سفن وطائرات أمريكية في إسرائيل:المناورة الصاروخية الأكبر ضد إيران
استعداداً لأكبر مناورة مشتركة للدفاع الجوي بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي، وصلت إلى إسرائيل في الأسابيع الأخيرة 15 سفينة صواريخ وطائرات نقل، فيما اعتبرت مصادر عسكرية إسرائيلية، ان هذه المناورة «رسالة واضحة موجهة لإيران».
وكتب المراسل العسكري لصحيفة «معاريف»، إنه هبطت في المطارات العسكرية الإسرائيلية طائرات «غالكسي» الضخمة التابعة لسلاح الجو الأميركي، حاملة منظومات دفاع جوي من طرازات مختلفة. كما وصلت في الأسبوع الأخير إلى المياه الإقليمية الإسرائيلية 15 سفينة حربية أميركية للمشاركة في مناورة الدفاع الجوي الأوسع بين إسرائيل والولايات المتحدة المسماة «جونيبر كوبرا»، أو «كوبرا العرعر».
وقد أجرى ضباط من منظومة الدفاع الجوي وإدارة المناورة في سلاح الجو الإسرائيلي، وممثلو الوكالة الأميركية للدفاع ضد الصواريخ الباليستية وجنود أميركيون في الأيام الأخيرة، مداولات وتمرينات ميدانية عديدة عبر تشغيل منظومات تكنولوجية وصلت إلى إسرائيل.
وشدد مصدر أمني إسرائيلي على أن «ندوات مشتركة عقدت بهدف
إجمال قواعد متفق عليها وواضحة قبيل المناورة، ولغة مشتركة، وفحص الشيفرات، وأجهزة الاتصال ووسائل أخرى. وقريباً، سيصل الى إسرائيل رئيس الوكالة الأميركية للدفاع ضد الصواريخ، وهو ضابط برتبة جنرال سيراقب المناورة عن كثب، الأمر الذي يشهد على أهمية المناورة في نظر الأميركيين. كما أن هذه المناورة رسالة واضحة موجهة لإيران».
وسيتدرب الإسرائيليون والأميركيون في هذه المناورة على تفعيل منظومات الدفاع الجوي المختلفة، وبينها «إيجيس» «الثآد» و«باتريوت باك 3» الأميركية، ومنظومة «حيتس 2» الإسرائيلية، فضلاً عن بطاريات «باتريوت» و«هوك» الإسرائيلية. وتقوم المناورة على أساس سيناريوهات «متطرفة»، تطلق فيها صليات صواريخ من إيران على إسرائيل.
وبحسب المصدر الأمني الإسرائيلي، فإن وكالة الدفاع الأميركية ضد الصواريخ ستشغل منظومات في أوروبا أيضاً لمراقبة المناورة في إسرائيل التي ستجري في الأسابيع المقبلة. وأضاف أنه «للمرة الأولى ستشارك في المناورة طائرات تجسس أميركية ستقلع من تركيا واليونان من أجل المشاركة في المناورة».
تجدر الإشارة إلى أن قيادة الجيش الأميركي في أوروبا هي من يشرف على الشق الأميركي في المناورة المشتركة هذه. ومن المعلوم أنه في هذه المناورة السنوية التي تجري منذ عام 2002، يتم التدرب كل عامين على اعتراض صواريخ مختلفة وفي مقدمتها الصواريخ المنطلقة من إيران.
وبحسب المراسل الأمني لصحيفة «هآرتس»، أمير أورن، فإنه بين أهداف المناورة صقل التنسيق بين ضباط الرادار والرقابة والسيطرة على منظومات الصواريخ المختلفة. ويستفيد الأميركيون من هذه المناورة بتشديد قدرتهم على التمييز بين منظومات الرقابة على الصواريخ التي تدخل طبقة الدفاع البعيدة والتي تشكل خطراً، وبين شظايا الصواريخ التي تصاب والتي لا يبرر سقوطها على الأرض إطلاق صواريخ نحوها. وبحسب أورن، فإنه يشارك في المناورة ما لا يقل عن 500 ضابط وجندي أميركي.
وأشار أورن في «هآرتس» إلى أن العزم الأميركي على حماية إسرائيل من إيران، تعاظم بعد زوال الخطر العراقي وهو ما تأكد في المناورات التي جرت عامي 2005 و2007 حينما أطلق في المناورة 15 صاروخ «باتريوت» وجميعها أصابت أهدافها. وأوضح أن إشكالية جديدة نجمت عن احتمال اتجاه إسرائيل لتوجيه ضربة وقائية ضد إيران واضطرار أميركا للدفاع عن إسرائيل في مواجهة رد الفعل الإيراني. وحينها لن يكون هناك احد لا يتهم أميركا بالمشاركة في التخطيط للعدوان على إيران.
وأكد أورن أن الحديث الأميركي عن عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران، هو حديث مزدوج. فالكلام الرسمي هو ضد ضربة عسكرية إسرائيلية، ولكن بشكل غير رسمي ترتاح أميركا للحديث عن ضربة إسرائيلية. فهذا هو السوط شبه الوحيد الذي يلوح به الأميركيون للعالم في حركتهم السياسية لتمرير العقوبات الاقتصادية.
وفي كل الأحوال، فإن أي عملية إسرائيلية في إيران، سواء شاركت أميركا في التخطيط لها أو اضطرت لاحقا للمشاركة في الدفاع عن إسرائيل، ستدار في القيادة المركزية. وحينها، فإن دور القيادة الأوروبية سيتلخص في إطلاق صواريخ من غواصات في البحر الأبيض أو تخصيص قوات لمساعدة إسرائيل وفق نماذج «جونيبر كوبرا». ولكن العبء الأساسي الأميركي سيقع على القيادة المركزية، مما يعني أن الوضع بالغ التعقيد.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد