحمد نجاد من احتواء الموقف والقيام بتسمية وزارته الجديدة التي حصل فيها 18 من 21 مرشحاً على تزكية البرلمان الإيراني.
* التحركات الأمريكية – الإسرائيلية: هل من جديد؟
على مدى الأعوام الخمسة الماضية لم ينقطع سيل التقارير والتحليلات التي تتطرق لملف استهداف إيران وتشير معطيات خبرة استهداف إيران إلى أن كل الخيارات ما زالت مطروحة ومدرجة على الطاولة.
صعود إدارة أوباما أدى إلى صعود خيار العقوبات ضد إيران مع بقاء الحل العسكري كخيار أخير، وقبيل الانتخابات الإيرانية الأخيرة بدا واضحاً أن فكرة تغيير النظام الإيراني من الداخل كانت أحد الخيارات التي أوجدت المزيد من الرهانات الأمريكية والإسرائيلية والغربية، ولكن بعد ظهور نتائج الانتخابات وتحديداً من خلال التقارير والتحليلات فإن مؤشر الرصد السياسي يشير إلى الآتي:
• خيار العقوبات ضد إيران برغم التأكيد الأمريكي عليه فإن احتمالات تطبيقه بالشكل المطلوب إسرائيلياً ما زالت تبدو ضعيفة بسبب الموقف الروسي الأخير.
• خيار العمل العسكري ضد إيران أصبح بحسب التحليلات الصادرة اليوم يجد تأييداً كبيراً في بعض الأوساط الأمريكية والإسرائيلية وتقول التحليلات بأن صعود هذا الخيار يمثل أحد أسباب صعود شعبية نتينياهو في إسرائيل وهبوط شعبية أوباما في أمريكا.
الاصطفافات الجديدة في مخطط استهداف إيران تشير إلى الآتي:
• بروز بعض الأصوات الأمريكية القائلة بأن المفاوضات والعقوبات ضد إيران ستكون بلا جدوى طالما أن المسؤولين الأمريكيين أصبحوا أكثر إدراكاً لحقيقة الموقف الإيراني الرافض للتخلي عن البرنامج النووي الإيراني مهما كانت مغريات التخلي عنه كبيرة وخسائر الاستمرار فيه فادحة.
• بدأت بعض الأصوات الأمريكية التي كانت تعارض في الماضي الخيار العسكري ضد إيران وكأنها على وشك القبول بهذا الخيار كحل وحيد أصبح من غير الممكن تفاديه وتقول المعلومات أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتز أصبحا أقل اهتماماً في الرهان على جدوى وفعالية المفاوضات والعقوبات ضد إيران.
هذا، وأشارت بعض التقارير إلى أن مجموعة من خبراء اللوبي الإسرائيلي المعنيين بالشأن الإيراني عكفوا خلال الشهرين الماضيين لجهة إعداد "خطة" جديدة والرهان على اعتمادها باعتبارها تمثل خارطة طريق التعامل مع الملف النووي الإيراني وتتضمن هذه الخطة الجمع بين كل الخيارات ضمن مسار واحد:
• المفاوضات مع إيران بحيث تكون هي نقطة البداية ولكن يجب أن يتم تحديد جدولتها الزمنية مع مراعاة عدم السماح لطهران بالتمادي في تطبيق سياسة كسب الوقت وتضمنت هذه النقطة أن يتم طرح المطالب الغربية على إيران وبعد فترة زمنية قصيرة في حالة عدم الحصول على رد إيراني مقنع تتم مواجهة إيران بالسؤال المباشر القائل: ما هو تصور إيران إزاء قيامها بالتخلي عن البرنامج النووي، وبكلمات أخرى ما هي مطالب إيران وشروطها للتخلي عن برنامجها النووي؟
• العقوبات: تضمنت هذه النقطة أن تتم عملية عقوبات ذات طبيعة تصاعدية تلقائية مع ضرورة إشراك أكبر عدد ممكن من دول الجوار الإقليمي في هذه العقوبات إضافة إلى ضرورة عقد صفقة مع روسيا والصين باعتبارهما الأطراف الأكثر أهمية في تفعيل العقوبات ضد إيران.
• ما بعد العقوبات: وتضمنت هذه النقطة وصف مرحلة ما بعد العقوبات بما يشبه عملية السقوط الحر بحيث تستمر عمليات التعبئة السياسية والاقتصادية والعسكرية السلبية الفاعلة ضد إيران بما يؤدي إلى انفتاح الأزمة على كافة الحلول الممكنة والتي منها على سبيل المثال: أن تؤدي الضغوط إلى إشعال انقسامات ونزاعات مسلحة داخلية تؤدي إلى تفكيك إيران وتراجع النظام عن البرنامج النووي، أو إلى المواجهة الشاملة مع أمريكا وإسرائيل وحلفائهما.
هذا، وعلى الجانب الإيراني فإن التطورات الجارية تبدو كما لو كانت على حال ما قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة فالقيادة الإيرانية وإن كانت أعلنت رغبتها في التفاوض فإن هناك المزيد من المتغيرات التي تستلزم الاستعداد والحيطة ومنها على سبيل المثال أن تقرير وكالة الطاقة الذرية القادم حول إيران سيعتمد تضمينه بعض النقاط والمعلومات التي يزعم الخبراء الأمريكيون والإسرائيليون بأن مدير الوكالة محمد البرادعي المنتهية ولايته قد تعمد إبقاءها خارج التقارير السابقة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد