انتحل شخصية شقيقه ليحميه من السجن
تحفل الحياة بقصص عجيبة فيها عبرة للناس وحكمة من الضروري النظر فيها والتفكير في معانيها والاعتبار من نهاياتها.
ما دعانا إلى هذه المقدمة، هو حكاية الشاب فراس الذي حاول أن يفدي شقيقه بنفسه ويخلصه من السجن، فقضى ردحاً من الزمن في السجن وهو البريء – على حين شقيقه طليق – قبل أن ينكشف أمره، وتظهر حقيقة شقيقه الذي سيدخل السجن ليقضي حكماً غيابياً، وقد ضاعت المدة التي مكثها أخوه وراء القضبان عنه سدى، فلم تنفعه ولم تنفع شقيقه.
وفي التفاصيل فقد أصدرت محكمة الجنايات بحماة حكماً غيابياً بحق المدعو بشار لسرقته سيارة وسجنه لمدة خمس سنوات وهو متزوج وله أولاد. لكن شقيقه المدعو فراس وهو أعزب، وبدافع إنساني اتفق مع بشار المحكوم بالسجن خمس سنوات غيابياً على أن يسلم نفسه بدلاً منه رأفة بأولاده. وبالفعل، استخرج بشار قيد نفوس باسمه من أمانة السجل المدني باللاذقية ووضع عليه صورة شقيقه فراس بدل صورته وختمه بختم المختار.
وانطلق فراس بإخراج القيد المزور والمعلومات المطلوبة منتحلاً شخصية شقيقه بشار، وسلم نفسه لدى المحكمة، التي نظمت بحقه بطاقة الزج اللازمة استناداً إلى الحكم الغيابي بالسجن لمدة خمس سنوات للمدعو بشار.
ودخل فراس السجن بتاريخ 27/3/2008 وطلب إعادة المحكمة بحقه، بعد أن سلم نفسه للقضاء، لكن الحقيقة لا بد من كشفها مهما طال الزمن ومهما حاول البعض إخفاءها، فقد وردت معلومات بهذا الخصوص من مصادر موثوقة تفيد بأن الموجود في السجن ليس المطلوب بشار وإنما شقيقه. وطلب العميد محمود سعودي قائد الشرطة التحقيق بذلك والتأكد من شخصية السجين ومعرفة ملابسات ذلك ودقة المعلومات الواردة. وبالتحقيق الذي قام به فرع الأمن الجنائي اعترف المسجون بانتحاله صفة وشخصية شقيقه بشار ليسجن بدلاً منه لكونه أعزب، وشقيقه متزوج وله أولاد أي بدافع إنساني لا أكثر حسب اعترافه.
وقد تم تقديمه للقضاء لتسوية وضعه. والبحث جار لإلقاء القبض على شقيقه لينال جزاءه العادل وليقضي العقوبة ولينفذ قرار الحكم الصادر بحقه لمدة خمس سنوات من محكمة الجنايات بحماة.
محمد أحمد خبازي
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد